محتويات
الفرق بين التشبيه والاستعارة
إنّ التشبيه والاستعارة كلاهما يندرجان تحت علم البيان في البلاغة، ولكن ثمّة فروق بينهما؛ فالتشبيه عقد مُقارنة بين شيئين لتشبيه أحدهما بالآخر لاشتراكهما بصفة أحدهما يزيد على الآخر بها، وهو يقوم على أربعة عناصر، هي: المُشبه، والمُشبه به، وأداة التشبيه، ووجه الشبه، ويُمكن حذف الأداة ووجه الشبه حسب نوع التشبيه، أمّا الاستعارة فهي تشبيه حُذف أحد أركانه، المُشبه أو المُشبه به، وذلك حسب نوع الاستعارة.[١][٢]
أنواع التشبيه
توجد عدة أنواع للتشبيه، منها الآتي:[١]
- المفرد
له أربعة أنواع: التشبيه المُفصل/ التشبيه التام الذي توجد به جميع الأركان مثل: الفتاة مثل القمر في جمالها، والنوع الثاني هو المُجمل، والذي يُحذف منه وجه الشبه مثل: الفتاة مثل القمر، أما النوع الثالث فهو المُؤكد مثل: الفتاة قمر في جمالها، والنوع الرابع هو التشبيه البليغ الذي يُحذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه مثل: الفتاة قمر.
- التمثيلي
يكون بتشبيه حالة أو صورة بحالة أو صورة أخرى، مثل: قوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة."[٣]وهنا يُشبه الله تعالى صورة الذي يُقدّم صدقات أمواله في سبيل الله ويحصل على الأجر بصورة سنبلة القمح التي تنمو وتُنبت حبات كثيرة، ووجه الشبه هو المُضاعفة والتكثير.
- الضمني
هذا النوع من التشببيه لا يأتي على الصورة العادية ولا يُصرّح بالكلام بالمُشبه والمُشبه به، وإنّما يُفهم من مضمون الكلام أو السياق، فهو يصف الحالة دون ذكر أداة التشبيه، مثل: قول الشاعر:[٤] من يهن يسهل الهوان عليه
- ما لجرح بميت إيلام
هنا يصف حالة الشخص الذي تهون عليه كرامته ويقبل الذلّ بأنّه كجسد الميت الذي لا يشعر بشيء حتّى لو ضربته بسكين بقوّة شديدة لأنّه ميت، فالشطر الثاني جاء كدليل لما جاء في الشطر الأول.
أنواع الاستعارة
تُقسم الاستعارة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:[٢]
- التصريحية
هي التي حُذف منها المُشبه وبقي المُشبه به، مثل: نسي الطين ساعة أنّه طين، وهنا يُشبه الشاعر الإنسان بالطين، ولكنّه حُذف المُشبه (الإنسان) وذكر صفة له (الطين) لكي نستدلّ منها عليه.
- المكنية
هي التي حُذف منها المُشبه به وبقيت صفة تُشير إليه وبقي المُشبه، مثل: طار الخبر في المدينة، شبّه الخبر بالطائر الذي يطير، لم يُذكر الطير وإنّما ذُكر صفة له هي الطيران، ودليل أنّها استعارة أنّ الخبر لا يطير وإنما الطائر هو الذي يطير.
- التمثيلية
هي تشبيه تمثيلي حُذف منه المُشبه وبقي المُشبه به، وينتشر هذا النوع من الاستعارة في الأمثال، حيث يُشبه الموقف الحالي بالموقف القديم الذي حصل فيه المثل، مثل: سبق السيف العذل، رجع بخفّي حنين، لكل جواد كبوة.
أمثلة على التشبيه والاستعارة
- قال تعالى: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص."[٥]
تشبيه مُفرد (مُجمل)، تشبيه الذين يتعاونون في القتال في سبيل الله بالبُنيان الشديد القوي.
- قال تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين."[٦] تشبيه تمثيلي، تشبيه صورة الذين أُنزلت عليهم التوراة ولم يعملوا بها بصورة الحمار الذي يحمل الكتب القيمة ولا ينتفع بها وبفائدتها.
- قال تعالى: "والصبح إذا تنفس."[٧]
استعارة مكنية، تشبيه الصبح بالإنسان الذي يتنفّس، لم يذكر الإنسان وإنّما ذُكر صفة التنفس له والصبح لا يتنفس.
- قال تعالى: "وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا."[٨]
استعارة تصريحية، تشبيه القرآن الكريم بالنور الواضح البيّن، لم يذكر القرآن الكريم إنّما ذكر المُشبه به.
المراجع
- ^ أ ب أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 219. بتصرّف.
- ^ أ ب الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، صفحة 212. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:261
- ↑ "لا افتخار إلا لمن لا يضام"، الديوان. بتصرّف.
- ↑ سورة الصف، آية:4
- ↑ سورة الجمعة، آية:5
- ↑ سورة التكوير، آية:18
- ↑ سورة النساء، آية:174