العلاجات العشبية

كتابة:
العلاجات العشبية

العلاجات العشبية

يُطلَق اسم العلاجات العشبية على المواد التي تُستخلَص من النباتات وتُستخدَم في علاج مرض محدد، أو لتحسين الصحة بشكل عام، وتتوفر بعدة أشكال؛ مثل: مسحوق النبات، أو تُصنَع في شكل حبوب دوائية، أو شاي، أو حمام مائي، أو توضع مباشرة على الجلد، ويعود استخدام الأعشاب بمنزلة علاج إلى آلاف السنين. ويرى الكثير من الناس أنّ استخدام الأعشاب خيار آمن بوصفها مواد طبيعية، وهذا غير صحيح بالضرورة، فهناك الكثير منها قد تتعارض مع حالة المريض أو الأدوية التي يتناولها، مسببة خطرًا على الصحة؛ لذلك تُعدّ استشارة الطبيب الأساس في العلاج الناجح[١][٢].


الميرمية

تُعدّ الميرمية من الأعشاب الأساسية في بلدان مختلفة حول العالم، وتتميز برائحتها القوية، وتنتمي إلى عائلة النعناع مع نباتات أخرى؛ مثل: الزعتر، وإكليل الجبل، وتُستخدَم أوراقها في علاج عدة أمراض، ومن أهمها[٣].[٤]:

  • مشاكل الجهاز الهضمي؛ مثل: الانتفاخ، وفقدان الشهية، والإسهال، وآلام المعدة.
  • أمراض نسائية؛ مثل: مغص الدورة الشهرية، واضطراب إدرار الحليب الزائد عند المرضعات، وأعراض سن الأمل؛ مثل: الهبات الساخنة، وزيادة التعرق إذا استُخدِمَت يوميًا لمدة ثمانية أسابيع؛ لاحتوائها على مواد شبيهة بتأثير هرمون الإستروجين.
  • مشاكل في الجهاز العصبي؛ مثل: مرض نقص التروية الدماغية، وألزهايمر، ويساعد شرب شاي الميرمية في تحسين كفاءة الذاكرة؛ لأنّها غنية بمضادات الأكسدة، ويمنع تكسّر مادة الأستيل كولين، التي تلعب دورًا رئيسًا في تحسين الذاكرة.
  • صحة الفم، حيث استخدام غسول فم يحتوي على هذه العشبة يقلّل مشكلات التسوس، وتقرحات الفم، والتهابات اللثة، واللوزتين؛ ذلك لاحتوائها على مضادات للجراثيم.
  • تقليل الكولسترول، استخدام هذه النبتة من مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا لمدة أسبوعين يقلل الكولسترول السيء والدهون في الدم، ويرفع الكولسترول الجيد.

نظرًا لفوائد الميرمية المتنوعة وطعمها القوي والمميز؛ فإنّها تُدخَل إلى النظام الغذائي بسهولة؛ مثل: إضافة الورق المفروم إلى صلصة الطماطم، أو تتبيل اللحوم فيها، أو إضافتها إلى أنواع الشوربات[٣]. واستعمالها عند الحامل أو المُرضع غير آمن؛ لاحتوائها على مواد قد تسبب الإجهاض عند الحامل، وقد تقلل إفراز الحليب عند المُرضع[٤].


النعناع

يُعدّ النعناع من أشهر الأعشاب التي تُستخدَم طازجة أو مجفّفة، فيوجد في معجون الأسنان، والحلويات، والعلكة، وبعض مستحضرات العناية الشخصية، ويوجد في الطبيعة ما يقارب العشرين فصيلة من النعناع، ومن أشهرها النعناع الفلفلي، والنعناع المدبب. ويُعدّ محتوى مضادات الأكسدة في النعناع من الأعلى بين الأطعمة[٥]. ومن أهم استخدامات النعناع:

