محتويات
الغدة الكظرية
يحتوي جسم الإنسان على غدّتين كظريّتين تُعرفان باسم الغدّتين فوق الكلويّتين، وهما جزء من جهاز الغدد الصمّاء، وتوجد كلّ واحدة منهما فوق كلية واحدة في الجسم، وتُفرز هاتان الغدّتان مواد كيميائية في مجرى الدم، وهي الهرمونات التي تؤثر في العمليات الحيوية في جسم الإنسان. ويمكن تقسيم الغدة الكظرية جزءين منفصلين؛ هما: القشرة أو الجزء الخارجي من الغدة الكظرية، ونخاع الغدة الكظرية، وهي الجزء الداخلي من الغدّة الكظرية، وفي الحقيقة يفرز كل جزءٍ منها هرمونات تختلف عن هرمونات الجزء الآخر، فمثلًا، تُعدّ الهرمونات التي تفرزها قشرة الغدّة الكظرية ذات أهمية كبيرة لاستمرار حياة الإنسان، بينما يمكن الاستمرار في الحياة من دون الهرمونات التي يفرزها نخاع الغدّة الكظرية.[١][٢]
قصور الغدة الكظرية لدى الأطفال
يصاب الأطفال بقصور الغدة الكظرية عندما لا تعمل غددهم الكظرية كما يجب، ويوجد نوعان رئيسان لهذه الحالة؛ وهما قصور الغدة الكظريّ الأولي، وقصور الغدة الكظري المركزيّ، ففي النوع الأولي يحدث تلف للغدة الكظرية فلا تؤدي وظائفها كما يجب، ولا تُصنّع هرمون الكورتيزول، وفي بعض الأحيان لا تنتج كمية كافيةً من هرمون الألديستيرون اللازم للسيطرة على توازن الأملاح في الجسم. بينما في النوع الثاني فإنّ الغدّة النخامية التي توجد في قاعدة الدماغ لا تُصنّع الهرمونات الكافية لتحفيز إنتاج الكورتيزول، ذلك قد يحدث بسبب الإصابة باضطراب أو مرض في الدماغ أو في الغدة النّخامية. ويجدر بالذكر أنّ هناك نوعًا مؤقتًا من قصور الغدة الكظرية يحدث عند الأشخاص الذين أخضعوا لجرعات مرتفعة من أدوية الكورتيزول؛ مثل: دواء البريدنيزون. فقد يحدث هذا القصور المؤقت في الغدة الكظرية بعد التوقف عن تناول الدواء، أو تقليل الجرعة.[٣]
فرط نشاط الغدة الكظرية عند الأطفال
ينتج تعرّض الأطفال للإصابة بهذا المرض من إنتاج كميات كبيرة من هرمونات تلك الغدة، مما يسبب العديد من المشاكل المرضيّة، فمثلًا، تسبب زيادة هرمون الألدوستيرون ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات البوتاسيوم، ويجدر ذكر أنّ فرط نشاط الغدة الكظرية قد ينتج من عدّة أمراض، وقد تُخلق مع الطفل منذ الولادة وتسمّى بفرط النشاط الكظريّ الخلقيّ، أو قد يحدث في أيّ وقتٍ بعد الولادة بسبب وجود أمراض وراثية، أو أورام في الغدة الكظرية. ومن الأعراض والعلامات التي تظهر على الطفل الآتي:[٤]
- زيادة هرمون الأندروجين، إذ تظهر الأعراض التالية:
- ظهور شعر غزير على الوجه والجسم.
- فقدان الشعر على الرأس.
- حبّ الشباب.
- الصوت الخشن.
- زيادة كتلة العضلات.
- عند الأطفال الذكور؛ مثل: قصر في القامة.
- عند الأطفال الإناث؛ مثل: عدم تطوّر الأعضاء التناسلية بشكل طبيعي.
- زيادة هرمون الألدوستيرون، التي بسببها تظهر الأعراض التالية:
- ارتفاع ضغط الدم.
- أعراض انخفاض البوتاسيوم؛ مثل: ضعف العضلات، وآلامها.
- زيادة هرمون الكورتيكوستيرويد، تسبب متلازمة كوشينغ وتظهر أعراضها وفق ما يلي:
- زيادة الوزن.
- تأخر النمو.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الوزن في الجزء العلوي من الجسم.
- وجه دائري.
- زيادة تجمّع الدّهون حول الرقبة.
- نحافة الذراعين والساقين.
- ترقق الجلد، وتغيّر لونه إلى الغامق.
- حبّ الشباب.
- ظهور الكدمات.
- ظهور علامات التمدد على الجلد، -على البطن والفخذين والذراعين-.
