الطعام وسرطان المبيض

كتابة:
الطعام وسرطان المبيض

سرطان المبيض

يمكن أن تعاني الإناث بصورة خاصة من العديد من أنواع السرطان، ويعد سرطان المبيض أحد أكثر أنواع هذه الأورام شيوعًا، فما هو سرطان المبيض؟ وما هي الأعراض التي تنجم عنه؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه؟ وكيف يمكن علاجه والتعامل معه؟

يمكن أن يُعرف سرطان المبيض (Ovarian cancer) بأنه نمو سرطاني يبدأ حدوثه في المبيض، وهو أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي المسؤول عن إنتاج البيوض بهدف تلقيحها، ويعد سرطان المبيض خامس أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان شيوعًا بين الإناث في الولايات المتحدة، ولكن وفقًا للإحصائيات، فإن الوفيات المرتبطة بهذا النوع من السرطان انخفضت في الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين.[١]


ما هي الأطعمة التي تزيد فرص الإصابة بسرطان المبيض؟

تمكن العلماء من إثبات امتلاك بعض الأطعمة القدرة على زيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض، فأشارت أحد الدراسات إلى زيادة خطر الإصابة عند النساء اللاتي يفضلنّ تناول الأطعمة الدهنية، والمقلية، والأطعمة المدخنة والمعالجة،[٢] كما أشارت أحد دراسات المراجعة المنهجية إلى أن الأطعمة الغنية بالدهون الكاملة، والدهون الحيوانية، ومنتجات الألبان يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض، كما يمكن أيضًا للنترات الكاملة، وفيتامين ج أن يزيدا أيضًا من هذا الخطر، ولكن لم تثبت هذه الدراسة ارتباط اللحوم الحمراء، والألياف، وفيتامين أ، وفيتامين هـ، والفولات بزيادة أو تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض، بينما ارتبطت الخضروات بتقليل مخاطر الإصابة بالمرض بأكثر من دراسة.

لكن يجب الإشارة إلى أنّ العديد من الدراسات التي دخلت ضمن هذه المراجعة المنهجية، كانت صغيرة وبجودة منخفضة، لذلك تقترح هذه الدراسات عدم وجود عوامل غذائية ثابتة ومحددة إلى الآن يمكنها أن تقلل، أو تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض، ويجب إجراء المزيد من الدراسات الأكثر موثوقية وبأعداد أكبر، وباتباع وسائل أكثر للسيطرة على شروط الدراسة للحصول على نتائج مؤكدة بدرجة أكبر.[٣]


ما هي علامات وأعراض سرطان المبيض؟

يمكن ألّا تعاني السيدة المصابة بسرطان المبيض من أي علامات أو أعراض في المراحل المبكرة، الأمر الذي قد يُصعّب من عملية الكشف عنه وتشخيصه، ويمكن أن تتضمن الأعراض المبكرة عند ظهورها ما يأتي:[٤]

  • المعاناة من الانتفاخ المتكرر.
  • الشعور بسرعة بالشبع عند تناول الطعام.
  • مواجهة صعوبة في تناول الطعام.
  • الرغبة الملحة والمتكررة للتبول.
  • ألم أو إزعاج في منطقة البطن أو الحوض.
  • الإمساك.
  • ألم أثناء الجماع.
  • ألم أسفل الظهر.
  • الإعياء العام.
  • عسر الهضم.
  • زيادة، أو فقدان الوزن غير المبرر.
  • النزيف المهبلي.
  • حب الشباب.
  • آلام الظهر التي تزداد سوءًا بمرور الوقت.

وعادةً ما تظهر هذه الأعراض فجأة، وتشعر السيدة باضطراب عملية الهضم، واختلافها عن الوضع الطبيعي، بالإضافة إلى حدوث اضطراب في الدورة الشهرية، ويمكن أيضًا أن تعاني السيدة المصابة بسرطان المبيض من علامات وأعراض أخرى، وإذا استمرت هذه العلامات والأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين، فلا بدّ من طلب الرعاية الطبية.[٤]


ما الأسباب وراء حدوث سرطان المبيض؟

يتطور سرطان المبيض نتيجة اضطراب انقسام الخلايا في هذه المنطقة من الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى تكاثرها وزيادة عددها الخارج عن السيطرة، وعلى الرغم من أنّ السبب الدقيق لسرطان المبيض غير واضح إلى الآن، إلى أنه يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة به، وتتضمن ما يأتي:[١]

