محتويات
الفرق بين الأحاديث الضعيفة والموضوعة
مفهوم الحديث الضعيف
هو نوع من أنواع الحديث، ويقصد به الحديث الذي لم يجمع صفتي الصحيح أو الحسن، أي ما فقد الصفات اللازمة من صحة السند وضبطه وعدالة رواته، ما جعله لا يرقى للصحة ولا للحسن؛ وقد أشار ابن الصلاح أن للحديث الضعيف (42) صورة، وقد بيّن شرحها وتفصيلها وطريقة تخريجها؛ كما فرّق بين كل واحدة منها وبين الصور الأخرى.[١]
بعض صور الحديث الضعيف
وهنا سنذكر بعض أنواع الأحاديث التي تتصل بالحديث الضعيف، منها:[٢]
- الحديث المرسل
وهو ما سقط من سنده الصحابي، فيقول فيه التابعي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، أو فعل كذا، أو صار بحضرته كذا؛ وبفقد الاتصال هذا صار ضعيفاً، وسُمّي مرسلاً لأن التابعي أرسله وأطلقه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون وساطة.
- الحديث المنقطع
وهو الحديث الذي يسقط من إسناده راوٍ محدد، أو يُذكر فيه رجل مبهم؛ فهو مشابه لحال المرسل من هذا الجانب، وسُمّي مُنقطعاً لانقطاع السند.
- الحديث المدلس؛ وللحديث الملدس قسمان، وهما:
- تدليس الإسناد؛ وهو الذي يرويه الراوي عمن عاصره ولقيه، مع أنه لم يصح له سماعه منه، أو عمن عاصره ولكنه لَمْ يَلْقَهُ مُوهِمًا أنه سمعه من لفظه.
- تدليس الشيوخ؛ يصف راويه بأوصاف أعظم من حقيقته أو يسميه بغير كنيته، قاصدًا إلى تعمية أمره.
- الحديث المعضل
وهو الحديث الذي سقط منه راويان فأكثر، بشرط التوالي؛ فهو أشد من الحديث المنقطع، وأكثر إبهاماً منه.
- الحديث المعلل
وهو الحديث الذي اكتشف فيه علة تقدح في صحته؛ وإن كان ظاهره أنه صحيح سليم من كلِّ علة، كما أنّ اكتشاف العلة يحتاج إلى اطلاع واسع، وفهم دقيق، ودراية شاملة؛ لأنّ العلة ذاتها سببها مخفي وغير واضح.
- الحديث المضطرب
هو الحديث الذي تتعدد رواياته، ومع تعدّدها فإنها متساوية فيما بينها من حيث الصحة والضعف، وحال الرواة؛ فلا يمكن ترجيح إحداها على باقي الروايات، وقد يرويه راوٍ واحد مرتين أو أكثر، أو يرويه اثنان أو رواة متعددون، وسبب الضعف يقع من جهة الرواة وضبطهم، وقد يقع أيضاً من جهة متن الحديث، لكنه في السند أشهر، ولذلك سمي مضطرباً.
- الحديث المقلوب
هو الحديث الذي انقلب فيه أحد الرواة على لفظ محدّد في المتن؛ أو اسم رجل في في الإسناد أو نسبه، فقدم ما حقه التأخير، وأخر ما حقه التقديم، أو وضع شيئاً مكان شيئاً، ومن اسمه يتضّح سبب تسميته بالمقلوب.
- الحديث الشاذ
والشاذ تعريفاته عسيرة، يمكن اختصارها بأنها تنص على الإفراد والمخالفة؛ وبصورة عامة ما رواه الثقة مُخَالِفًا الثقات، وبصورة خاصة ما رواه المقبول مُخَالِفًا لمن هو أولى منه؛ لذلك سُمّي شاذاً.
- الحديث المنكر
هو الحديث الذي يرويه الضعيف مخالفاً لرواية الثقة، وهذا هو الفرق بينه وبين الشاذ، درجة الراوي في كل منهما مختلفة، ولذلك سُمّي منكراً.
- الحديث المتروك
وهو الحديث الذي رواه راوٍ متهم بالكذب، أو الفسق، أو كثير غفلة، أو كثير الوهم؛ مما يوجب ترك حديثه وترك الأخذ عنه؛ لذلك سمي متروكاً.
مفهوم الحديث الموضوع
هو الحديث المكذوب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، سواء أكان بقصد الكذب؛ أي عامداً متعمداً، أو من غير قصد، والكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس كغيره من الكذب؛ فقد توعد النبي لمن يفعل ذلك نار جهنم، وإن كان يقصد أن يحث الناس على عبادة معينة أو التقرب إلى طاعة المولى -تبارك وتعالى- بفعل محدد، بل غلظت العقوبة على من يفعل ذلك لحكمة شرعية أرادها المولى.[٣]
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كذَبَ عليَّ فلْيتبَوَّأْ مَقعَدَه منَ النَّارِ مُتعمِّدًا، قاله مرَّتيْنِ، وقال مرَّةً: مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا).[٤][٣]
المراجع
- ↑ صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 165. بتصرّف.
- ↑ صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 166-207. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد بن عبد الفتاح زواوى، شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:108، صحيح.