الصناعة الصينيّة
تُعرف دولة الصين واحدة من الدول الآسيويّة، والتي شهدت حضارة عريقة على مرّ العصور، فكانت بارعة بصناعاتها الفنيّة والتي تميّزت بها منذ تاريخها القديمة، وذاع صيت اليد العاملة الصينيّة بدقّة منتجها، وبجمال حرفته وخاصّة في مجال الخزف والرسم على الزجاج والحفر على الخشب، والنقوش المطعّمة بالأصداف أو بالنحاس وخاصّة على العاج، إضافة إلى الصناعة النسيجيّة التي تشتهر فيها. إلاَّ أنّها لم تتوقّف عند هذا الحدّ من الصُنعة اليدويّة والفنيّة، بل تعدّتها لتصبح دولة صناعيّة بامتياز، ناهضة باقتصادها وداعمةً لدخلها القومي من خلال معاملها المتنوّعة والعديدة لشتّى المنتوجات.
تطوّر الصناعة في الصين
لا شكّ في أنّ الصناعة في الدولة الصينيّة ظلّت فترةً طويلة من الزمن ضمن إطارها التقليدي القديم، إلاَّ أنّها بدأت بالتطوّر اعتباراً من عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين للميلاد، وذلك إثر إعلانها رسمياً جمهوريّة الصين الشعبيّة، حيث أُسّس فيها في ظل فترة انتعاشٍ وانفتاحٍ وإصلاحٍ نظام صناعة متكامل.
وما أن لاحت سبعينيّات القرن العشرين حتّى عرفت الصناعة في الصين زخماً منقطع النظير وسريعاً للغاية، إذ إنّها حقّقت معدلاً في النمو الصناعي السنوي ما بين عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين ميلادي، وعام ألفين وثلاثة للميلاد، بنسبة تساوي أكثر من عشر بالمئة. ليصل في أيّامنا الحاليّة معدّل نموّ الصناعة فيها إلى ما يزيد عن مئات الأضعاف، واستطاعت أن تصدّر أنواعاً مختلفة وعديدة من كافّة منتجاتها إلى جميع دول العالم، وقد حقّقت بناءً على ذلك منذ عام ألف وتسعمئة وستة وتسعين للميلاد المركز الأوّل على مستوى العالم في عدّة صناعات كالحديد والصلب، وأيضاً الفحم، والأسمدة، والإسمنت، إضافة إلى الأجهزة التلفزيونيّة.
أهمّ الصناعات الصينيّة
تُعتبر الصناعات البتروليّة من أهمّ الصناعات المُقامة في الصين، وما يتأتّى عنها من صناعات لها علاقة بالبترول وخاصّة البتروكيماويّة والدوائيّة، كما حقّقت نقلة نوعيّة بإنتاجها للإلكترونيّات، والتي استطاعت وبفترة وجيزة أن تغطّي بضاعتها دول العالم كافة، كما حقّقت هذه الدولة إنجازاً مهماً في الصناعة النوويّة وأيضاً الصناعة الفضائيّة، وكانت هاتان الصناعتان ضمن الصناعة التكنولوجيّة العلميّة، ويُضاف إليها الأقمار الصناعيّة.
وقد نافست دولة الصين كُبرى البلاد العالميّة في المجال الصناعي، وعلى رأسها الدول الأوروبيّة والولايات المتّحدة الأمريكيّة، إلاَّ أنّ منافستها الأقوى كانت لجارتها دولة اليابان، والتي استفادت من خبراتها بشكلٍ جادٍ ودقيق، فطورت الأفكار والخبرات والعلوم، لتحقّق إنجازات صناعيّة علميّة وتكنولوجيّة وإلكترونيّة، وفضائيّة، جعلتها في مصاف البلدان العُظمى، وبأسعارٍ منافسة، غطّت أسواق العالم أجمع من شرقه إلى غربه، مثبتة أنّ المارد الصيني هو الأقوى.