الغزل
وَصْف جمال المحبوبة والتغنّي بمفاتنها، وإظهار شوقه لها، والحزن من فراقها، ويعد الغزل من أهم الأغراض في الشعر العربي، ويقسم إلى الغزل العذري الذي يصف الشاعر حبه لمحبوبته دون وصف مفاتنها بل وصف مشاعر الشوق والحب، والغزل الصريح من خلال وصف جمال المحبوبة الجسدي، يعبر الشاعر من خلالها عن تجربة حبه الصادقة وأحاسيسه وانفعالاته وما انعكاساتها على نفسه من مشاعر، ويستمد الشاعر معانيه من أثر علاقته بمحبوبته ومكانتها في حياته، وقد اختلف طريقة الوصف بين عصر وآخر من العصور العربية تبعًا للعوامل المؤثرة في ذلك العصر، وقد ازدهر الشعر ووصل أوجه في العصر الأندلسي، وسيذكر هذا المقال الشعر في العصر الأندلسي. [١]
الغزل في الشعر الأندلسي
أزدهر الغزل في الشعر الأندلسي وأذكيت جذوته بسبب الطبيعة الخلابة للأندلس، وطبيعة الحياة الناعمة، فصار الغزل مندمجًا مع الطبيعة، وقد أدخلت إضافات غير معهودة على الغزل العربي وهي إقبال المرأة على الغزل وتغزّلها بالرجل، وقد كثرت الشاعرات الغزليّات، وظهر شعر الموشحات وأكثرها في الغزل والحب وتُذكر من الغزل في الشعر الأندلسي القصائدُ الآتية:
- قصيدة غزل لابن زيدون يحن لأيامه مع محبوبته ولادة بنت المستكفي: [٢]
أحِينَ عَلِمْتَ حَظَّكَ من وِدادي وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلَّكَ منْ فُؤادِي
وَقادَنِي الهَوى، فانقَدْتُ طَوْعًا وَمَا مَكنتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
رضيتَ ليَ السِّقامَ لباسَ جسْمٍ كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
أجلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي تجدْ دمْعي مزَاجًا للمِدادِ
فدَيْتُكَ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ
- غزل الشاعر المعتمد بن عباد بزوجه اعتماد حيث يقول: [٣]
تَظُنُّ بِنا أُمُّ الرَبيع سآمَةً أَلا غَفَرَ الرَحمانُ ذَنبا تُواقِعُهْ
أَأَسأمُ ظَبيا في ضُلوعي كِناسهُ وَبَدرَ تَمامٍ في فُرادي مَطالِعُهْ
وَرَوضَةَ حُسنٍ أَجتَني مِن ثِمارِها وَبارِدَ ظَلمٍ لَم تُكَدّر شَرائِعُهْ
إِذا سَئِمَت كَفّي نَوالاً تُفيضُهُ عَلى مُعتَفيها أَو عَدُوّا تُقارِعُهْ
أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي يا شفائي منَ الجوى وبلائي
إنَّ قلبي يُحِبُّ مَنْ لا أُسَمِّي في عناءٍ، أعظِم بهِ منْ عناءِ!
كيفَ لا، كيفَ أنْ ألذَّ بعيشِ؟ ماتَ صبري بهِ وماتَ عزائي!
أَيُّها اللاَّئِمونَ ماذا عَلَيْكمْ أنْ تعيشوا، وأنْ أموتَ بدائي؟
الغزل عند شاعرات الأندلس
دخلت الشاعرات الأندلسيّات في الشعر الغزلي، وبدأنَ يَقُلنَ شعر الغزل في الرجل، وكثرت الشاعرات الغزليات في ذلك العصر، وقد كانت قصائدهنّ رقيقة جميلة، تعكس صدق المشاعر، وطبيعة المرأة الرقيقة بفطرتها، فنَظمْنَ أبياتُا غزلية انتشرت انتشارًا واسعًا وكان لها وقعًا كبيرًا في نفس كلِّ من يسمعها، فلابد من ذكر قصائدهم عندما يُذكر الغزل في الشعر الأندلسي ومن هذه القصائد:
- قصيدة الشاعرة ولادة بنت المستكفي التي تقول فيها: [٥]
لا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟
وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ
فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي
تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي
المراجع
- ↑ ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-3-2019، بتصرُّف
- ↑ أحين علمت حظك من ودادي, "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-3-2019، بتصرُّف
- ↑ تظن بنا أم الربيع سآمة, "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-3-2019، بتصرُّف
- ↑ نتِ دائي وفي يديكِ دوائي, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-3-2019، بتصرُّف
- ↑ أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-3-2019، بتصرُّف