العلاج البيولوجى للروماتويد

كتابة:
العلاج البيولوجى للروماتويد

ما هو العلاج البيولوجى للروماتويد؟

على خلاف العلاجات والأدوية التقليديّة المُصنّعة بإجراءات ومواد كيميائيّة؛ تُصنّع العلاجات البيولوجيّة بواسطة أجسام وكائنات حيّة؛ مثل استنساخ خلايا الدم البيضاء الموجودة في أجسامنا، ولذا فهي تُشابه في آلية عملها مواد موجودة بالأصل في الجسم؛ مثل الأجسام المُضادّة، وتُعدّ من أنواع العلاجات الحديثة والمُطوّرة المُستخدمة لتقليل أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويديّ، وتقليل تأثير المرض على المفاصل، ويكون استخدامها على الأغلب في حال لم تُجدِ أنواع الأدوية المُضادّة للروماتويد والمُعدّلة لسير المرض (DMARDs) الأقدم نفعًا مع المُصابين، فهل بالإمكان استعمالها لجميع الأفراد؟ وما هي آثارها الجانبيّة المُحتملة؟[١]


ما هي أنواع العلاج البيولوجى للروماتويد؟

ثمّة عدّة أنواع للعلاج البيولوجيّ امُستخدم لعلاج الروماتويد، إذ تختلف آلية عملها ما بين نوع وآخر، وفيما يأتي توضيح لكلّ منها على حدة:


مُثبّطات عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha inhibitors)

وهي من أول أنواع العلاج البيولوجيّ المُستخدمة للسيطرة على أعراض الروماتويد، وذلك بتثبيط عمل عامل نخر الورم الموجود في الجسم، والمُرتبط بالتهاب المفاصل لدى المُصابين، وشعورهم بالألم والتورّم،[٢][٣] ويُذكر من أبرز الأمثلة على هذا النوع:[٣]

  • أداليموماب (Adalimumab).
  • إنفليكسيماب (Infliximab).
  • إتانرسيبت (Etanercept).
  • غوليموماب (Golimumab).
  • سيرتوليزوماب (Certolizumab).


مُثبّطات الخلايا البائيّة (B-cell inhibitor)

الخلايا البائيّة هي من أنواع كريات الدم البيضاء، وفي حال تثبيطها يُمنع تفعيل ردّ الفعل المناعيّ المُرتبط بها، ومن الأمثلة عليها دواء الريتوكسيماب (Rituximab).[٢]


مُثبّطات الخلايا التائيّة (T-cell inhibitor)

والخلايا التائيّة أيضًا من أنواع كُريات الدم البيضاء الموجودة في الدم، وفي حال تثبيطها يُفقد التواصل القائم ما بينها، ومن الأمثلة عليها دواء أباتاسيبت (Abatacept).[٢]


حاصرات الإنترلوكين

وهما نوعان؛ حاصرات الإنترلوكين 1؛ مثل الأناكينرا (Anakinra)، التي تمنع إنتاج الموادّ الكيميائيّة المُرتبطة بالالتهاب، وحاصرات الإنترلوكين 6؛ مثل التوسيليزوماب (Tocilizumab)، التي تمنع ارتباط المواد الكيميائيّة المُسبّبة للالتهاب في خلايا الجسم.[٢]


البدائل الحيويّة (Biosimilars)

وهي علاجات مُصنّعة وقريبة للغاية من العلاجات البيولوجيّة، وتعمل بنفس آلية عملها، وتُصنّف من ضمن مُثبّطات عامل نخر الورم ألفا، ولتمييزها يُلاحظ وجود خط صغير متبوع بأربع أحرف بعد اسم كلّ نوع منها،[٢][٣] مثل:[٣]

  • عدّة أنواع من الأداليموماب من النوع الحيويّ؛ مثل (Adalimumab-afzb)، (Adalimumab-fkjp)، (Adalimumab-adaz).
  • عدّة أنواع من الإنفليكسيماب من النوع الحيويّ؛ مثل (Infliximab-dyyb)، (Infliximab-axxq)، (Infliximab-abda).


مُثبّطات جانوس كيناز (JAK inhibitor)

التي تُثبّط عمل البروتين المسؤول عن تفعيل تسلسل الالتهاب في الجسم، وعلى الرغم من تصنيفها من ضمن العلاجات البيولوجيّة إلا إنّها ليست بيولوجيّة، إلا إنّها من الأنواع الحديثة التي تكمن آلية عملها بالتأثير على الخلايا من الداخل، على غرار الأنواع القديمة التي تؤثّر على الخلايا من الخارج، ومن الأمثلة عليها التوفاسيتينيب (Tofacitinib)، والأوباداسيتينيب (Upadacitinib).[٣]



هل للعلاج البيولوجى للروماتويد أي أعراض جانبية؟

مُعظم الأنواع المذكورة سابقًا تُعطى للمُصابين كحُقن عضليّة أو وريديّة، ولذا فإنّ أبرز الأعراض الجانبيّة المُتوقّعة عند استعمالها هو الشعور بالألم واحمرار مكان الإبرة، كما يُحتمل إصابة بعض الأفراد بردّ فعلٍ تحسّسيّ، إذ تظهر عليهم أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، بالإضافة للحرارة، والقشعريرة، والصداع، والشعور بالغثيان، أضف إلى ذلك أنّ العلاجات البيولوجيّة تجعل الجسم أكثر عُرضة للإصابة بأنواع العدوى المُختلفة؛ باعتبار أنّها تُثبّط من ردود فعل الجهاز المناعيّ، ولذا يجب إعلام الطبيب المسؤول في حال الإصابة بأيّ حُمّى أو أعراض جديدة لدى المُصاب.[٢]


