الصلع الندبي أحد أنواع الثعلبة العديدة

فلنتعرف في ما يأتي على حالة الصلع الندبي (Scarring alopecia) أو ما يسمى طبيًّا بالثعلبة الندبية (Cicatricial alopecia) وبعض التفاصيل والمعلومات الهامة المتعلقة بها:

ما هي حالة الصلع الندبي؟

الصلع الندبي هو مصطلح يضم عدة أنواع مختلفة من الثعلبة، ونسبة شيوع الصلع الندبي بين المرضى المصابين بمشكلات في الشعر تبلغ ما يقارب 3%. 

يتم تصنيف الصلع الندبي في نوعين رئيسيين، هما: 

• الصلع الندبي الرئيس (Primary scarring alopecia): حيث يتم استهداف وتدمير بصيلة الشعر بشكل مباشر من قبل بعض الأمراض أو الالتهابات.
• الصلع الندبي الثانوي (Secondary scarring alopecia): حيث يتم تدمير البصيلات نتيجة إصابة الأدمة في محيط البصيلة بخلل ما.

ينشأ الصلع الندبي عادة نتيجة تكون أنسجة الندوب في مناطق معينة من فروة الرأس، ليتم استبدال البصيلات والأنسجة الصحية بأنسجة الندوب.

غالبًا ما يبدأ الصلع الندبي في منطقة صغير من الجلد ليمتد لاحقًا إلى مناطق أخرى، قد تحصل خسارة الشعر المرافقة للصلع الندبي بشكل تدريجي أو بوتيرة سريعة. 

يجب التنويه إلى أن الثعلبة عمومًا، عادةً ما يتم تصنيفها ضمن فئتين رئيسيتين، هما:  

• الثعلبة الندبية: يتسبب هذا النوع بضمور أو تلف البصيلات في المناطق المصابة بشكل تام، وقد يترافق مع ظهور التهابات في المناطق المصابة.
• الثعلبة غير الندبية: لا يتسبب هذا النوع بتدمير البصيلات، كما غالبًا ما تخلو المناطق المصابة من الالتهابات، ومن الأمثلة عليه تساقط الشعر الكربي (Telogen effluvium).

من الملاحظ أن العديد من أنواع الثعلبة المختلفة قد تكون ثنائية الطور (Biphasic) أي قد تتطور من نوع غير ندبي إلى نوع ندبي مع مرور الوقت.

أسباب الصلع الندبي

لم يتمكن العلماء بعد من التوصل للسبب الدقيق للصلع الندبي، ولكن يعتقد أنه يرتبط عمومًا بالتهابات قد تصيب الخلايا الجذعية والغدد الزهمية (Sebaceous gland) في محيط البصيلات، فإذا ما أصيبت الخلايا الجذعية والغدد الزهمية بالتلف، فإن هذا يؤدي بدوره لتلف دائمة في البصيلة. 

وهذه بعض العوامل التي يعتقد أنها قد تحفز الإصابة بالصلع الندبي: 

1. مشكلات صحية 

قد تتسبب المشكلات الصحية الآتية بتحفيز الإصابة بالصلع الندبي: 

• الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة. 
• الإصابة ببعض الأمراض أو المشكلات الصحية الالتهابية، مثل: التهاب الجريبات (Folliculitis)، والتهاب الهلل (Cellulitis). 
• الإصابة بثعلبة الداء الموسيني (Alopecia mucinosa)، وهو نوع من الثعلبة غير معروف الأسباب. 
• تعرض الفروة للحروق أو الجروح. 

2. عوامل متعلقة بروتين تصفيف الشعر

في بعض الحالات من الممكن لاتباع بعض الطرق غير الصحية أثناء تصفيف الشعر أن يحفز الإصابة بالصلع الندبي، مثل: 

• استخدام أمشاط الشعر الكهربائية الساخنة، ومواد فرد الشعر.
• تصفيف الشعر بطريقة مشدودة، مثل تجديل الشعر بطريقة محكمة.

أعراض الصلع الندبي 

تختلف أعراض الصلع الندبي من حالة لأخرى، ولكن غالبًا ما تظهر الحالة على هيئة بقع خالية من الشعر تنطبق عليها مواصفات مثل:

1. عدم انتظام الحواف. 
2. مظهر الجلد فيها ناعم أو محمر ومتقشر. 
3. لون الجلد فيها يميل لأن يكون أفتح أو أغمق من لون المنطقة المحيطة. 
4. تتخللها بثور أو فقاعات قد يخرج منها قيح.
5. قد يشعر المريض أحيانًا فيها باعراض مزعجة، مثل: الحكة، أو الألم، أو الدفء. 

وفي المراحل النهائية من الصلع الندبي، غالبًا ما تتم ملاحظة ما يأتي: 

1. توقف المناطق المصابة بالصلع عن الامتداد والاتساع للمناطق المجاورة.
2. تلاشي العديد من الأعراض المزعجة التي ربما رافقت المريض، مثل: الحرقة أو الحكة أو الالتهاب.

يجب التنويه إلى أن التلف الذي قد تلحقه أنسجة الندوب ببصيلات الشعر غالبًا ما يحصل أسفل سطح الجلد، لذا قد لا يلاحظ الشخص المصاب بالصلع الندبي ظهور أية أعراض عدا البقع الخالية من الشعر. 

تشخيص الصلع الندبي

من الصعب على الطبيب تشخيص هذا النوع من الصلع بمجرد إلقاء نظرة على المناطق المصابة، لذا عادة ما يقوم الطبيب بأخذ خزعة جلدية من المنطقة المصابة يتراوح قطرها بين 2-4 ملليمتر.

ومن ثم يتم تفحص الخزعة تحت المجهر لتحري أمور مثل: وجود أنسجة الندوب، وحالة بصيلات الشعر وما إذ تم تدميرها، ووجود أي التهابات في المنطقة. 

علاج الصلع الندبي

تختلف الطرق التي من الممكن اتباعها لمحاولة علاج الحالة تبعًا لعوامل عديدة، مثل درجة تفاقم الحالة ونوع الثعلبة الندبية. وهذه بعض العلاجات التي قد يتم اللجوء إليها: 

1. استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الستيرويدات القشرية (Corticosteroids)، والأدوية المضادة للملاريا (Antimalarial drugs)، وبعض أنواع المضادات الحيوية.
2. الخضوع لعملية زراعة للشعر، وهي عملية من الممكن اللجوء إليها بعد التأكد من أن الصلع الندبي قد وصل لمراحله النهائية.

يجب التنويه إلى أن الصلع الندبي على اختلاف أنواعه غالبًا ما يتسبب بفقدان نهائي للشعر يصعب أو يستحيل علاجه، إذ تقوم أنسجة الندوب بتدمير بصيلات الشعر في المناطق المصابة لتحل محل الأنسجة الجلدية الطبيعية.