محتويات
العالم الفرنسي لويس باستور
فيما يلي أبرز المعلومات عن العالم الفرنسي الشهير لويس باستور:
نشأته
ولد العالم الفرنسي لويس باستور في 27 من كانون الأول عام 1822م في إقليم جورا الفرنسي، وقد نشأ بلدية اربوا، وكان والده جان جوزيف باستور دباغًا ورقيبًا في الجيش خلال الحروب النابليونية،[١] وبالرغم من أن أسرته لم تكن ثرية، إلا أن والديه كانا مصمما على توفير تعليم جيد له.[٢]
عُرف عن باستور في صغره بأن لديه موهبة فنية، وقد التحق بالمدرسة الثانوية المحلية في بلدته في التاسعة من عمره، وعندما بلغ السادسة عشر من عمره سافر إلى باريس لمواصلة تعليمه، إلا أنه عاد بعد فترة وجيزة إلى بلدته لحنينه إليها، والتحق بالكلية الملكية في بيزنسون حيث حصل على بكالوريوس الآداب، ومن ثم انتقل إلى مدينة ديجون حيث حصل على بكالوريوس في العلوم.[٢]
وفي عام 1842م، تقدم بطلب للانضمام إلى المدرسة العليا للأساتذة في فرنسا، إلا أنه لم ينجح في امتحان القبول، وبعد ذلك أعاد التقديم لها، وتم قبوله في عام 1844م ليصبح فيما بعد مساعدًا للكيميائي وأحد مكتشفي البروم أنطوان بالارد،[٢] وفي عام 1849م تزوج ابنة عميد جامعة ستراسبورغ ماري لوران، وأنجب منها 5 أطفال.[١]
إسهاماته العلمية
أصبح لويس باستور أستاذًا للكيمياء في جامعة ستراسبورغ في عام 1848م بعد حصوله على درجة الدكتوراة في العلوم،[١] وقد حقق العديد من الإنجازات العلمية التي نهضت بعلوم الكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة، وفيما يأتي أبرزها:
دراسة النشاط الضوئي للمركبات
أثناء تحضير باستور لأطروحة الدكتوراة الخاصة به، لاحظ قدرة بعض البلورات أو المحاليل على تدوير الضوء المستقطب؛ (الموجات الضوئية الخاضعة لترتيب منظم وبسيط) باتجاه أو عكس اتجاه عقارب الساعة، وقد وجد بأن هذا النشاط يعتمد على شكل بلورات المركب، كما توصل إلى أن الترتيب غير المتماثل الخاص بجزيئات المركب تؤدي إلى انحراف الضوء، وقد اتخذت تلك النظرية اهتمامًا واسعًا في التاريخ المبكر للكيمياء البنائية؛ التي تهتم بدراسة الخصائص ثلاثية الأبعاد للجزيئات.[٣]
دراسة التخمير واكتشاف البسترة
بدأ لويس باستور بدراسة التخمير في عام 1854م، وخلال تلك الفترة انحاز إلى رأي الأقلية من العلماء المعاصرين له، بأن كل نوع من أنواع التخمير يعتمد على كائن حي دقيق مختلف، أما الغالبية العظمى من العلماء في تلك الفترة، فقد كانوا يعتقدون بأن التخمير ينتج من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية بوجود إنزيمات معينة.[٣]
وفي عام 1857م، عاد باستور للعمل في المدرسة العليا للأساتذة نورمال، وواصل بحثه حول آلية التخمير، وبذل جهودًا مضنية لنسف نظرية أن التخمير يتم بشكل تلقائي، ومن خلال محاولاته تلك، اكتشف عملية البسترة التي أخذ على إثرها براءة اختراع، من خلال إدراكه أن فساد الحليب وبعض السوائل نتج بواسطة الكائنات الحية الدقيقة، والتي يمكن القضاء عليها من خلال تسخين تلك السوائل على درجة حرارة تتراوح بين 60 و100 درجة مئوية.[٣]
وضع نظرية الجرثومة
في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، هاجم مرض غامض مشاتل دودة القز في فرنسا، وقد انتشر المرض في جميع أنحاء أوروبا وأوراسيا، بالإضافة إلى الصين واليابان، الأمر الذي تسبب بتدمير صناعة الحرير في أوروبا وبالتحديد في فرنسا، ولم يكن باستور في ذلك الوقت يعرف شيئًا عن دودة القز، إلا أنه قبل دراسة تلك الحالة وسرعان ما أصبح خبيرًا فيها.[٤]
تمكن باستور من معرفة المسبب لمرض ديدان القز، وبعد خمس سنوات من البحث، استطاع إنقاذ صناعة الحرير في فرنسا من خلال الحفاظ على بيوض ديدان القز سليمة وبعيدة عن الكائنات المسببة للمرض، ومن تلك الحالة تمكن من دراسة أسباب الأمراض المعدية في ذلك الوقت، وطور علم الأوبئة من خلال تعامله مع مسببات الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان.[٤]
تطوير اللقاحات
طور لويس باستور العديد من اللقاحات لأمراض كانت منتشرة في ذلك الوقت، وفيما يلي أبرزها:[٢]
- لقاح كوليرا الدجاج
وجد باستور بعد عدة تجارب بأن حقن الدجاج بالعامل الممرض المسبب للكوليرا بإمكانه أن يعطيه مناعة ضده، على أن يكون مخففًا، فقد لاحظ بأن الدجاج المحقون بالفيروس المسبب للكوليرا، والذي ترك لفترة من الوقت حتى يجف ويقل نشاطه لم يصب بالمرض، ومن هنا توصل إلى هذا اللقاح.
- لقاح داء الكلب
ينتج داء الكلب عن عض حيوان مسعور للإنسان أو حيوان آخر، وانتقال فيروس له، إلا أن باستور قد درس لعاب وأنسجة الحيوانات المصابة، ولم يتمكن من معرفة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للمرض، إلا أنه درس فيما بعد لعاب أحد الحيوانات المسببة لهذا الداء، ووجد بأن مسبب المرض يركز على النخاع الشوكي والدماغ للضحية، وبعد سلسلة من التجارب توصل للقاح الخاص بهذا الداء.
وفاته
أصيب لويس باستور بشلل جزئي في عام 1868م نتيجة سكتة دماغية شديدة، إلا أنه تابع حياته وأبحاثه بشكل طبيعي، واحتفل بعيد ميلاده السبعين في جامعة السوربون بحضور العديد من العلماء البارزين، إلا أنه بعد ذلك بفترة زمنية تدهورت حالته الصحية، وتوفي في 28 من كانون الأول لعام 1895م، ودفن في سرداب للبيزنطيين في معهد باستير.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Louis Pasteur", biography, Retrieved 28/6/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Louis Pasteur: Biography & Quotes", livescience, Retrieved 28/6/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Louis Pasteur", sciencehistory, Retrieved 28/6/2022. Edited.
- ^ أ ب "Louis Pasteur", britannica, Retrieved 28/6/2022. Edited.