  • متلازمة القولون العصبي التي تُعرَف بأنّها اضطرابات في الجهاز الهضمي تتميز بالمغص، والانتفاخ، وتغيّر عادات دخول الحمام، ويقلل النعناع من تقلّصات عضلات الجهاز الهضمي؛ لاحتوائه على مادة المينثول المُرخّية للعضلات، ويؤخذ في شكل شاي مصنوع من الأوراق، لكنّ المفعول الأقوى لتخفيف أعراض المتلازمة يأتي بتناول كبسولات زيت النعناع،الذي يُستخرَج من الساق والأزهار والأوراق[٤][٣].
  • تشققات الحلمة، التي قد تسبب الرضاعة الطبيعية حدوثها، ووُجِدَ أنّ استخدامات منقوع النعناع يقلل منها، ويخفّف ألم الحلمة المرافق لهذه الرضاعة[٥].
  • المساعدة في الهضم والغازات، فهو يزيد إفرازات المرارة، التي بدورها تُسرّع الهضم وتُسهّله، ويخفف شاي النعناع من آلام الغازات والانتفاخ [٥].
  • علاج رائحة النفس المزعجة، تُشتَهَر العلكة والحلويات المُنكّهة بالنعناع لعلاج رائحة الفم المزعجة، إذ تُخفي الرائحة فقط، وليس لها أي تأثير في البكتيريا المسببة لهذه الرائحة، في حين أنّ شرب شاي النعناع أو مضغ الأوراق يُخفي الرائحة، ويقلّل البكتيريا المسببة لها[٣].
  • تخفيف الوزن، ذلك بطريقة صحية، ويُحفّز إفراز الإنزيمات الهاضمة، فيزداد امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، ويرتفع حرق الدهون لإنتاج الطاقة.[٦]

ويجب الحذر عند استخدام النعناع في الحالات الآتية[٥]:

  • لا يُستخدم النعناع في حالات اضطراب الجهاز الهضمي الناتجة من الارتجاع المعدي المريئي، فقد تصبح الأعراض أشدّ.
  • قد يصبح سامًا بجرعات عالية، فالمينثول مادة خطيرة لا يُؤخذ عن طريق الفم.
  • لا يُستعمَل على وجه الأطفال والرُّضع؛ فقد يسبب الاختناق.
  • يُستخدَم بحذر لمن لديه تاريخ مرضي في المرارة.


البقدونس

البقدونس غني بالفيتامينات والمعادن والحديد والبوتاسيوم، ويستخدمه المشاهير للتخلص من الماء الزائد في الجسم قبل مناسباتهم المهمة؛ فهو مُدرّ طبيعي للسوائل الزائدة دون التأثير في تركيز البوتاسيوم في الجسم. ويساعد أيضًا في موازنة نسبة السكر في الدم، ومن أهم استخداماته[٧]:

  • استخدامات علاجية جلدية، فقد لوحظ أنّ منقوع البقدوس على الوجه يفتّح البقع الغامقة التي تُسمّى النمش[٤]، ويحتوي على فيتامين ج، المسؤول عن إنتاج الكولاجين، فيُخفي الخطوط الرفيعة والتجعيدات الرقيقة[٨].
  • يقلل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات؛ مثل: سرطان الثدي، وسرطان الجهاز الهضمي؛ لاحتوائه على مركب من الفلافونويدات يدّعى الأبيجينين بنسبة مرتفعة، الذي يُعدّ مقاومًا للسرطان، ومضادًا للالتهاب[٧].
  • يقوّي جهاز المناعة، حيث زيت البقدونس ينظّم الاستجابة المناعية، مما يلعب دورًا كبيرًا في مقاومة أنواع مختلفة من الحساسية[٧].
  • الحفاظ على صحة العين، فهو غني بفيتامين أ الذي يحافظ على سلامة العين من العمى الليلي، وإعتام عدسة العين[٨].
  • محاربة أمراض القلب، ذلك لاحتوائه على فيتامين ب، الذي يحافظ على نسب معتدلة من الأحماض الأمينية، التي بازديادها تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب المختلفة[٨].

يُعدّ البقدونس غير آمن إذا أُخِذَ في شكل مكمّلات غذائية عند المرأة الحامل فقد يسبب الإجهاض، وقد استُخدِم لإنزال دم الدورة الشهرية، فيُكتفى بأخذه بالكميات الطبيعية مع الطعام، ويجب على مرضى السكري الانتباه عند تناول كميات من البقدونس؛ فهو يقلل نسبة السكر في الدم[٤].


