العلاقة بين السيروتونين والنوم

كتابة:
العلاقة بين السيروتونين والنوم

يُعد السيروتونين من النواقل العصبية التي تدخل في كثير من العمليات الحيوية لدى الإنسان، في هذا المقال سنحاول طرح العلاقة التي تربط السيروتونين والنوم، كما سنناقش تأثير السيروتونين على الاكتئاب والهضم.

هذا المقال سيحاول البحث في العلاقة التي تربط السيروتونين والنوم، مع توضيح تأثير هذا الناقل العصبي على الهضم والاكتئاب، لذا ننصحك بمتابعة القراءة:

السيروتونين والنوم

تُعد علاقة السيروتونين والنوم علاقة معقدة بعض الشيء، حيث أن هناك عوامل عديدة تدخل في تحديد ما إن كان يساعد في تحفيز الشعور بالنوم أو باليقظة، من أهم هذه العوامل: 

  • جزء الدماغ الذي يتم إنتاج السيروتونين منه.
  • نوع مستقبلات السيروتونين التي يرتبط بها.

في ما يأتي مجموعة من النقاط التي تتناول العلاقة بين السيروتونين والنوم:

  1. يُوجد منطقة في الدماغ يطلق عليها اسم نواة الرفة الظهرية (The dorsal raphe nucleus) والتي في حين تواجد السيروتونين فيها تحفز الشعور باليقظة، ولكن في حال ارتفاع مستوياته فيها مع مرور الوقت بشكل تراكمي قد يؤدي ذلك للشعور بالنعاس والنوم.
  2. يُوجد مرحلة تسمى نوم حركة العين السريعة (Rapid eye movement sleep-REM) والتي قد يعرقل ارتفاع مستويات السيروتونين حدوثها في حال كان السبب في ارتفاع مستوياته ناتجًا عن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitor) وهي الأدوية التي تعطي لمرضى الاكتئاب الحاد.
  3. من العجيب بالأمر أن السيروتونين قد يحفز شعور اليقظة في كثير من الأحيان إلا أنه مادة البناء لهرمون النوم وهو الميلاتونين (Melatonin)، لذا يحتاج الجسم للسيروتونين المنتج من الغدة الصنوبرية لإنتاج الميلانونين ليبدأ الجسم بالنوم وتحفيز الشعور بالنعاس.
  4. تجدر الإشارة أن عدم وجود توازن في مستويات السيروتونين وخاصةً نقص مستوياته في جسم الإنسان يؤدي لحدوث مشكلات في النوم والاستيقاظ، ومشكلات في الساعة البيولوجية للإنسان.

إذًا كيف من الممكن زيادة مستويات هرمون السيروتونين بشكل طبيعي في جسم الإنسان لتعزيز الحصول على نوم هانئ؟

طرق زيادة مستويات السيروتونين بشكل طبيعي

تشتمل الطرق الأكثر فعالية لزيادة مستويات السيروتونين بشكل طبيعي على الآتي:

  • التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان (Tryptophan) مثل سمك السلمون، حيث يتحول هذا الحمض الأميني للسيروتونين في الدماغ.
  • القيام بالتمارين الرياضة الهوائية: تساعد التمارين الرياضية في إطلاق التريبتوفان للأوعية الدموية وزيادة وصوله للدماغ.
  • التعرض لأشعة الشمس: يُوجد بعض الأبحاث التي تقترح أن الجلد قادر على إنتاج السيروتونين عند تعرضه للشمس.
  • المكملات الغذائية: تُساعد بعض المكملات الغذائية على زيادة إنتاج وإطلاق السيروتونين عن طريق زيادة مستويات التربتوفان.
  • العلاج بالتدليك: يُساعد التدليك على زيادة مستويات السيروتونين والدوبامين اللذان يُساعدان في تحسين نوعية النوم والمزاج، وتقليل مستويات الكورتيزول الذي يتم إفرازه عند الإجهاد.

بالإضافة لوجود العلاقة بين السيروتونين والنوم هل من الممكن أن يكون هناك تأثيرات السيروتونين الأخرى على الجسم؟

تأثيرات السيروتونين الأخرى على الجسم

يمكن أن يكون للسيروتونين تأثيرات أخرى في الجسم لكنها تساعد بطريقة أخرى في تحقيق نوم هادئ، في ما يأتي التوضيح:

1. السيروتونين والاكتئاب

تم دراسة العلاقة بين السيروتونين والاكتئاب لمدة طويلة، حيث أنه وفي بداية الأمر تم وضع نظرية أن انخفاض مستويات السيروتونين قد تكون السبب في حدوث الاكتئاب لدى كثير من المرضى، ولكن تم دحض هذه النظرية عندما وُجد أن إعطاء مرضى الاكتئاب أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية يعمل على تحسين حالتهم المزاجية لمدة شهرين فقط على الأكثر. 

وعلى إثر ذلك وُجد أن زيادة مستويات السيروتونين قد تكون سببًا في تخفيف أعراض مرض الاكتئاب المتوسط إلى الحاد عن طريق العمل على الحالة العاطفية والمزاجية للفرد مما يساعد في تحسين نوم المريض، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن زيادته تُعد علاجًا لمرض الاكتئاب ولا يُعد انخفاض مستوياته سببًا في حدوثه. 

2. السيروتونين والهضم

يتواجد جزء كبير من السيروتونين في الأمعاء ويساعد في عملية الهضم، حيث يعد مسؤول عن الانقباضات التي تعمل على تحريك الطعام ودفعه عبر الأمعاء وخاصة عند بدء دخول الطعام للأمعاء الدقيقة.

تزداد وترتفع مستويات السيروتونين عند تناول أطعمة تحتوي على مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، أو حتى عند تناول أطعمة مسببة للحساسية للتسريع في عملية إخراجها من الجسم، ويكون ذلك إما عن طريق تحفيز حدوث التقيؤ أو الإسهال، بالمقابل فإن المستويات المنخفضة من السيروتونين مرتبطة بزيادة فرص حدوث الإمساك.

وعلى ضوء هذه المعلومات تم استعمال الأدوية المحتوية على السيروتونين لعلاج الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي. 

كما تم استعمال الأدوية المحتوية على السيروتونين في علاج المضاعفات التي تصيب الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال لمرضى السرطان نتيجة تعرضهم للعلاج الكيميائي. 

هذه التأثيرات الإيجابية على الجهاز الهضمي تُساعد في التقليل من الاضطرابات والأرق التي تسببه مشكلات الهضم، مما يحسن جودة النوم.

2933 مشاهدة
للأعلى للسفل
×