الفرق بين الحديث الصحيح والحسن والضعيف والموضوع

كتابة:
الفرق بين الحديث الصحيح والحسن والضعيف والموضوع

من حيث المفهوم

الحديث الصحيح

هو ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلُقية، وتوفرت فيه خمسة شروط: اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبط الرواة ضبطًا تامًا، والخلوّ من الشذوذ، والخلوّ من العلّة القادحة.[١]


وللتعرف على الحديث الصحيح وأقسامه بشكل تفصيلي يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أقسام الحديث الصحيح


الحديث الحسن

هو ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلُقية، وتوفرت فيه شروط الصحة الخمسة، إلا أن ضبط أحد رواته ليس تامًا كضبط رواة الصحيح، ولكنه ضبط كافٍ للثقة بحديثه، ولا يستوجب ردّه.[٢]


كما يمكنك التعرّف على الحديث الحسن وأقسامه وما يحيط به من معلومات بالاطلاع على هذا المقال: ما هو الحديثالحسن


الحديث الضعيف

هو ما نُسب إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلُقية، واختل فيه شرط أو أكثر من شروط الحديث الصحيح والحسن، ومثاله: الحديث المنقطع، والحديث المضطرب، والحديث الشاذّ.[٣]


والحديث الضعيف أنواع كثيرة، ومراتب في الضعف، فبعضها يسير الضعف وبعضها شديد الضعف، وقد حصر بعض العلماء كابن الصلاح، أنواع الضعيف المبنية على فقد شرط من الشروط المعتبرة باثنين وأربعين نوعًا.[٤]


الحديث الموضوع

هو في الحقيقة ليس بحديث، ولكن جرى تسميته حديثًا بالنظر إلى إدّعاء من يرويه، والموضوع هو الذي ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذبًا، وليس له صلة حقيقيّة بالنبي صلى الله عليه وسلم. وفي الغالب يكون أصل هذا النص المزعوم أقوالًا من كلام الحكماء أو أمثالًا، ينسبها الواضع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون هذا النص أحيانًا من نسج الخيال.[٥]


من حيث الاحتجاج به

الحديث الصحيح

أجمع العلماء من أهل الحديث ومن يعتد به من الفقهاء والأصوليين على أن الحديث الصحيح حجة يجب العمل به، سواءً كان من رواية راوٍ واحد، أو أكثر.[٦]


الحديث الحسن

أجمع الفقهاء على حجيّة الحديث الحسن ووجوب العمل به، وهو كذلك عند أكثر المحدثين والأصوليين, وقد جرى العمل به وقبوله على مرّ العصور.[٧]


وللتعرف على الفروقات الحثيثة بين أقسام الحديث الحسن يمكنك الاطلاع على هذا المقال: الفرق بين الحديثالحسن لذاته والحسن لغيره


الحديث الضعيف

الحديث الضعيف مشكوك في نسبته للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لفقد الشروط العلمية التي تجعلنا نثق به، ولكننا مع ذلك لا نملك القطع بكذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكون هذا النوع من الحديث محتمل الثبوت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف العلماء في حجيته وحكمه على ثلاثة مذاهب:[٨]

  • الأول: أنه يعمل بالحديث الضعيف مطلقًا إذا كان ضعفه ليس جديدًا، بشرط أن لا يوجد غيره، وهو رأي الإمام أحمد وأبي داود وغيرهما.[٩]
  • الثاني: أنه يجوز ويستحب العمل به في الفضائل والترغيب والترهيب ما لم يكن موضوعًا، ولا يجوز في الأحكام، ونسب الإمام النووي هذا الرأي لعامة الفقهاء والمحدثين.[١٠]
  • الثالث: أنه لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقًا، لا في فضائل الأعمال ولا في الأحكام، وهذا رأي أبي بكر بن العربي وغيره من المتقدمين، وهو رأي الكثير من العلماء المعاصرين.[١١]


الحديث الموضوع

أجمع العلماء على أن الحديث الموضوع لا يحتج به، بل لا يحل روايته إلا مع بيان وضعه وكذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١٢]


وللتعرف أكثر على أقسام الحديث الضعيف يمكنك الاطلاع على هذا المقال: الفرق بين الحديثالضعيف والضعيف جدًا