البابونج

حيث شاي البابونج من المشروبات السحرية، فهو خالٍ من الكافيين، ويحتوي على مضادات الأكسدة، وله فوائد عديدة التي تتضمن:

  • علاج القلق والأرق، حيث البابونج يهدئ بشكل عام ويساعد في النوم؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة -مثل الأبجينين-، الذي يرتبط بمستقبلات محددة في الدماغ تخفض القلق، وتساعد في النوم. ففي دراسة أُجريت عام 2016[٩] وُجِد أنّ شرب شاي البابونج كلّ ليلة لمدة أسبوعين حسّن طبيعة النوم[١٠].
  • تقليل هشاشة العظام، تكثر هذه الإصابة عند النساء في سن الأمل، إذ تقل كثافة العظام نتيجة زيادة هرمون الإستروجين، ووُجِدَ أنّ البابونج له تأثير معاكس للإستروجين، مما يزيد كثافة العظام[٥].
  • علاج مشاكل الجلد، حيث وضع خلاصة البابونج مباشرة على الجرح يساعد في شفائه، وتساعد المراهم المحتوية على البابونج في تخفيف من التهابات الجلد والأكزيما[٥].
  • خفض مستوى السكر في الدم، ذلك لوجود مضاد الأكسدة الكيورستين، الذي يؤثر في إنزيمات استجابة السكري[١٠].

يجب الحذر عند استخدام البابونج -خاصةً عند الاشخاص- الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح، ويجب عدم إعطاء البابونج للرضع، أو الأطفال الصغار؛ لأنّه قد يحوي على جراثيم التسمم التي لا تستطيع أجسامهم مقاومتها[٥].


اليانسون

اليانسون من الأعشاب التي لها تاريخ طويل في الاستخدام الطبي، وتُستخدَم البذور والزيت في الاضطرابات المعوية، والأطعمة، والحلويات، والمراهم، والكثير من الاستخدمات؛ مثل[١١]:

  • عسر الهضم، ذلك بتناول مسحوق اليانسون يوميًا لمدة أربعة أسابيع، مما يقلل الإحساس بالامتلاء، وعدم الراحة، والانتفاخ المصاحب للوجبات[٤].
  • متلازمة القولون العصبي، ذلك باستخدام كبسولة واحدة من زيت اليانسون يوميًا، مما يخفف الآلام والانتفاخ عند المصابين بهذا المرض[٤].
  • الأمراض النسائية، ومنها: آلام الدورة الشهرية، ذلك عن طريق خلط مستخلص اليانسون ببذور الهليون والزعفران، وتناولها ثلاث مرات يوميا لمدة ثلاثة أيام، واستخدام كبسولات زيت اليانسون يوميًا لمدة أسبوعين لتخفيف أعراض الهبات الساخنة عند النساء في سن الأمل[١١].
  • تقليل الالتهابات، ذلك لأنّ اليانسون غني بمضادات الأكسدة -مثل الأنيثول-، الذي يثبّط نمو البكتيريا، فتنخفض الإصابة بالالتهابات والتورم[٣].


المراجع

  1. "Herbal Medicine", hopkinsmedicine, Retrieved 2019-12-1. Edited.
  2. "Herbal Medicine", medlineplus, Retrieved 2019-12-1. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Ryan Raman (2018-12-14), "12 Health Benefits and Uses of Sage"، healthline, Retrieved 2019-12-2. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "SAGE", webmd, Retrieved 2019-12-3. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Megan Ware (2017-12-11), "What are the benefits of mint?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-5. Edited.
  6. Meenakshi Nagdeve (2019-10-19), "13 Impressive Benefits Of Mint Leaves"، organicfacts, Retrieved 2019-12-5. Edited.
  7. ^ أ ب ت Julie Daniluk (2014-1-14), "Five health benefits of parsley and a detoxifying shake"، chatelaine, Retrieved 2019-12-5. Edited.
  8. ^ أ ب ت Carina Wolff (2019-11-8), "10 Powerful Health Benefits of Parsley You Never Knew About"، thehealthy, Retrieved 2019-12-6. Edited.
  9. Chang SM,Chen CH. (2016-2-1), "Effects of an intervention with drinking chamomile tea on sleep quality and depression in sleep disturbed postnatal women: a randomized controlled trial."، ncbi.nlm.nih, Retrieved 2019-12-6.
  10. ^ أ ب Ariel Klein (2019-5-1), "5 Chamomile Tea Benefits Your Body and Mind Need"، realsimple, Retrieved 2019-12-6. Edited.
  11. ^ أ ب Cathy Wong (2019-11-5), "The Health Benefits of Anise"، verywellhealth, Retrieved 2019-12-6. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×