الطاقة السلبية وعلاجها

كتابة:
الطاقة السلبية وعلاجها

ما هي الطاقة السلبية؟

تُعرف الطاقة السلبية من منظور علم النفس بأنّها طاقة تتمثل في مجموعة من المشاعر والأفكار السلبية في عقل الإنسان الباطن؛ كالقلق من المستقبل، وإعادة الأحداث إلى الماضي، تعمل على خفض طاقته وإعدام شغفه وقدرته على التّحمل، ومن خلال هذا التّعريف يُلاحظ أنَّ للطاقة السلبية دور كبير ينعكس على حياة الفرد بشكلٍ سلبي، فتجعله فرد مُحبط غير قادر على مواجهة الحياة، ويجول في بال مُعظم الأشخاص هل من الممكن أن تتنقل هذه الطاقة من الشخص إلى آخر، أو هل من الممكن أن يكون للبيئة دور في خلق هذه الطاقة.[١]


يقال أنَّ جسد الإنسان كقطعة الإسفنج يتأثر بالعوامل الخارجية بشكلٍ كبير، ولتوضيح ذلك على سبيل المثال، إذا كنت قريبًا جسديًّا من شخص لديه مجال طاقة قوي جدًا، وكان هذا الشخص بجانبك، فإن مجال طاقة هذا الشخص يحيط بك، وبالتالي تشعر بالنشاط، وعلى العكس من ذلك، إذا كان الشخص الذي لديه مجال طاقة منخفض جدًا قريبًا جدًا منك جسديًا، ستشعر باستنزاف طاقتك.[٢]


من أين تأتي الطاقة السلبية؟

يقول كريستي ماري شيلدون المعالج البديهي ومدرب الطاقة المعروف دوليًا: "أنَّ الطاقة والمشاعر سواء أكانت إيجابية أم سلبية تأتي من مجموعة من المصادر"، إلا أنَّ المصدر الأول والرئيسي الذي يولد الطاقة هو الشخص ذاته، فالمشاعر والأفكار والمُعتقدات تتكون في ذهن الشخص بحسب الواقع الذي يعيشه، فإن كانت لديه نظرة مُتشائمة دومًا فسيرى أنَّ كُل شيء يحدث خاطئ، ويقول العالم الفيزيائي والمهندس الجيولوجي روبرت ماليت: "كم من المتشائمين ينتهي بهم الأمر بالرغبة في الأشياء التي يخشونها، لإثبات أنهم على حق".[٢]


صحيح أنَّ الإنسان هو المصدر الأول لجلب الطاقة السلبية لذاته، إلا أنَّ هناك عوامل أخرى لها دور في ذلك أيضًا، فمن خلال ما سبق توضيحه أنَّ الشخص يتأثر وبالأشخاص الآخرين في مُحيطه، خاصّة المُقربين منه، فبالمقارنة على أرض الواقع مثلًا يلاحظ أنَّ الأشخاص أصحاب النجاحات يُحبون قضاء وقتهم مع مثلهم من الأشخاص، بينما الأشخاص المحبطون عادةً ما يكونوا أصدقاء أو تربطهم صلة ما، فالإنسان يتأثر ويؤثر بالبيئة التي حوله.[٢]


هل لقانون الجذب دور في جذب الطاقة السلبية؟

يُعد قانون الجذب من أكثر الموضوعات إثارةً للجدل في العالم، حيث ينص هذا القانون بشكلٍ عام: "أن ما يحدث مع الشخص في حياته هي نتيجة لأفكاره الداخلية، والتي بدورها تؤثر على العقل الباطن، لتترسخ فيما بعد على أرض الواقع"[٣]، وفي مُقابلة مع أوبرا وينفري تحدثت عن النجاح الذي حققه لها قانون الجذب، ليست هي فقط بل حقق مجموعة من الأشخاص المعروفين عالميًّا نجاحات كبيرة من خلاله منهم: كويل سميث وجيم كاري وأرنولد شوارزنيجر، وبالتالي فإنَّ لقانون جذب صلة وثيقة بجذب الطاقة السلبية، فإذا فكر الشخص بشكلٍ متواصل بأفكار سلبية ليست لها صلة بالواقع، يجذبها العقل الباطن ويُرسخها على أرض الواقع.[٤]


