العمرة عن الميت

كتابة:
العمرة عن الميت

العمرة عن الميت

يسأل الكثير من المسلمين عن حكم أداء العمرة عن الميت، هل هو جائز كما في الحج؟ وفيما يأتي بيان ذلك.

إنّ أداء العمرة عن الغير جائزةٌ، سواءً إن كان المؤدّى عنه عاجزًا عن أداء العمرة؛ كالمريض الذي لا شفاءَ له، أو الكبير في السنّ، أو إن كان ميتًا؛ فيحجّ عنهم ويُعتَمَر، وقد سأل رجلٌ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يَستطيعُ الحجَّ والعمرةَ ولا الظَّعنَ قالَ: حُجَّ عَن أبيكَ واعتمِر)؛[١]إذًا فالخلاصة أنَّ العمرة عن الميت جائزةٌ شرعًا.[٢]

وتؤدّى العمرة عن الغير كما تؤدّى عن النفس؛ فيفعل كما يفعل لو كانت عمرته لنفسه؛ يحرم من الميقات، وعندما يمر من الميقات ينوي العمرة عن الميت سواءً كان أباه أو أمّه أو غيرهم من أموات المسلمين أو العاجزين من مرضى وكبار في السن، ويقول: "لبيك عمرة عن فلان"، ثمّ يلبي التلبية الشرعية؛ فيقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، ويستمر في التلبية، ويؤدي الطواف نيَّةً عن صاحبه، ثمّ يؤدي السعي بالنية عن صاحبه، ويؤدي الأعمال كلَّها سواء الخاصة بالعمرة أو الحج بالنيّة عن صاحبه، ويستحبُّ أن يقول ذلك قولًا عند الإحرام بصيغة "لبيك عن فلان"، وباقي الأعمال تكفي فيها نية القلب.[٣]

العمرة

تعرف العمرة في اللغة بأنّها الزيارة، أمَّا في الشَّرع؛ فهي اختصاص وقصد بيت الله الحرام بالزيارة؛ لأداء أفعالٍ مخصوصةٍ، تتألف من الإحرام والتلبية، والطواف ببيت الله الحرام، ثمّ السعي بين الصفا والمروة، والحلق للرجال والتقصير للنساء، وقد أجمع علماء الشريعة الإسلاميَّة على مشروعية العمرة، وأنَّها تكون مرَّةً في عمر الإنسان، وقد تعدّدت أقوال الفقهاء في حكمها؛ فهي واجبةٌ عند أحمد والشافعيّ وجماعةٍ من أهل الحديث، واستأنسوا بقوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)،[٤]وبأحاديث للنبيّ، وهي سنُةٌ عند مالك وأبي حنيفة، وإحدى روايتين عن الشافعي وأحمد، واختاره ابن تيمية، وهو قول أكثر أهل العلم.[٥]

كيفية أداء العمرة

يبدأ المعتمر عمرته بالإحرام من الميقات المخصص له، فيغتسل أولًا كغُسلِه من الجنابة، ويتطيب ويرتدي لباس الإحرام، وإن كان وقت صلاة الفريضة قد دخل فيحرمُ بعد أدائها، والمرأة الحائض أو النفساء لا تُصلي، ثم يُطلق لسانه بالتلبية فيقول: "لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ويظلُّ حتّى يبلغ مكة المكرمة، ثم يغتسل قبل دخولها اقتداءً بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويدخل الحرم برجله اليُمنى وهو يقول: "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم".[٦]

يشرع المعتمر بالطواف، ويبدأ طوافَه مُستلمًا الحجر الأسود، إمَّا بتقبيله إن استطاع، أو يكتفي بالإشارة إليه، ويقول: "بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيَّك محمد -صلى الله عليه وسلم-"، ويجعل بيت الله الحرام على يساره ثم يطوف سبعةَ أشواط، ويختم طوافه أيضًا مُستلمًا الحجرَ الأسودَ، وليس لكلِّ شوط من أشواط الطواف دعاءٌ مخصوص، كما هو موجود في بعضِ الكتيبات التي مع الحجاج، إلا قوله عند الركن اليماني: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار"، وفي بقية طوافه يقول ما يشاء من الذكر والدعاء، وبعد طوافه يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، وإن لم يتيسر له ذلك فيصلي في أيِّ مكان من المسجد.[٦]

ثم يخرج إلى الصفا ويقرأ عندها قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[٧]ويصعد الصفا، ويستقبل القبلة، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ويشرع بالدعاء وإعادة هذا الذكر، ثم ينزل من الصفا ويتجه إلى المروة، فيصعد إليها ويستقبل القبلة ويقول كما قال عند الصفا، فيكون ذلك شوطًا، ويعود إلى الصفا وهذا شوطٌ آخر ويكرر كذلك سبعة أشواط، فعندما يتُم الأشواط السبع يحلُّ من إحرامه بحلق شعر الرأس لدى الرجال والتقصير عند النساء، فيتمتع بما أحلَّ الله له من الطيب واللباس والنساء، وما إلى ذلك.[٦]

المراجع

  1. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أبو رزين، الصفحة أو الرقم:2621، صححه الألباني.
  2. "حكم العمرة عن الميت"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  3. "كيفية الحج والعمرة عن المتوفى"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:196
  5. "تعريف العمرة وحكمها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "كيف تؤدى العمرة وفق السنَّة "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 20-07-2019. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:158
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×