التنوع الثقافي
تنتشر فكرة التنوع الثقافي في الحديث السياسي حول كيفية التعامل مع التحديات الاجتماعية الناشئة عن التنوع الثقافي والديني ومعالجتها، وهو وجود مجموعة من الثقافات المتنوعة والمختلفة في مجتمع ما، حيث إنّه يُستخدم كمصطلح لوصف واقع التنوع في المجتمع، كما يستخدم في سياق وصف المجتمعات الديمقراطية والليبرالية، ويتم وضع نظام المجتمع عادةً حسب الثقافة الغالبة، أمّا الأقليات فيتم استيعابها لصالح هذه الثقافة، لكن يمكن لهذه المجموعات الإبقاء على هوياتهم وثقافتهم الجماعية التي تميزهم، أما في حالة المهاجرين فيعتقد المؤيدون للتعددية الثقافية بأنّها تتوافق مع دمجهم في المجتمع، بشرط أن توفر أنظمة التعددية الثقافية ظروفًا أفضل لحقوق المهاجرين وإمكانية شعورهم باستقلال الهوية الثقافية، وفي هذا المقال سيتم بيان العلاقة بين التنوع الثقافي والتمييز العنصري.[١]
التمييز العنصري
العنصرية هي أيّ ممارسة أو تصرف أو معتقد ناشئ عن النظرة الفوقية للآخر، وبأنّ هناك فروقًا حقيقية وعناصر موروثة في البشر وقدراتهم ويكون ذلك نتيجة انتمائهم لجماعة أو عرق ما، ومن ثم تبرير معاملة هذه الجماعة بشكل مغاير اجتماعيًا أو قانونيًا، وهي أيديولوجية تُقسّم البشر إلى مجموعات بيولوجية متمايزة تدعى "الأجناس"؛ وأنّ هناك أجناس متفوقة بطبيعتها على غيرها، وبنهاية القرن العشرين، تم اعتبار مفهوم العرق البيولوجي على أنّه اختراع ثقافي محض، وليس له أيّ أساس علمي، كما يُطلق التمييز العنصري على الممارسات التي يتم بها التعامل مع المجموعات أو الأعراق المهمشة من البشر والقائمة على بعض الصور النمطية والخرافات، مثل إقصائهم على أساس اللون أو الانتماء القومي أو اللغوي أو غيره.[٢]
العلاقة بين التنوع الثقافي والتمييز العنصري
نشأ تأييد التعددية الثقافية حديثًا بعد التغيرات الكبرى في المجتمعات الغربية عقب الحرب العالمية الثانية، حيث جاءت ثورة حقوق الإنسان، بحيث صار من المستحيل تجاهل أهوال التمييز العنصري المؤسسي، وبانهيار النظام الاستعماري الغربي ناضلت الدول المستقلة من أجل حقوقها، ورفضت أسس التمييز للنظام الاستعماري؛ أمّا في الولايات المتحدة بشكل خاص، ظهرت حركة الحقوق المدنية، والتي اتبعت أسلوب تطوير الدراسات الثقافية الأكاديمية، ويتم النظر حاليًا إلى التعددية الثقافية كوسيلة لمكافحة العنصرية، ومن أجل حماية مجتمعات الأقليات من التهميش، وقد ساهمت في إيقاف السياسات والقوانين التي حدت من حقوق الأقليات في الوصول إلى الفرص والحرية والمساواة، والتي بشرت بها الليبرالية وهي سمة المجتمعات الغربية في العصر الحديث.[٣]
وبالرغم من أنّ بعض الأبحاث تقول بأنّ التنوع العرقي يرفع احتمالات الحروب، ويخفض من فرص الديمقراطية، إلّا أن هناك أبحاث أخرى تُظهر أنّ التعدد العرقي نفسه لا يخل بالسلام وتوفير الخدمات العامة والديمقراطية، وبالعكس من ذلك، فإنّ التنوع الثقافي مع الاعتراف الإيجابي به كواقع في المجتمعات، يؤدي إلى الثقة المتبادلة وشيوع السلام والازدهار، حيث يكفل الاعتراف بالتنوع الثقافي "الحقوق المميزة للجماعات"، وهذا يساعد تلك الأقليات الدينية والثقافية على العمل مع المجتمع ككلّ دون الإخلال بحقوق المجتمع الكلي.[٣]
المراجع
- ↑ "Multiculturalism", stanford.edu, Retrieved 16-02-2020. Edited.
- ↑ "Racism", www.britannica.com, Retrieved 16-02-2020. Edited.
- ^ أ ب "Multiculturalism", www.wikiwand.com, Retrieved 16-02-2020. Edited.