ما هي علامات الطاقة السلبية؟

هناك مجموعة من الإشارات والعلامات التي تظهر على الشخص فتدل على وجود الطاقة السلبية، فالطاقة السلبية كالمرض يُصاحبها مجموعة من الأعراض تظهر على الفرد، ومنها:[٢]

  • الأرق: فالأرق من الإشارات المُقلقة التي تدل على وجود الأفكار السلبية والخاطئة لدى صاحبها.
  • العصبية: فأكثر الأشخاص العصبيين بصورة مُبالغة بها هم الأشخاص السلبيين إلى حدٍّ ما.
  • الإكتئاب: وهي من أكثر العلامات خطورة والتي يصل إليها الشخص، ويتفاقم الأمر به حتى يُصيبه اكتئاب مُزمن يجب مُراجعة الطبيب النفسي لحل مشكلته.
  • التوتر: يُلاحظ دائمًا أنَّ الشخص الإيجابي يشعر بالراحة والثقة بكل شيءٍ حوله، على عكس الشخص السلبي الذي عادةً ما يُرافقه التوتر في مُختلف مراحل حياته.
  • آلام في المعدة: في حقيقة الأمر أنَّ الطاقة السلبية لا تؤثر على فكر الإنسان فقط، بل أيضًا يمتد هذا التأثير على جسده، فيُشعره ببعض الآلام كألم في المعدة.


كيف يمكنك التخلص من الطاقة السلبية؟

من الممكن أن يتخلص الشخص من طاقته السلبية ببعض العادات السهلة والبسيطة دون الحاجة إلى مُدرب مُختص في ذلك، ولكن إن لم تُجدي هذه العادات في التخلص من الطاقة السلبية يُنصح بالاستعانة بمُدرب مُختص، وفي ما ياتي توضيح لبعض عادات التخلص من الطاقة السلبية:


غير نمط حياتك

من أهم الطرق وأنجحها في التخلص من الطاقة السلبية تغيير نمط الحياة، ويُمكن ذلك من خلال:

  • تناول الطعام الصحي: يجب على الشخص أن يعتمد في نظامه الغذائي على وجبات صحيّة، تمد جسده بالمعاد اللازمة التي تُبقيه نشيطًا طوال يومه لإنجاز أعماله دون كلل أو تعب، بالإضافة إلى شعوره بالسعادة، والرضا عن الذات.[٥]
  • مارس الريضة البدنية: إنَّ التمارين الرياضية لا تقتصر فقط على إخفاض الوزن أو زيادته، يتعلق الأمر أكثر بالشعور بالرضا من الداخل والخارج، فالعقل السليم في الجسم السليم.[٦]
  • مارس رياضة التأمل: تُعد رياضة التأمل أو ما تُسمى باليوغا، من أكثر أنواع الرياضة التي تُساعد الفرد على تجديد حياته، كما انّها تجعله أكثر سعادةً ونقاءً وتفاؤلًا بالحياة، كما تُساعده على التخلص من التوتر وتعزيز الذات بشكلٍ أفضل، وبالتالي هي خير ما يُمكن أن يُمارسه الفرد للتخلص من طاقته السلبية.[٧]


عالج نفسيتك

التخلص من الطاقة السلبية يبدأ من النفس ذاتها، لذلك يجب على الشخص أن يُدرك أنه خير ما يُقدمه لذاته للتخلص من الطاقة السلبية معالجة نفسه منها، وذلك من خلال النقاط الآتية:

