علم الحديث
إنّ علم الحديث هو أحد العلوم الإسلامية التي تتميّز بالدقّة والتفصيل، وقد يعبر عن علم الحديث بعلم مصطلح الحديث أو علم أصول الحديث أو علم المصطلح اختصارًا، فالعلم هو إدراك الشيْ على حقيقته، والمصطلح أو الاصطلاح هو ما يتفق عليه أصحاب علم معيّن من تسمية شيءٍ ما، أمّا الحديث فمعناه اللغوي هو ضد القديم أو ما يتحدث به الإنسان من الكلام والأخبار، أمّا في الاصطلاح فإنّ الحديث هو: ما يُضاف إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، وعليه فإنّ معنى علم الحديث بالجملة هو ما عرّفه به ابن حجر حيث قال: "أولى التعاريف لعلم الحديث: معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي"، ومن خلال علم الحديث تتبيّن درجة الحديث ومدى صلاحيته للاحتجاج به، وسيّبيّن هذا المقال الفرق بين الحديث الحسن لذاته والحسن لغيره بالإضافة إلى الحديث عن حجية الحديث الحسن.[١]
الفرق بين الحديث الحسن لذاته والحسن لغيره
إنّ الحديث الحسن هو أحد أنواع الحديث الثلاثة وهي الصحيح والحسن والضعيف، ويكون النظر في الحكم على حديثٍ ما من خلال تحقيقه لشروط الصحة الثلاثة وهي: اتصال السند وعدالة الرواة والسلامة من العلّة والشذوذ، فإذا حقّق الحديث هذه الشروط الثلاثة فهو الصحيح وإذا فقد أحدها فهو الضعيف، أمّا إذا تحقّقت فيه هذه الشروط ولكنّ ضبط الرواة الذين نقلوا الحديث قد نزل قليلًا عن الدرجة المطلوبة في الحديث الصحيح فيُسمّى حينها بالحديث الحسن وعليه فإنّ الحديث الحسن اصطلاحًا هو: "ما اتصل سنده بنقل عدلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ"، والحسن نوعان وهما الحسن لذاته والحسن لغيره،[٢] فإذا أُطلق لفظ الحسن ولم يُقيّد بكونه حسنًا لذاته أو لغيره فإنّ المراد هو الحسن لذاته، وفيما يأتي جملة من النقاط التي توضّح الفرق بينهما:[٣]
- إنّ الحسن لذاته هو الحديث الذي اجتمعت فيه شروط الصحة ولكنّ قد خفّ ضبط رواته، أمّا الحسن لغيره فهو الحديث الضعيف الذي ارتفع بعد تعدّد طرقه إلى درجة الحسن.[٤]
- سُمّي الحديث الحسن لذاته بهذا الاسم لأنّ الحُسن فيه ناشىء من ذاته ومن تحقيقه لشروطه،[٣] على عكس الحسن لغيره الذي اكتسب صفة الحُسن من انضمام حديثٍ آخر إليه وليس من سنده وحده.[٢]
- الحديث الحسن لذاته أقوى من الحسن لغيره وهو يتقوّى إذا انضمّ إليه حديث آخر برتبته أو أقوى منه إلى درجة الحديث الصحيح لغيره.[٢]
حجية الحديث الحسن
إنّ الحديث الحسن مُلحق بالحديث الصحيح من حيث صلاحيته للاحتجاج به، فهو وإنّ قلّت فيه درجة الضبط عن الحديث الصحيح إلّا أنّه يُشاركه في حكم العمل به ويحتج به جميع الفقهاء كاحتجاجهم بالحديث الصحيح، وكذا هو الحال عند أكثر العلماء من المحدّثين وغيرهم، وحجية الحديث الحسن تنطبق على الحسن لذاته والحسن لغيره عند أكثر أهل العلم، ولكنّ البعض قد فصّل في المسألة وألحق الحسن لذاته بالصحيح أمّا الحسن لغيره فيُنظر فيه فإن تعدّدت طرقه وكثرت واطمأنت له النفس فيكون أهلًا للاحتجاج وإن لم يُحقِق هذا الشرط فهو غير معتبر بالاحتجاج وليس ملحقًا بالصحيح.[٥]
المراجع
- ↑ "كتاب نظم علوم الحديث"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الحديث الحسن عند المحدثين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-18. بتصرّف.
- ^ أ ب "كتاب علوم الحديث ومصطلحه"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-18. بتصرّف.
- ↑ "كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-18. بتصرّف.
- ↑ "كتاب الوسيط في علوم ومصطلح الحديث"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-18. بتصرّف.