محتويات
العصر الأندلسي: من الحضارة العربية إلى عصر الدويلات
في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي (القرن الهجري الأول)، تراجعت معاقل البيزنطيين في شمال إفريقيا قبل التقدم الإسلاميّ، وفي عام 705م عُيّن موسى بن نُصير أول خليفة أموي في المغرب، وضمّ كلًّا من شمال إفريقيا حتى طنجة، وأحرز تقدمًا في نشر الإسلام بين دول المنطقة الأمازيغية، ثمّ اتجه لشبه الجزيرة الأيبيرية، بعد دعوة من مواطنيها لينصرهم ضدّ ملكهم الظالم رودريك.[١]
أرسل موسى بن نُصير جيشًا بقيادة طارق بن زياد عبر مضيق جبل طارق، وهزم رودريك في معركة حاسمة، لكنّه بدلًا من أن يعود أدراجه لإفريقيا اتجه شمالًا وغزا طليطلة (عاصمة القوط الغربيين)، ومنها تقدّم إلى سرقسطة، ثمّ من الغرب إلى الشرق، وخلال عام 714م كانت معظم شبه الجزيرة الأيبيرية (الأندلس) تحت سيطرة المسلمين، وامتدّ حكم المسلمين فيها حتى عام 1492م.[١]
التسلسل الزمني لأبرز الأحداث التاريخية في الأندلس
فيما يأتي أهم الأحداث التي مرّت على الأندلس منذ تأسيسها وحتى نهاية عصر الدويلات:[٢]
- عام 711م: بدأ المسلمون بفتح الجزيرة الأيبيرية.
- عام 718م: معركة كوفادونجا بين المسلمين والمسيحيين، والتي يعدّها الكثيرون بداية حروب الاسترداد.
- عام 756م: وصل عبد الرحمن الأول إلى قرطبة، وانتهى عصر الخلافة الأموية في قرطبة.
- عام 844م: هجوم البدو على لشبونة وسيفيل وكاديز وسيدونيا.
- عام 929م: الانفصال عن الدولة العباسية وإعلان عبد الرحمن الداخل نفسه أميرًا لقرطبة.
- عام 1009م: بدأت المشاكل الداخلية والحروب الأهلية.
- عام 1031م: بدأ عصر الطوائف وانتهت الخلافة في قرطبة.
- عام 1147م: نزل الموحدون في شبه الجزيرة الأيبيرية.
- عام 1212م: هزمت ممالك قشتالة ونافار وليون والموحدون.
- عام 1237م: بدأ ابن الأحمر ببناء قصر الحمراء في غرناطة.
- عام 1482م: بدأت حرب غرناطة وانتزع أبو عبد الله محمد الثاني عشر العرش لأخيه.
- عام 1487م: خضعت مالقة للقوات المسيحية.
- عام 1492م: أصبحت كل الأندلس بأيدي المسيحين.
عهد الفتح (710- 714م)
سمح الخليفة الوليد بن عبد الملك لموسى بن نُصير بتجهيز سرية إلى سبتة، وغنمت الحملة مغانم كثيرة؛ ممّا شجّع موسى بن نصير على إرسال قوة عسكرية غيرها بقيادة طارق بن زياد، واشتبك مع جيش حاكم القوط في معركة وادي لكة، وانتهت بانتصار المسلمين.[٣]
تابع المسلمون توغّلهم في شبه الجزيرة الإيبيرية، وفتحوا العديد من المدن، وطلب طارق بن زياد من موسى أن يأتي إلى الأندلس، ليتابعا معًا فتح المدن، ولم يبقَ من الأندلس إلا عدد قليل من المدن، وبعد ثلاث سنوات ونصف طلب الوليد بن عبد الملك عودتهم إلى دمشق، وقبل عودته عيّن موسى بن نُصير ابنه عبد العزيز واليًا على الأندلس.[٣]
عهد الولاة (710- 756م)
استمرّ عهد الولاة اثنين وأربعين عامًا منذ حكم عبد العزيز بن موسى بن نصير، إلى يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وانقسمت هذه الفترة إلى قسمين كالآتي:[٣]
- الأول: فترة فتوحات عظيمة، استمرت سبعة وعشرين عامًا، من 714م وحتى 741م.
