الفرق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري

كتابة:
الفرق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري

الفرق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري

هناك جملة من الفروقات بين هذين الكتابين، نوجزها فيما يأتي:

  • من حيث موضوع الكتاب

صحيح البخاري يتضمن أحاديثاً، وآثاراً في جميع الكتب والأبواب الشرعية -كما هو معلوم-، وأحدها كتاب الأدب وهو الكتاب الثامن والسبعون من صحيحه،

أمّا كتاب الأدب المفرد، فهو كتاب مستقل عن صحيح البخاري، جاء زيادةً واستكمالاً لكتاب الأدب الذي الصحيح، اختصّ بجمع أحاديث وآثار متعلقة بالآداب الإسلامية.[١]

وفيه مجموعة من الأحاديث غير الموجودة في الصحيح، مع بعض الآثار الموقوفة، والكتاب فريد من نوعه وهو موسوعة إسلامية، وفيه ما يحتاجه المسلم من الآداب العقدية وأصول الدين وآداب العلم وحقوق الناس والزهد والرقائق ودلائل النبوة ومكارم الأخلاق ومستحسنات الأمور.[١]

  • من حيث التزام الصحة

في كتاب صحيح البخاري التزم واشترط الإمام أعلى درجات الصحة في الأحاديث التي ينقلها، بل شدد في ذلك، وكان مهتماً غير متساهلٍ في أي شرطٍ من شروط الحديث الصحيح، كعدالة وضبط الرواة وما إلى ذلك، وهذا مشهور عنه -رحمه الله-.[٢]

بينما كان شرطه في الأدب المفرد أخفّ مما هو عليه في الصحيح؛ لذلك تجد في الأدب المفرد الأحاديث الحسنة وبعض الأحاديث الضعيفة كذلك -على اختلاف بين الباحثين-، وذلك لكون الكتاب مختص بالآداب وفضائل الأعمال وليس في الأحكام والحقوق.[٢]

  • من حيث عدد الأحاديث

كتاب صحيح البخاري يتضمن (7563) حديثًا، وبحذف المكرر منها تكون (4000) حديث، وأحاديث كتاب الأدب منه (256) حديثاً،[٣] بينما يشتمل كتاب الأدب المفرد على (1322) حديثاً.[٤]

  • من حيث روايتنا للحديث

عند رواية حديث رواه أو أخرجه الإمام البخاري؛ فإنه إذا قيل: "أخرجه البخاري" هكذا بإطلاق ودون زيادة، فيكون المقصود أنه أخرجه في صحيح البخاري مسنداً لا معلّقا، وإذا رواه في الصحيح معلقاً فيقال: أخرجه البخاري معلّقا.[٥]

وأمّا إذا كان الحديث مخرج في كتاب الأدب المفرد، فينبغي التصريح بذلك، فيقال: أخرجه أو رواه البخاري في الأدب المفرد، أي لا بد من التقييد والتحديد بذكر "الأدب المفرد"؛ لغرض التمييز بينه وبين ما أخرجه في الجامع الصحيح.[٥]

مؤلف الأدب المفرد وصحيح البخاري

صاحب هذين الكتابين؛ "الأدب المفرد"، و"صحيح البخاري" هو الإمام البخاري؛ واسمه الكامل أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري المتوفى سنة 256هـ، الإمام العلَم، والحافظ المتقن، والمحدّث المشهور -رحمه الله ورضي عنه-.[٦]

تسمية الكتابـين

إن اسم كتاب "صحيح البخاري" هو الاسم المختَصر للكتاب، والمشهور على الألسن بين الناس، وإلّا فالاسم الكامل الذي سمّاه الإمام البخاري لكتابه عند تأليفه هو: "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسننه وأيامه".[٧]

وأمّا كتاب "الأدب المفرد" فقد صنّفه الإمام البخاري ككتاب مستقلٍ عن الجامع الصحيح؛ وسمّاه "كتاب الأدب"؛ لكن العلماء زادوا عليه فسمّوه "الأدب المفرد" لكي يميّزوه عن كتاب الأدب الذي في صحيح البخاري.[٨]

وكما نعلم أن الصحيح يضمّ مجموعة كتب فرعية وأبواب تحته؛ فإنك لو فتحت صحيح البخاري ستجد مثلاً: كتاب التوحيد، كتاب الإيمان، كتاب الصلاة، كتاب الأدب، وهكذا، ولكيلا يلتبس كتاب الأدب هذا الذي هو من ضمن الصحيح، مع ذلك الكتاب المستقلّ المسمّى بكتاب "الأدب"، فميّزه العلماء بـ"المُفرَد"، أي المُفرَد عن الجامع الصحيح المُميَّز عنه.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب محمود بن أحمد أبو مسلم (3/7/2019)، "إضاءات على كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري (رحمه الله)"، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الكريم الخضير ، شرح بلوغ المرام، صفحة 94-12. بتصرّف.
  3. جلال الدين السيوطي، تدريب الراوي بشرح تقريب النواوي، صفحة 1-109. بتصرّف.
  4. ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري، صفحة 10-400. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "ما معنى قولنا: الحديث أخرجه البخاري"، إسلام ويب، 18/8/2008، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2022. بتصرّف.
  6. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 1-185. بتصرّف.
  7. عبد المحسن العباد، الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح، صفحة 38. بتصرّف.
  8. ^ أ ب البخاري، التاريخ الكبير للبخاري، تحقيق المعلمي اليماني، صفحة 9-97. بتصرّف.
4587 مشاهدة
للأعلى للسفل
×