ما هي المدة التي يظهر فيها تأثير العلاج البيولوجى على الروماتويد؟

تُصرف أنواع العلاج البيولوجيّ لمدّة زمنيّة لا تقلّ عن 6 أشهر، يُقيّم فيها الطبيب حالة المُصاب واستجابته للعلاج وتناقص الأعراض لديه، وعادًة ما تبدأ مُلاحظة مفعول الدواء خلال أوّل 12 أسبوعًا، وتجدر الإشارة إلى أنّه وبعد مرور الستة أشهر من العلاج يختار الطبيب إحدى القرارات الآتية:[١]

  • التوقّف عن العلاج البيولوجيّ، وذلك في حال السيطرة على أعراض الروماتويد لدى المُصاب تمامًا، وثبوت عدم حاجته إليه بعد الآن.
  • تبديل العلاج البيولوجيّ بنوع آخر، وهو ما يلجأ إليه الطبيب في حال مرور 6 أشهر دون مُلاحظة أيّ انخفاض في شدّة أعراض الروماتويد لدى المُصاب.
  • تخفيض جُرعة العلاج البيولوجيّ، وذلك في حال السيطرة على أعراض الروماتويد لدى المُصاب.
  • الاستمرار في العلاج، وهو ما يختاره الطبيب في حال مُلاحظة تحسّن حالة المُصاب واستجابته للعلاج.


هل يوجد أشخاص يمنعوا من استخدام العلاج البيولوجى للروماتويد؟

ثمّة العديد من الحالات والظروف التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل صرف العلاج البيولوجيّ لعلاج أعراض الروماتويد، إذ قد يتعارض وجود أيٍّ منها مع استعمال العلاج، وذلك في كلّ من الحالات الآتية:[٤]

  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ من النوع (ب) أو (ج)، إذ قد يُحفّز العلاج البيولوجيّ من عودة الالتهاب لدى المُصابين، ولذا يُوصي الطبيب بإجراء فحص الدم قبل البدء بالعلاج؛ للتأكّد من عدم الإصابة بأيّ منهما، وبالأخصّ التهاب الكبد الوبائيّ من النوع (ب) عند استعمال دواء الريتوكسيماب (Rituximab).
  • الإصابة بعدوى ما، سواء أكان الفرد مُصابًا بها في الوقت الحالي، أو أُصيب بها مؤخّرًا، إذ قد يؤجّل ذلك من استعمال العلاج البيولوجيّ إلى حين الشفاء من العدوى إن كان ذلك مُمكنًا، وعدا ذلك يُمنع استخدام العلاج البيولوجيّ في حال الإصابة بأيّ عدوى مُزمنة.
  • الخضوع لجراحة قريبة، إذ يُوصى بعدم استعمال العلاج البيولوجيّ في حال حاجة المُصاب لإجراء جراحة ما خلال وقت قريب، أو التوقّف عن استعماله في حال البدء به مُسبقًا، ولا بأس بالبدء بالعلاج البيولوجيّ أو العودة إليه بعد إزالة غُرز أو دبابيس الجراحة، والتأكّد من عدم وجود أيّ عدوى بعدها.
  • الإصابة بالسّل، إذ إنّ استعمال العلاج البيولوجيّ يُحفّز من ظهور أعراض السل وتنشيطها، ولذا يُوصي الطبيب بإجراء فحوصات الدم والجلد اللازمة؛ للتأكّد من خلوّ جسم المُصاب من بكتيريا السل قبل البدء بتناول العلاج البيولوجيّ.
  • الإصابة بالسرطان أو السكّري أو أيّ من أمراض القلب والأعصاب، إذ إنّ المُصابين بأيّ من هذه الأمراض مُعرّضون بالأصل لإصابة بالعدوى أكثر من غيرهم، ولذا فمن الضروريّ إعلام الطبيب بالتاريخ المرضيّ كاملًا؛ للتأكّد من أمان العلاج البيولوجيّ للمُصاب واتّخاذ قرار استعماله أم لا.
  • الحاجة لأخذ لُقاحات مُعيّنة، وبالأخصّ اللقاحات التي تحتوي على فيروسات حيّة؛ مثل لُقاح الحصبة والنّكاف او الهربس النطاقيّ، إذ لا تُستعمل العلاجات البيولوجيّة حتّى 1-3 أشهر من أخذ أيّ من هذه اللقاحات.


المراجع

  1. ^ أ ب Dr Hayley Willacy (28/12/2016), "Biological Medicines for Rheumatoid Arthritis", patient, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Biologics for Treating Rheumatoid Arthritis", webmd, 2/10/2020, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Dale Kiefer (8/1/2021), "Understanding Biologic Treatments for Rheumatoid Arthritis", healthline, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  4. " Biologics ", arthritis, Retrieved 22/3/2021. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×