الضغط المرتفع للحامل

كتابة:
الضغط المرتفع للحامل

ارتفاع ضغط الدم

نادرًا ما توجد لارتفاع ضغط الدم أعراض ظاهرة وملحوظة، لكنّه قد يزيد من خطر حدوث مشكلات خطيرة؛ مثل: النوبات القلبية، والسكتات الدماغية إذا لم يُعالَج المصاب، وهو من الاضطرابات المرضية الشائعة، على الرغم من أنّ العديد من المصابين لا يدركون أنَّهم مصابون بارتفاع ضغط الدم؛ إذ إنّ الطريقة الوحيدة والشائعة لمعرفة الإصابة بهذا الاضطراب فحص ضغط الدم، الذي يتمثل في قراءتين؛ هما الضغط الانقباضي (القراءة الأعلى)، وهو القوة التي يضخ بها القلب الدم إلى أنحاء الجسم كلّها، والضغط الانبساطي (القراءة الأدنى)، وهو مقاومة تدفق الدم في الأوعية الدموية، وكلتا القراءتان تقاسان بالملليمتر من الزئبق.

تتراوح قراءات ضغط الدم الطبيعي للبالغين ما بين 60/90 ملليمترًا من الزئبق و120/80 ملليمترًا من الزئبق، ومن الجدير بالذكر أنّ ضغط الدم سيبدو مختلفًا قليلًا من شخص لآخر، ويُعدّ منخفضًا أو مرتفعًا بالنسبة لشخص ما قد يبدو طبيعيًا لشخص آخر. وتجدر الإشارة إلى تسبُّب ارتفاع ضغط الدم ضغطًا إضافيًا على كلٍّ من الأوعية الدموية والقلب والأعضاء الأخرى؛ مثل: المخ والكلى والعينان، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة تهدد الحياة في حال ارتفاعه باستمرار؛ مثل: أمراض القلب، والأزمات القلبية، وفشل القلب، والسكتات الدماغية، ومرض الشرايين الطرفية. لذا فإنّ التقليل من مقدار ارتفاع ضغط الدم -ولو بمقدار بسيط- يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.[١]


ارتفاع ضغط الدم للحامل

العديد من النساء يعانين من ارتفاع ضغط الدم خلال مرحلة الحمل، الأمر الذي يُعرِّض الأم وطفلها للخطر، كذلك يسبب مشكلات أثناء الولادة وبعدها، فبالنسبة للأم تصاب بـتسمم الحمل، أو مقدمات الارتعاج -المرحلة التي تسبق تسمم الحمل-، أو السكتة الدماغية، إضافةً إلى أنّه يزيد من احتمال احتياج المرأة الحامل إلى تحريض المخاض؛ مما يعني إعطاء الدواء لبدء عملية المخاض للولادة، كما يزيد من خطر انفصال المشيمة عن جدار الرحم.

أمّا بالنسبة للطفل فقد تحدث الولادة قبل الأوان؛ أي الولادة التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، فيصبح وزن الطفل منخفضًا، كما أنّ ارتفاع ضغط الدم لدى الأم يجعل حصول الجنين على كمية كافية من الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لنموه أمرًا صعبًا، مما قد يؤدي إلى الولادة في وقت مبكر، ويجدر بالذكر أنّه يتاح علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل والوقاية منه.[٢]


أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

قد تعاني المرأة أحيانًا من ارتفاع في ضغط الدم قبل الحمل، وفي حالات أخرى قد يتطور خلاله، ولارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل عدة أنواع، ومن أهمها ما يأتي:[٣]

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن: هذا النوع موجود قبل الحمل، أو يحدث قبل مضي 20 أسبوعًا منه، لكن نظرًا لعدم وجود أعراض لارتفاع ضغط الدم عادةً فقد يصعب تحديد موعد بداية الإصابة به.
  • ارتفاع ضغط الدم الحملي: إذ تصاب النساء بهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بعد مضي 20 أسبوعًا من الحمل، مع غياب وجود البروتين الزائد في البول، وغيره من علامات تلف الأعضاء، لكن قد يشتدّ هذا النوع مُسبِّبًا الإصابة بمقدمات الارتعاج.
  • ارتفاع ضغط الدم المزمن مع مقدمات الارتعاج: تحدث هذه الحالة عند النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن قبل الحمل لكن مع تزايد الحالة شدة خلاله، ويبدأ البروتين بالظهور في البول، وتبدأ المضاعفات الأخرى المرتبطة بضغط الدم أثناء الحمل بالظهور.
  • مقدمات الارتعاج: المرحلة التي تسبق الإصابة بتسمُّم الحمل كان يجرى فيها تشخيص هذا النوع سابقًا فقط إذا كانت المرأة الحامل مصابة بارتفاع ضغط الدم مع وجود البروتين بالبول، أمّا الآن فإنّ الأطباء يعتقدون باحتمال الإصابة بمقدمات الارتعاج دون وجود بروتين في البول، وتصاب الحامل بهذا المرض عندما يتطور ارتفاع ضغط الدم لديها بعد 20 أسبوعًا من الحمل مع وجود عوارض دالّة على تلف الأعضاء الداخلية؛ كالكبد، والكلى، والدماغ. ومن المهم القول إنّ عدم علاج هذا النوع من أنواع ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قاتلة للأم وللطفل؛ بما في ذلك حدوث نوبات الصرع. فبالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم تظهر على المريضة عوارض أخرى لمقدمات الارتعاج؛ مثل:
    • ظهور بروتين في البول، أو ظهور علامات أخرى تدل على تضرّر الكلى.
    • صُداع حاد.
    • اضطرابات في الرؤية؛ مثل: حساسية تجاه الضوء، وعدم وضوح الرؤية، وفقدان البصر مؤقّتًا.
    • ألم في الجزء العلوي من البطن، تحديدًا تحت الأضلاع في الجهة اليُمنى.
    • غثيان وتقيّؤ.
    • انخفاض عدد الصفائح الدموية في الدم.
    • اضطراب وظائف الكبد.
    • صعوبة في التنفّس؛ بسبب تراكم السوائل في الرئتين.


