من هم الأشاعرة
الأشاعرة هم من ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري، وقد اتبعوه على ما كان عليه من أفكار ومعتقدات؛ فهم يثبتون سبع صفات، ويخالفون أهل السنة في كثير من مسائل العقيدة، وقد ظهر مذهبهم في القرن الرابع الهجري، وتتلمذ الكثير من الأشاعرة على يد إمامهم أبو المعالي الجويني.[١]
وقد تتلمذ على يديه العديد من العلماء منهم أبو حامد الغزالي، وقد مزج بين المنطق وعلوم المسلمين، وأدخل الرد على الفلاسفة في عقيدة الأشاعرة؛ وظهر ما يُعرف بطريقة المتأخرين، ومن بعده استمر أئمة الأشاعرة على طريقه، وركّزوا في علوم الفلسفة وخلطوها بعلم الكلام، وكان ذلك على يد الفخر الرازي، ومن ثم اتخذوه الأشاعرة إماماً لهم وجعلوا مذهبهم على اعتماد كتبه.[٢]
أهم أفكار الأشاعرة
ينقسم الأشاعرة إلى قسمين، قسم المتقدمين وقسم المتأخرين؛ أما المتقدمين فيثبتون الصفات الخبرية، وهم أول من أوّل صفة الوجه واليدين والعينين لله -سبحانه وتعالى-، وقسم المتأخرين تابع المتقدمين في ذلك، وقد قال بعضهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وذهب البعض الآخر بقول الإيمان يزيد وينقص.[٣]
من هم الماتريدية
نشأت الماتريدية في نهاية القرن الثالث على يد أبي منصور الماتريدي، اتصف بشدة مناظرته للمعتزلة، وأصبح له تلاميذ عملوا على نشر أفكاره، وبعد انتشار الماتريدية كان لأتباعه نشاطاً كبيراً، وصنّفوا العديد من الكتب في بيان العقيدة الماتريدية، ومن أشهر علمائهم ميمون بن محمد بن معتمد النسفي المكحولي، ومن المدارس التي تتبنى الدعوة الماتريدية في شبه القارة الهندية مثل المدرسة البريلوية.[٤]
أهم أفكار الماتريدية
من أهم أفكار ومعتقدات الماتريدية أنها نفت الماتريدية جميع الصفات اللازمة الفعلية؛ لأن في ثبوتها الخبر وهي تعتبر صفات اختيارية، وقاموا أيضاً بمنع أن تقوم بالله -عز وجل- صفة اختيارية للبعد عن التشبيه، وقد قالوا في كلام الله -سبحانه وتعالى- معنى واحداً قديم أزلي، ولا يتعلق بشيء من مشيئة الله وقدرته وليس صوت أو حرف.[٥]
وقاموا أيضاً بتعريف معنى المعجزة؛ بأنها أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة، وقد قاموا بإثبات جميع المسائل التي تتعلق بيوم القيامة واليوم الآخر؛ كعلامات وأشراط الساعة وعذاب القبر ونعيم القبر، ونفوا أيضاً حقيقة رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وتأويل صفة اليد إلى النعمة والقدرة.[٥]
ومن أهم أفكار ومعتقدات الماتريدية أيضاً أنهم قاموا بتأويل صفة العين إلى الحفظ والرعاية، وتأويل استواء الرب -جل في علاه- إلى الاستيلاء، ومن أفكارهم ومعتقداتهم أيضاً أنّ الله -عز وجل- لا داخل العالم ولا خارجه، ويثبتون أربع صفات؛ هي الحياة والإرادة والقدرة والعلم.[٦]
وقد وقع لهم خلاف في إثبات بعض الصفات؛ منها صفة البصر، وصفة السمع، ويزيدون على هذه الصفات صفة يسمونها التكوين؛ وهذه الصفة عندهم هي مرجع وأساس جميع صفات الأفعال المتعدية، ولا يعتبرون الصفات الفعلية هي ذاتها صفات حقيقية.[٦]
المراجع
- ↑ د عبد الله بن محمد بن رميان الرميان، آراء القرطبي والمازري الإعتقادية من خلال شرحيهما لصحيح مسلم، صفحة 386. بتصرّف.
- ↑ عيسى بن عبد الله السعدي، حقيقة المثل الأعلى وآثاره، صفحة 135-136. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحيم بن صمايل السلمي، العقيدة الواسطية، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ د عبد المجيد محمد الوعلان، كتاب الماتريدية، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، نتائج البحوث وخواتيم الكتب، صفحة 200. بتصرّف.
- ^ أ ب رائد صبري بن أبي علقة، معجم البدع، صفحة 474. بتصرّف.