العصر الأدبي الحديث خصائصه وسماته

كتابة:
العصر الأدبي الحديث خصائصه وسماته


العصر الأدبي الحديث: خصائصه وسماته

يبدأ العصر الحديث بتولي محمد علي باشا حكم مصر، وذلك بعد خروج الحملة الفرنسية وإسقاط خورشيد باشا عام 1220 هــ، ويستمر حتى وقتنا الحاضر،[١] ومن أبرز خصائص العصر الأدبي الحديث ما يأتي:


خصائص وسمات الشعر في العصر الأدبي الحديث

تعددت المدارس الشعرية في العصر الحديث بناءً على تطور الاتجاهات الأدبية، فظهرت مدارس عديدة اتسمت بخصائص وسمات مختلفة، ومنها ما يأتي:


مدرسة الإحياء

انتهجت هذه المدرسة الاتجاه الكلاسيكي في الأدب، وتتلخص خصائصها فيما يأتي:[٢]

  • تعدد الأغراض الشعرية

إذ تعددت الأغراض الشعرية لتشمل قضايا مهمة تُعبر عن الواقع وهموم الأمة العربية والإسلامية، إضافةً إلى قضايا الشاعر الذاتية.

  • العناية بفصاحة الألفاظ

عمل رواد هذه المدرسة على العودة إلى فصاحة الألفاظ والأسلوب، وذلك بإماتة أسلوب التلاعب بالألفاظ والزخرفة الشعرية.

  • الالتزام بنهج القصيدة القديمة

وذلك من حيث البناء والوزن وتعدد الموضوعات.


مدرسة الديوان

انتهجت هذه المدرسة الاتجاه الرومانسي، وتتلخص خصائصها فيما يأتي:[٣]

  • ارتباط الحب بالمرأة

حيث اعتبروا الحب ملاذًا من ألم الحياة، ومزجوا بين الطبيعة وصفات المرأة، فهما من مكونات الحياة والكون.

  • الحنين إلى الذكريات

عبروا الشعراء عن ذكرياتهم هروبًا من الواقع، فهم يتعطشون إلى الطفولة.

  • التعبير عن الذات

حيث عبر الشعراء عن تجاربهم الشعورية ورغباتهم الداخلية، فوظفوا الخيال خدمةً لهذا الغرض.


مدرسة أبولو

تتلخص خصائص مدرسة أبولو فيما يأتي:[٤]

  • تراسل الحواس

توسع شعراء هذه المدرسة في توظيف الألفاظ من مجال استعمالها إلى مجال أوسع وأبعد، مثل استخدام المحسوس للمسموع.

  • حرية التعبير

حيث استخدام شعراء هذه المدرسة اللغة في وضع الصفات بشكل إيحائي، وركزوا على الألفاظ المخصوصة.

  • التجسيم والتشخيص

يُقصد بالتجسيم هو تحويل ما هو معنوي إلى محسوس وبث الحياة فيه، أما التشخيص وهو منح الحياة لما ليس إنسانًا.


الأدب المهجري

الأدب المهجري يُقسم إلى قسمين، هما: الأدب في أمريكا الشمالية والأدب في أمريكا الجنوبية، وأبرز الخصائص التي عرف شعر المهجر في أمريكا الشمالية ما يأتي:[٥]

  • الثورة على التقليد.
  • التمرد على الواقع.
  • التجديد في الصياغة.


أما عن خصائص الشعر المهجري في أمريكا الحنوبية الآتي:[٥]

  • الثورة على الأوزان والقوافي.
  • التخلص من الخطابة في الشعر.
  • الخروج عن أسلوب القصيدة العربية التقليدية.
  • الاهتمام بشعر المناسبات.


خصائص وسمات النثر في العصر الأدبي الحديث

تتلخص خصائص وسمات النثر في العصر الأدبي الحديث فيما يأتي:[٦]

  • التجديد في أسلوب الكتابة مع محاولة إحياء التراث القديم.
  • ظهور اتجاه صحفي، يميل إلى السهولة.
  • ظهور فن المقالة الأدبية التي تُكتب بطريقة سهلة وسريعة.
  • توظيف الواقع والخيال والتاريخ في فن الرواية والقصة القصيرة.
  • العناية بالعناصر الفنية في الرواية والقصة القصيرة.


نماذج من الأدب الحديث

نماذج من الأدب الحديث فيما يأتي:


قصيدة: قلت السعادة في المنى فرددتني

قال إيليا أبو ماضي:[٧]

قُلتُ السَعادَةُ في المُنى فَرَدَدتَني

:::وَزَعِمتَ أَنَّ المَرءَ آفَتُهُ المُنى

وَرَأَيتُ في ظِلِّ الغِنى تِمثالَها

:::وَرَأَيتَ أَنتَ البُؤسَ في ظِلِّ الغِنى

ما لي أَقولُ بِأَنَّها قَد تُقتَنى

:::فَتَقولُ أَنتَ بِأَنَّها لا تُفتَنى

وَأَقولُ إِن خُلِقَت فَقَد خُلِقَت لَنا

:::فَتَقولُ إِن خُلِقَت فَلِم تُخلَق لَنا

وَأَقولُ إِنّي مُؤمِنٌ بِوُجودِها

:::فَتَقولُ ما أَحراكَ أَن لا تُؤمِنا

وَأَقولُ سِرٌّ سَوفَ يُعلَنُ في غَدٍ

:::فَتَقولُ لا سِرُّ هُناكَ وَلا هُنا

يا صاحِبي هَذا حِوارٌ باطِلٌ

:::لا أَنتَ أَدرَكتَ الصَوابَ وَلا أَنا


مقتطف من كتاب وحي القلم للرافعي

قال الرافعي: "نظرتُ إلى هذا البحر العظيم بعينَيْ طفل يتخيل أن البحر قد مُلِئَ بالأمس، وأن السماء كانت إناء له، فانكفأ الإناء فاندفق البحر، وتسرحت مع هذا الخيال الطفلي الصغير فكأنما نالني رشاش من الإناء. إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة إلا إذا كانت النفس قريبة من طفولتها، ومرح الطفولة، ولعبها، وهذيانها".[٨]

المراجع

  1. جامعة أم القرى، مدخل لدراسة الأدب، صفحة 12. بتصرّف.
  2. مسعد بن عيد العطوي، كتاب الأدب العربي الحديث، صفحة 67-81. بتصرّف.
  3. مسعد بن عيد العطوي، كتاب الأدب العربي الحديث، صفحة 83-100. بتصرّف.
  4. مسعد بن عيد العطوي، كتاب الأدب العربي الحديث، صفحة 103-106. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مسعد بن عيد العطوي، كتاب الأدب العربي الحديث، صفحة 125-131. بتصرّف.
  6. مسعد بن عيد العطوي، كتاب الأدب العربي الحديث، صفحة 134-145. بتصرّف.
  7. "قلت السعادة في المنى فرددتني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2022.
  8. مصطفى صادق الرافعي، كتاب وحي القلم، صفحة 43.
9184 مشاهدة
للأعلى للسفل
×