أسباب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

توجد عدّة أسباب محتملة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل تشمل ما يأتي:[٤]

  • زيادة الوزن أو السّمنة.
  • عدم أداء ما يكفي من النشاط البدني.
  • التدخين.
  • الحمل لأوّل مرّة.
  • التاريخ العائلي من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل.
  • الحمل بأكثر من طفل.
  • العمر فوق 35 عامًا.
  • اللجوء إلى الإنجاب المستعين بالتكنولوجيا؛ مثل: التخصيب في المختبر، أو التلقيح الصناعي.
  • الإصابة بمرض السكّري أو ببعض أمراض المناعة الذاتية.


مضاعفات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يسبّب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل العديد من المخاطر المختلفة، وتشمل ما يأتي:[٣]

  • انخفاض تدفّق الدّم إلى المشيمة: عندما لا تحصل المشيمة على ما يكفي من الدم فقد يحصل الطفل على كميّة أقل من الأكسجين والعناصر الغذائية، ممّا يسبّب بطء نمو الجنين (تقيد نمو الجنين داخل الرحم)، أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أو الولادة المبكرة، وتسبب الولادة المبكرة مشكلات التنفّس، وزيادة خطر العدوى والمضاعفات الأخرى للطفل.
  • انفصال المشيمة المبكر: تزيد الإصابة بمقدمات الارتعاج من خطر الإصابة بانفصال المشيمة المبكر الذي تنفصل فيه المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم في وقت مبكّر قبل الولادة، ويسبّب الانفصال الشديد للمشيمة النزيف الشديد، ممّا قد يهدّد حياة الأم والطفل.
  • تقييد النمو داخل الرحم: قد يؤدّي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث تباطؤ أو انخفاض في نمو الطّفل.
  • إصابة الأعضاء الأخرى: حيث ارتفاع ضغط الدّم غير الخاضع للسّيطرة يودي بالشخص إلى إصابة الدماغ والكلى والكبد والأعضاء الرّئيسة الأخرى، وفي الحالات الشديدة من ارتفاع ضغط الدّم يصبح مهدّدًا للحياة.
  • الولادة المبكّرة: قد تظهر حاجة في بعض إلى الولادة المبكّرة لمنع المضاعفات التي قد تهدّد الحياة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل: حيث الإصابة بمقدمات الارتعاج لعلها تقود إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، ويزداد خطر الإصابة بـأمراض القلب والأوعية الدموية عند الإصابة بمقدمات الارتعاج أكثر من مرّة، أو عند التعرّض للولادة المبكرة بسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.


التحكم بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

المرأة الحامل تتحكم بارتفاع ضغط الدم وتسيطر عليه من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة؛ كاتباع نظام غذائي صحي، وعلى وجه الخصوص الحد من تناول الصوديوم في النظام الغذائي، وأخذ أدوية ضغط الدم التي يصفها بانتظام، إضافةً إلى ضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام، علمًا أنّ الطبيب قد ينصح بالراحة في الفراش في حال الإصابة بمقدمات الارتعاج، كذلك يجب الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات.[٥]


نصائح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

إنّ إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة؛ مثل: ممارسة المزيد من التمارين الرياضيّة، واتباع نظام غذائي متوازن يساعد في منع ارتفاع ضغط الدم. ومن المهم الإشارة إلى أنّ بعض العوامل التي تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم؛ مثل: التاريخ العائلي لارتفاع ضغط الدم ليست ضمن نطاق السيطرة، لذا لا يوقى من حالات ارتفاع ضغط الدم جميعها أثناء الحمل. وتشمل بعض الطرق التي قد تقلّل من خطر ارتفاع ضغط الدم ما يأتي:[٦]

  • الحدّ من تناول الملح.
  • شرب كمية كافية من الماء.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة النباتية وقليل الأطعمة المصنّعة.
  • إجراء فحوصات ما قبل الولادة العاديّة.
  • تجنّب تدخين السجائر وشرب الكحول.

يوصي الأطبّاء بإجراء الفحص الدوري لضغط الدم، خاصّةً عند وجود عوامل تزيد من خطر ارتفاع ضغط، حتّى يتسنى لهم البدء بعلاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل في وقت مبكر.[٦]


المراجع

  1. "(Overview High blood pressure (hypertension", www.nhs.uk,21-5-2019، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  2. "High Blood Pressure During Pregnancy", www.cdc.gov,20-6-2019، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Pregnancy week by week", www.mayoclinic.org,14-2-2018، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  4. Healthline Editorial Team, "High Blood Pressure During Pregnancy"، healthline, Retrieved 19-8-2019. Edited.
  5. "High Blood Pressure During Pregnancy", americanpregnancy.org,16-7-2019، Retrieved 12-9-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Jamie Eske , "What to know about high blood pressure during pregnancy"، medicalnewstoday, Retrieved 19-8-2019. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×