  • تحدث مع نفسك: عندما يتدث الشخص مع نفسه يكون في كامل صدقه وأكثر عفوية، ومن خلال يذلك يُمكن له أن يتعرف عى مواطن الضعف لديه ويوطها بشتّى الطرق، وعلى مواطن القوة ويُعززها.[٨]
  • لا تقارن نفسك بالآخرين: إنَّ مُقارنة النفس بالآخرين أكثر ما يُحبط الفرد ويجعله سلبي، فبدلًا من مُقارنة النفس بالآخرين، يجب تطوير الذات واكتشاف ما قد يجعلها سعيدة.[٩]
  • اضحك أكثر من المعتاد: لكي تُصبح إيجابيًا يعني أن تأخذ الحياة بجدية أقل وتترك نفسك بعيدًا عن المشكلة، هذه هي الحياة الوحيدة التي يُمكن أن يستمتع بها الفرد، حيث أشارت بعض الدراسات التي أجرتها جامعة توهوكو الطبية عام 2016: " لتقليل الهرمونات المسببة للتوتر الموجودة في الدم يمكن الإستعانة بالضحك الذي يمكن أن يخفف من آثار التوتر".[٨]
  • قدم الشكر والامتنان للآخرين: يجب على الشخص أن يكون ممتنًّا وشاكرًا ومقدرُا للفضل والجميل، كما يجب السعي للعثور على الخير في الحياة وعدم السماح لبؤسِ شخصٍ آخر بتحديد هويتك أو يومك بأي شكل من الأشكال، فالشخص مسؤول فقط عن حياته وليس حياة أي شخص آخر.[١٠]
  • تقرب من الناس الإيجابيين: كما ذُكر سابقًا أن التقرب من الأشخاص الإيجابين يولد الأمل والتفاؤل وحُب الحياة، على عكس ذلك من قضاء الوقت مع أشخاص كثيرون الشكوى والتذمر يُشعروك بالإحباط.[١١]
  • مساعدة الآخرين: هناك صلة وثيقة بين الأنانية والسلبية، فالأشخاص الذين يعيشون من أجلهم فقط فطريقهم طويل من أجل تحقيق ما يرغبون به، لذلك يجب البدء بالنظر خارج إطار النفس وحدها، الطريقة الأساسية لخلق الهدف والإيجابية في حياتك هي البدء في فعل الأشياء للآخرين لأن العطاء سر من أسرار السعادة.[٨]
  • تخلص من الفوضى في منزلك: إن ترتيب المنزل بشكلٍ جيد وتنظيفة يخلق جوًّا من الراحة لدى الفرد، فيصبح أكثر راحة وإيجابية، حيث يمكن تنظيم المنزل بشكلٍ هادىء وجذّاب، واختيار ألوان فاتحة تبعث الدّفئ والراحة.[١١]


غير طريقة عبادتك

من الممكن تخصيص مكان للعبادة في المنزل، ووضع لوازم الصلاة به؛ كسجادة الصلاة وثوب الصلاة والقرآن الكريم، مع اتباع ما يأتي:

  • صلِّ بخشوع: حيث يجب على الإنسان أن يخضع بجميع جوارحه بالصلاة، دون أن يفكر وينشغل بأمور الحياة أثناء تأديتها، هذا الأمر يخلق السكينة والنقاء في قلبه.[١٢]
  • اسجد طويلًا: في السجود تُنقى روح الإنسان من الألمٍ أو القدٍ أو الضغينة أو السلبية، ومن خلالها يطلب الإنسان من الله ما يُريد دون تكلف، فهو أعلى درجات الخضوع لله تعالى.[١٣]
  • قراءة القرآن: فالقرآن هو خير علاج للقلوب المُرهقة، وهو الدواء الشافي للألم، فيخلق الراحة والطمأنينة بالفؤاد، ويجعل الإنسان أكثر سعادةً وأملًا.[١٤]
  • استغفر كثيرًا: فالاستغفار عبادةً لا مثيل لها، فمن المُحبب أن يعود الشخص لسانه على الاستغفار، فهي عبادة بسيطة ولكنها تحمل في طياتها الشعور بالراحة والرضا، وتجلب الخيرات وترفع البلاء.[١٥]
  • درب نفسك على التوكل على الله: يقول الله تعالى على لسان رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، قال: أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْرًا فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرًّا فلَه"[١٦]، فالإنسان يجب أن يتوكل على الله تعالى في زمام أمور حياته، وأن يسعى لتحقيق ما يُريد، وأن يُحسن الظن باللّه دائمًا وأبدًا.