  • تاريخ العائلة، يمكن أن يزيد وجود فرد من العائلة مصاب بسرطان المبيض، أو الثدي، من خطر الإصابة بسرطان المبيض للشخص، ويمكن للأشخاص في هذه الحالة أن يجروا فحصًا جينيًا بحثًا عن جين (BRCA)، فوجود طفرات في هذا الجين يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض أو سرطان الثدي.
  • العمر، تشير التقديرات إلى أن نحو نصف الحالات من سرطان المبيض، تحدث بعد سن الثالثة والستين عامًا.
  • التاريخ الإنجابي، يمكن أن ترتبط حالات الحمل المكتمل بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض، وكلما زاد عدد حالات الحمل المكتمل لدى المرأة، يقل خطر الإصابة بهذا المرض، كما يمكن أن تقلل الرضاعة الطبيعية من هذا الخطر أيضًا، ولكن يمكن أن يرتبط عدم إنجاب أطفال، أو إنجاب طفل بعد سن الخامسة والثلاثين بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
  • سرطان الثدي، يمكن أن تحمل السيدات اللواتي أصبن بسرطان الثدي سابقًا، خطرًا أكبر للإصابة بسرطان المبيض.
  • العلاج بالهرمونات، يمكن أن يزيد استخدام العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الطمث من خطر الإصابة بسرطان المبيض، وكلما زادت مدة استخدام هذا العلاج، زاد هذا الخطر، ولكن يمكن أن ينخفض بعد توقف العلاج.
  • السمنة، تشير التقديرات إلى أنّ سرطان المبيض أكثر شيوعًا لدى السيدات اللاتي يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن الثلاثين كيلوغرام لكل متر مربع.
  • الجراحة النسائية، يمكن أن يؤدي الخضوع إلى جراحة لإزالة الرحم إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض بنحو الثلث.
  • فيروس الورم الحليمي البشري، يمكن أن ترتبط الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بالإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان اللوزتين، وسرطان عنق الرحم، كما تشير بعض الأدلة إلى ارتباط سرطان المبيض بهذا الفيروس.


طرق تشخيص سرطان المبيض

يمكن أن يحتاج الطبيب لإجراء مجموعة من الاختبارات والإجراءات، لتشخيص سرطان المبيض، التي تتضمن ما يأتي:[٥]

  • فحص الحوض، يجري الطبيب فحص الحوض عن طريق إدخال يده بعد لبس القفاز في المهبل، ويضغط في نفس الوقت بيده على البطن من أجل الشعور بأعضاء الحوض، ويمكن أيضًا أن يفحص الأعضاء التناسلية الخارجية، والمهبل، وعنق الرحم.
  • التصوير الطبي، يمكن أن تساعد الصور الطبية، مثل؛ التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية (CT scans) للبطن والحوض، في تحديد حجم، وشكل، وبناء المبايض.
  • فحوصات الدم، يمكن أن تتضمن فحوصات الدم اختبارات وظائف الأعضاء، التي يمكن أن تساعد في تحديد الصحة العامة للسيدة، ويمكن أيضًا لفحوصات الدم أن تبحث عن علامات الورم التي تشير إلى الإصابة بسرطان المبيض.
  • الجراحة، لا يستطيع الطبيب التأكد من تشخيص الإصابة بسرطان المبيض في بعض الحالات حتى يجري عملية جراحية لإزالة المبيض، وفحصه بحثًا عن علامات السرطان.

وعند التأكد من الإصابة بسرطان المبيض، سيستخدم الطبيب بعض الفحوصات والإجراءات الطبية في تحديد مرحلة السرطان، وتتراوح مراحل السرطان بين المرحلة الأولى، وهي المرحلة الأدنى، التي يقتصر السرطان فيها على المبايض فقط، والمرحلة الرابعة، وهي المرحلة التي ينتشر فيها السرطان إلى مناطق بعيدة في الجسم.[٥]


علاج سرطان المبيض

يمكن أن يختلف علاج سرطان المبيض من شخص لآخر، وذلك اعتمادًا على مدى انتشار المرض، وصحة المرأة العامة، ويقسم العلاج إلى ما يأتي:[٦]

  • الجراحة، وتهدف الجراحة لإزالة أكبر قدر من الورم السرطاني، وغالبًا ما يتضمن ذلك؛ إزالة المبيضين، والرحم، والأنابيب التي تربطهما -قنوات فالوب-.
  • العلاج الكيميائي، يستخدم العلاج الكيميائي عادةً بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية، ولكن يمكن أن يلجأ الطبيب لاستخدامه قبل الجراحة لتقليص حجم الورم.

ويهدف علاج سرطان المبيض للشفاء التام من السرطان قدر الإمكان، ولكن إذا انتشر السرطان إلى أماكن أبعد، فعندها سيهدف العلاج للتقليل من حدة الأعراض، والسيطرة على السرطان، لأطول فترة ممكنة.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "What is ovarian cancer?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  2. M Zhang, Z Y Yang, C W Binns, and A H Lee (2002-03-04), "Diet and ovarian cancer risk: a case control study in China", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  3. "Dietary Intake and Ovarian Cancer Risk: A Systematic Review", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  4. ^ أ ب "Ovarian Cancer", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  5. ^ أ ب "Ovarian cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  6. ^ أ ب "Ovarian cancer", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-13. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×