الضغط الطبيعي للحامل

كتابة:
الضغط الطبيعي للحامل

ضغط الدم والحمل

يمرّ جسد المرأة الحامل بتغيرات فيزيائيةٍ عدّة، تبعًا لنموّ الجنين وتطوّرهِ، وفي أثناء شهور الحمل التسعةِ، لا بدّ من الحفاظ على الضغط الطبيعي للحامل، ويعرف الضغط بالقوةِ التي يبذلها التدفق الدموي ضد مقاومة جدران الشرايين له، ففي كلّ مرّة تنبض بها عضلة القلب، فإنها تقوم بضخّ الدم باتجاه الشرايين ومن ثمّ توزيعه لبقيّة أنحاء الجسد، وفق سرعةٍ معينةٍ، لكنّ هنالك عدّة عوامل تأثر على هذا النمط من التدفق، المقاومة والتوزع، مما يسبب ارتفاعًا أو انخفاضًا في ضغط الدم، بحيث إن ازدياد الضغط في الشرايين يحدث ارتفاعًا، ونقصانه يؤدي للانخفاض.[١]

الضغط الطبيعي للحامل

تتكون قراءة الضغط من قيمتين، أحدهما ضغط الدم الانقباضي، والذي يَرْمز إلى كمية الضغط الحادث في الشرايين عندما ينقبض القلب فيضخ الدم، أمّا الثاني يدعى بضغط الدم الانبساطي، والذي يشير إلى ضغط الشرايين الحادث بين نبضات القلب، أي عندما يكون القلب في حالة الراحة، بحيث يرتفع ضغط الدم مع كلّ نبضةٍ للقلب، وينخفض جرّاء استراحة القلب بين النبضات، وبهذا النمط يحافظ الجسد على قيمة ضغط الدم الطبيعية لتبلغ 120/80 ملمترٍ زئبقيٍّ، أمّا عند حدوث الحمل فإن تغيّرات عدّة تحدث مؤثرةً على هذه القيمة.[١]

يقوم هرمون البروجسترون بإحداث انبساط في جدران الأوعية الدموية، مما يجعل ضغط دم المرأة الحامل عرضةً للانخفاض ضمن الثلث الأول والثاني من الحمل، كما يسبّب الإحساس بالإغماء عند الوقوف المطول أو المفاجئ، ويصل الضغط إلى أقل قراءةٍ في منتصف الحمل ومن ثمّ يبدأ بالارتفاع تدريجيًا بدءًا بالأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، إذ يكتسب جسد الحامل كميةً إضافية من الدم، مما يدفع القلب لضخه إلى أنحاء الجسد، ومن ثمّ تعود القيم إلى طبيعتها قبل الإنجاب بفترةٍ قصيرةٍ في حال لم تحدث أي مشاكل تابعةٍ للأمر.[٢]

كما تتراوح القراءات الطبيعية من امرأة حامل إلى أُخرى، ولذلك يعدّ من الأفضل عدم مقارنة نتائج القراءات، لكنّ معدل الضغط الطبيعي للحامل يتراوح ما بين 110/70 إلى 120/80، ويعتمد الأمر على الطبيب المختصّ أو القابلة في تحديد القيم المرتفعة أو المنخفضة لكل امرأةٍ على حدةٍ، بحيث تصنّف الحالة بارتفاع ضغط الدم عندما يبلغ أو يتجاوز ضغط الدم الانقباضي قيمة 140، وعند بلوغ ضغط الدم الانبساطي قيمة 90 أو ازدياده عنها، كما تأخذ عدّة قياساتٍ، وعند التأكد من حدوث الأمر قد يستدعي ذلك الذهاب إلى المشفى أو الالتزام بجرعاتٍ دوائيةٍ.[٢]

الوقاية من تغير ضغط الدم أثناء الحمل

يجدر الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعليمات الطبية تلافيًا لتفاقم الحالة وحفاظًا على الضغط الطبيعي للحامل بقدر الإمكان، ويمكن ذلك بالحفاظ على الزيارات الدورية للطبيب، والتي توفر العناية اللازمة، بالإضافة إلى الالتزام بأدوية ضغط الدم الموصوفة من قبل الطبيب، القيام بالتمارين الرياضية تحت إشراف المختصّ، تناول الحصص الغذائية الصحيّة وتجنّب التدخين والكحول أو الاستخدام الخاطئ للأدوية، كما يجب التنويه إلى أن ارتفاع ضغط الدم يعدّ إشارة لحدوث تسمم الحمل، بالأخص عند حدوثه بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وهي حالةٌ تنبئ بوجود أضرار في أجهزة الجسد كالدماغ، الكبد والكليتين، وقد تؤدي لتبعاتٍ خطيرةٍ على صعيد الأم والجنين، من ضمنها حدوث نوبات الصرع أو حتّى فقدان الحمل.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "Abnormal Blood Pressure During Pregnancy", www.healthline.com, Retrieved 13-1-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Blood pressure in pregnancy", www.babycentre.co.uk, Retrieved 13-1-2020. Edited.
  3. "High blood pressure and pregnancy: Know the facts", www.mayoclinic.org, Retrieved 13-10-2020. Edited.
4835 مشاهدة
للأعلى للسفل
×