- الثاني: كانت فترة مؤامرات وضعف، استمرت من 741م وحتى 756م.
عهد الإمارة (756- 929م)
سُمّي عهد الإمارة لأن الإمارة أصبحت منفصلة عن الخلافة العباسية، وأول حاكم في هذه الفترة، هو عبد الرحمن الداخل الذي امتدّ حكمه من 765م وحتى 788م، وكانت أقوى فترات الأندلس، كما أن المؤرخين يقسّموها لثلاث فترات، هي كالآتي:[٣]
- الأولى: امتدت 100 عام كاملة، من 756م إلى 853م، وهي فترة قوة وبناء للحضارة، وهيمنت فيها القوة الإسلامية على المناطق المحيطة بها.
- الثانية: استمرت 62 عامًا من 852م إلى 913م، وهي فترة ضعف، وكان آخر أمير فيها عبد الله بن محمد.
- الثالثة: بدأت بعد سنة 913م، واستمرت حتى عام 929م، وهي فترة الانتقال لفترة الخلافة الأموية، بدأت بإمارة عبد الرحمن الناصر، وانتهت بالأمير عبد الله بن محمد.
عهد الخلافة (929م- 1031م)
بدأ عهد الخلافة منذ تولّي عبد الرحمن الناصر الحكم عام 913م، واتّسمت فترة حكمه بالقوة والوحدة والفتوحات الجديدة، ولقّب نفسه بأمير المؤمنين، وهنا بدأت الخلافة الأموية في الأندلس، ولم يهتمّ فقط بالفتوحات بل كرّس اهتمامه على العلم والاقتصاد والثقافة والعمران، وذاع صيته في أوروبا والعالم.[٣]
بعد وفاته عام 961م، تولّى ابنه المستنصر بالله الحكم، وكان من أفضل الحكام، لكنه أصيب بالشلل فتولّى ابنه هشام الحكم، وكان عمره أحد عشر عامًا فقط، فعُيِّنَ محمد بن أبي عامر (الحاجب المنصور) وصيًّا عليه، وبمثابة الحاكم الفعلي للأندلس، وتميّز عهده بالقوة والكفاءة، وبقي في الحكم حتى وفاته عام 1002م.[٣]
تولّى منصب الحجابة ابنه عبد الملك بن المنصور من بعده، وكان على نهج أبيه، وسمّيت هذه الفترة (الدولة العامرية 976م- 1009م)، وهي ذروة قوة الأندلس واتساعها، ولم يكن الخليفة إلا منصبًا صوريًّا، وبعد وفاة عبد الملك تولّى الخلافة أخوه عبد الرحمن بن المنصور، ومنذ بداية فترة حكمه بدأت الثورات في كل أنحاء الأندلس، وانتهت الخلافة تمامًا، وبدأ عصر الدويلات منذ عام 1031م.[٣]
عهد ملوك الطوائف (الدويلات) 1031م- 1086م
وهي أصعب الفترات التي مرّت على الأندلس، وأكثر ما يميزها الأطماع المتزايدة لكل فرقة، والتنازع بينها، وانقسام الأندلس إلى دويلات عدة، وهي كالآتي:[٣]
- بنو عباد: في إشبيلية.
- بنو زيري: في غرناطة.
- بنو جهور: في قرطبة.
- بنو الأفطس: غرب الأندلس في إمارة بطليوس.
- بنو ذي النون: في المنطقة الشمالية حول طليطلة.
- بنو عامر: في شرق الأندلس وعاصمتهم بلنسية.
- بنو هود: في سرقسطة في الشمال الشرقي.
المراجع
- ^ أ ب "Muslim Spain", britannica, Retrieved 16/2/2022. Edited.
- ↑ "timeline al andalus", coggle, Retrieved 16/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د " كتاب قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط "، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 13/4/2022. بتصرّف.