هل يمكن التخلص من الطاقة السلبية بالملح أم أنها خرافة؟

يستخدم البعض الملح أو الميرمية أو البخور لتخلص من الطاقة السلبية، وتعتبر هذه الأساليب من الأساليب غير التقليدية أو ما يسمى بالطب البديل [١١]، حيث انتشرت حكايات تقول أن بلورات الكريستال ومصابيح ملح الهملايا تساعد على التخلص من الطاقة السلبية.[١٧]


وعلى إثره أجرى عالم النفس كريستوفر فرينش من جامعة لندن واحدة من الدراسات الوحيدة لاستكشاف العلاج بالبلور عام 2001، حيث أعطى 80 متطوعًا كتيبًا يشرح الأحاسيس التي قد تكون لديهم أثناء حمل البلورات، بما في ذلك وخز الأطراف وزيادة التركيز وزيادة الطاقة، ثم أعطى نصف المشاركين أحجار كريمة أصلية والنصف الآخر من البلاستيك الرخيص، وقد استجاب الأشخاص الذين يحملون الأحجار المزيفة بنفس الاستجابة الجسدية لأولئك الذين يحملون الأحجار الحقيقية، وبسبب هذه النتيجة استنتج فرينش أن الفضل يرجع لقوة الإيحاء power of suggestion وليس للطاقة المتدفقة.[١٧]


يقول تيد كابتشوك، مدير برنامج دراسات الدواء الوهمي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن تأثير الدواء الوهمي (البلاسيبو) غالبًا ما يُفترض خطأً على أنه "استجابة وهمية" لمادة غير فعّالة، ولكن أظهرت دراسات تصوير الدماغ أنه عندما يقوم المريض بعمل شيء ما، مثل تناول حبة سكر أو الحصول على جلسة الوخز بالإبر الوهمية، فإنه ينشط مناطق محددة جدًا في الدماغ ويمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمونات الشعور بالسعادة مثل الإندورفين والدوبامين، والمسكنات الطبيعية.[١٧]


وأظهرت أيضًا العديد من الدراسات أنه عند إخبار المرضى بتلقي دواءً يخفف الألم، فإنهم يستجيبون مرتين أكثر من الاستجابة عندما يتم إعطاؤهم هذا الدواء سراً (من خلال الوريد أو غير ذلك) - وهي حقيقة تشير إلى أن جزء كبير من فعالية الأدوية والوصفات الطبية تأتي من قوة الإيحاء، ويؤكد كابتشوك بقوله: "نحن نتحدث عن عملية بيولوجية حقيقية، وليس شيئًا تختلقه للتو".[١٧]


لم تؤكد الدراسات حقيقة التخلص من الطاقة السلبية عن طريق الملح أو غيره، ولكن المؤكد هو أن الإنسان يعيش الحياة مرة واحدة، وأنه المسؤول عن طاقته وسلامته النفسية، وأن هذه المرة الواحدة تستحق أن يعيشها بسعادة، لذا حاول من أجلك وأجل الذين تحبهم.

المراجع

  1. "7 Ways to Deal With Negative Thoughts", psychologytoday, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "negative energy", mindvalley blog, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  3. "Law of attraction", wikipedia, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  4. "The Complete Law of Attraction Guide: How To Manifest Your Dream Life", mindvalley, Retrieved 2020-11-13.
  5. "Why Health Eating Matters", foodincare, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  6. "15 Simple Ways To Make Self Improvement That Will Change Your Life", lifehack, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  7. "Benefits of Yoga", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  8. ^ أ ب ت "7 Ways to Get Rid of Negative Energy and Become Positive", lifehack, Retrieved 2020-11-12.
  9. " How To Know When You Have Negative Energy", bustle, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  10. "How to Protect Yourself from Others Negative Energy", psychcentral, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  11. ^ أ ب ت "5 Powerful Tips To Get Rid Of The Negative Energy Attached To You", timesofindia indiatimes, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  12. "الخشوع في الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  13. "لذة السجود لله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  14. "فضل قراءة القرآن وحفظه والمنهج الصحيح فيه "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  15. "الاستغفار فضائله وفوائده"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
  16. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:9076، صحيح.
  17. ^ أ ب ت ث "Can Crystals Heal? Separating Facets from Facts"، webmed. Edited.
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×