- ضعف العضلات والعظام.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الشعور بالتّعب الشّديد.
- التهيّج والشعور بالقلق.
- عند الأطفال البنات؛ مثل: زيادة نمو الشعر، وعدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها.
- عند الأطفال الذكور؛ كقلّة الرغبة الجنسية، والعقم.
يجدر بالذكر أنّ العلاج يعتمد على عمر المصاب وحالته الصّحية العامّة، ويتضمّن الخيارات الجراحية لإزالة النمو الزائد من الغدد الكظرية، أو إزالة إحدى الغدّتين أو كلتيهما، بالإضافة إلى العلاج بالأدوية الذي يوقف إنتاج المزيد من الهرمونات.[٤]
أمراض الغدة الكظرية
يوجد العديد من الأمراض التي تُصيب الغدّة الكظرية، وفي ما يأتي بيان لأهمّ هذه الأمراض:[٢]
- مرض أديسون؛ هو مرض نادر قد يصيب الأشخاص كلهم من الأعمار كافة، ويحدث عندما لا تنتج الغدة الكظرية كميات كافية من الكورتيزول والألدوستيرون.
- سرطان الغدة النخامية؛ هو نوع نادر من السرطانات، لكن عندما يصاب به الشخص فإنّه ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم مُسببًا تغيّرات شديدة في الجسم؛ بسبب زيادة الهرمونات التي تنتجها الغدة الكظرية عند الإصابة به.
- متلازمة كوشينغ؛ حالة غير شائعة تمثل الحالة العكسية لمرض أديسون؛ بمعنى أنّ المصاب هنا يعاني من فرط إفراز هرمون الكورتيزول، وفي الحقيقة توجد عدّة أسباب للإصابة بمتلازمة كوشينغ، ومنها: وجود أورام في الغدة الكظرية، أو أورام في الغدة النخامية.
- تضخّم الغدة الكظرية الخَلقي؛ مرض وراثي يحدث بسبب انخفاض مستويات الكورتيزول، ويعاني المصابون به عادةً من مشاكل هرمونية أخرى؛ كانخفاض مستويات الألدوستيرون.
- نزيف الغدة الكظرية؛ إذ إنّه ينتج عند التعرّض لإصابةٍ معينة أو أسبابٍ أخرى، وقد يكتشف الطبيب وجود النزيف عن طريق الصّدفة، أي أثناء إجراء فحوصات تصويرية روتينية، أو لسبب طبي آخر، وقد يكون النّزيف أحادي الجانب، أو ثنائي الجانب، إذ يسبب حدوث قصور كبير في الغدة الكظرية.
ومن أكثر الأسباب الشّائعة لحدوث النّزيف أحادي الجانب هي الإصابة بصدمة أو حادث ما، أمّا النّزيف ثنائي الجانب فإنّه لا ينتج عادةً من الصّدمة بل بسبب وجود تجلّط في الدم، أو تشنّج في وريد الغدة الكظرية، مما يستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية للمصاب.[٥]
- فرط الألدوستيرونية؛ هي حالة مرضية تنتج فيها الغدة الكظرية كميات كبيرة من هرمون الأدوستيرون، وقد يحدث هذا الإفراط في الإنتاج من غدّة كظريةٍ واحدة، أو من كلتا الغدّتين، وبما أنّ هرمون الألدوستيرون يتحكّم بدوره بمستويات الصوديوم والبوتاسيوم في الدم؛ فإنّ ارتفاع مستواه يقلّل من مستويات البوتاسيوم في الدم، -وعليه- فإنّ المريض يعاني من أعراض التعب والإرهاق، والعطش الشديد، والحاجة إلى التبوّل المتكرر. ويُقسّم فرط الألدوستيرونية نوعين؛ وهما الأوليّ والثانوي. وقد ينتج الأوليّ من وجود اضطرابٍ في الغدة الكظرية؛ كالإصابة بورم حميد، أمّا النوع الثانوي فإنّه ينتج من وجود اضطرابات أخرى في مناطق الجسم، وقد تكون مرتبطة بالجينات، أو بسبب النظام الغذائي، أو المشاكل المرضية الأخرى التي يعاني منها الشخص من مشاكل القلب، أو مشاكل الكبد، أو ارتفاع ضغط الدم.[٦]
المراجع
- ↑ "Adrenal glands", www.yourhormones.info, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "An Overview of the Adrenal Glands", www.endocrineweb.com, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "A to Z: Adrenal Insufficiency", kidshealth.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Overactive Adrenal Glands in Children", www.cedars-sinai.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "Adrenal hemorrhage", radiopaedia.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "Hyperaldosteronism", my.clevelandclinic.org, Retrieved 31-10-2019. Edited.