الغيبوبة النفسية ما حقيقتها؟

كتابة:
الغيبوبة النفسية ما حقيقتها؟

هل سمعت فيما قبل بمصطلح الغيبوبة النفسية؟ وهل فعلًا يمكن للشخص أن يغيب عن الوعي دون وجود سبب عضوي؟

تعد الغيبوبة النفسية أو الغيبوبة الهيستيرية المعروف بفقدان الذاكرة الفصامي أو الذهول الفصامي من أنواع الغيبوبة نادرة الحدوث، وسوف نتحدث عنها في هذا المقال:

الغيبوبة النفسية

الغيبوبة النفسية هي حالة من عدم الاستجابة وفقدان الوعي والإدراك نفسيّة المنشأ والتي تؤدي إلى حالة من عدم استجابة المريض دون وجود سبب عضوي يفسّر هذه الحالة.

تحدث الغيبوبة النفسيّة عادة بعد خضوع المريض للتخدير العام، سواء كان التخدير لإجراء عملية جراحية أو التنظير أو إعادة البويضات عبر المهبل أثناء التلقيح الاصطناعي.

يقلل التشخيص السريع لهذه الحالة من شدة وطول مدة الغيبوبة ومن حالات الوفاة من الإجراءات والتدخلات الطبية غير الضرورية وكذلك تقلل من تكلفة العلاج.

تشخيص الغيبوبة النفسية

من الصعب تشخيص الغيبوبة النفسية بشكل سريع إلا بعد استثناء جميع الأسباب العضوية التي قد تؤدي عادًة إلى الغيبوبة مثل:

  1. مشكلات في الأدوية التي استخدمت للتخدير ورد فعل غير متوقع تجاه هذه الأدوية.
  2. اعتلال الدماغ بسبب نقص الأكسجين.
  3. نوبة الصرع وحالة ما بعد النوبة.
  4. أسباب أخرى للغيبوبة مثل: تجلط الوريد المركزي، ونزيف في الدماغ، والاحتشاء الدماغي، والإغماء الانعكاسي، والاعتلال الرئوي، ونقص السكر في الدم، وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وانخفاض حرارة الجسم، ونقص مستوى الكالسيوم، ونقص المغنيسيوم.

يمكن التمييز بين الغيبوبة النفسية المنشأ عن غيرها من أنواع الغيبوبة في أنها على الرغم من غياب الاستجابة الحركية الإرادية للمريض، لكن تبقى قوة العضلات وردود الفعل الوترية العميقة طبيعية، وكذلك ردود فعل جذع الدماغ والعلامات الحيوية.

ولوحظ أن انحراف العينين القسري تجاه الأرض عند استلقاء المريض على الجانب هو علامة تشخيصية مميزة لحالات الغيبوبة النفسية، حيث أنها غير موجود في الأنواع الأخرى من الغيبوبة.

ويتم تقييم مستوى الوعي للمريض من خلال محاولات لإيقاظه أولاً بأوامر لفظية، ثم باستخدام محفّزات غير مؤلمة، وأخيراً باستخدام محفزات مؤلمة، مثل الضغط على الحافة فوق الحاجب أو على الظفر أو على عظمة القص.

علاج الغيبوبة النفسية

يتضمن علاج الغيبوبة النفسية دعم المريض عن طريق التحدث إليه بطريقة مطمئنة وتجنب تكرار تجربة المحفزات المؤلمة لإيقاظه، كذلك من المهم تثقيف الأسرة والأشخاص الآخرين المحيطين به أن الأعراض حقيقية وليست مصطنعة بقصد المرض.

من المفيد كذلك تجربة الأدوية المزيلة للقلق ومضادات الذهان للمساعدة في عودة المريض إلى الوعي خلال الغيبوبة النفسية.

وفي دراسة قدمت تقريرًا حول مريضة أصيبت بالغيبوبة النفسية بعد تلقّيها للتخدير العام وإجراء التنظير، استعادت وعيها من تلقاء نفسها وقامت نفس الدراسة بتحليل نتائج 10 تقارير عن مرضى عانوا من الغيبوبة النفسية ووجد أن 3 منهم عاد الوعي لهم من تلقاء أنفسهم ودون الحاجة لشيء، وعاد الوعي لاثنان من المرضى باستخدام دواء لورازيبام (Lorazepam)، ولواحد باستخدام دواء ميدازولام (Midazolam).

كما عاد لمريض الوعي بعد محاولة إغلاق مجرى التنفّس ولمريض آخر بعد إعطائه محلول لا يحتوي دواء وللأخير فقد عاد له الوعي بعد إعطائه الأمونيا.

عوامل الخطر للتعرض للغيبوبة النفسية

هناك عوامل خطورة تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالغيبوبة النفسية، مثل:

  • أن تكون المريضة أنثى.
  • إصابة الشخص بأمراض نفسية قبل حدوث الغيبوبة النفسية، مثل: اضطراب القلق، واضطراب التحول، واضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب، وإدمان الكحول.
  • إجراء عملية جراحية في منطقة الرأس والرقبة، مثل: عملية جراحة الأنف والأذن والحنجرة أو جراحة الأسنان.
  • تاريخ للإصابة سابقًا بالغيبوبة النفسية.
4455 مشاهدة
للأعلى للسفل
×