من حيث اتصال السند

السند هو سلسلة الرواة الذين رووا الحديث واحدًا عن الآخر. واتصال السند شرط لصحة الحديث، ومعنى ذلك أن ينقل كل راوٍ الحديث عن شيخه الذي سمعه منه مباشرة ويصرح باسمه، دون إغفال لأي راوٍ.[١٣]


الحديث الصحيح

الحديث الصحيح متصل السند دائمًا، وجميع رواته مذكورون في السند.[١٤]


الحديث الحسن

الحديث الحسن كالحديث الصحيح متصل السند دائمًا، وجميع رواته مذكورون في السند.[١٥]


الحديث الضعيف

الحديث الضعيف قد يكون ضعفه ناشئًا عن اختلال شرط اتصال السند، وقد يكون ناشئًا عن اختلال شرط آخر، وعلى ذلك فإن بعض الأحاديث الضعيفة غير متصلة السند، ومن أنواع الحديث الضعيف غير متصل السند، الحديث المعلّق، والحديث المنقطع، والحديث المعضل، والحديث المرسل.[١٦]


الحديث الموضوع

الحديث الموضوع هو الخبر الذي يختلقه الكذابون وينسبونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتراء عليه، بلا إسناد حقيقي ولا سماع ولا رواية، وقد يعمد بعض المفترين إلى اصطناع إسناد مكذوب، لإيهام الناس بصحة الحديث، وهذا لا يعتبر اسنادًا يُبحث في اتصاله.[١٧]


من حيث ضبط الرواة

الضبط في علم مصطلح الحديث  هو أن يكون الراوي متيقظا غير منفعل، متقناً للحفظ إن كان يحدث من ذاكرته، ضابطًا لكتابه إن كان يحدث قراءةً من كتابه، وأما إن كان يحدّث بالمعنى فإنه يشترط فيه بالإضافة لما سبق أن يكون متقناً للغة العربية وعالمًا بالفروق بين الألفاظ.[٥]


الحديث الصحيح

يشترط في جميع رواة الحديث الصحيح الضبط التام.[١٨]


الحديث الحسن

يشترط في الحديث الحسن أن يتصف راويه بالقدر الكافي من الضبط لقبول حديثه، وليس بالقدر التام، وهذا يعني أنه أخف ضبطًا من رواة الحديث الصحيح.[١٩]


الحديث الضعيف

يحتمل أن يكون ضعفه ناتجًا عن اضطراب الضبط ويحتمل أن يكون لسبب آخر، وعلى ذلك فإن بعض أنواع الضعيف لا يتصف رواتها بالضبط، وذلك بسبب سوء الحفظ، أو الغفلة، أو كثرة الغلط والأوهام، أو الخرف بسبب الهرم.[٢٠]


الحديث الموضوع

الحديث الموضوع ليس له رواة في الواقع حتى يمكن وصفهم بالضبط، بل هو محض اختلاق وكذب.[٥]


من حيث الخلو من الشذوذ والعلة

الشذوذ في علم الحديث يعني مخالفة الراوي الثقة في روايته لمن هو أوثق منه، والعلّة هي سبب غامض خفي، يقدح في صحة الحديث، كالوقف والإرسال. [٢١]


الحديث الصحيح

يشترط في الحديث الصحيح الخلو من الشذوذ والعلة القادحة.[٢٢]


الحديث الحسن

يشترط في الحديث الحسن الخلو من الشذوذ والعلة القادحة، تمامًا كالحديث الصحيح.[٢٣]


الحديث الضعيف

الحديث الضعيف قد يكون ضعفه ناشئًا عن الشذوذ والعلة القادحة، وقد يكون ضعفه لسبب آخر، ولذلك فإن من أنواع الحديث الضعيف الحديث الشاذ والحديث المعلل.[٢٤]


الحديث الموضوع

الحديث الموضوع ليس بحديث في الحقيقة لأنه كذب واختلاق، ولا يوصف بالشذوذ أو العلة، لأنه ليس له حكم الحديث أصلًا.[٢٣]

المراجع

  1. محمد حسن عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 2- 5. بتصرّف.
  2. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 264. بتصرّف.
  3. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 78. بتصرّف.
  4. صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 165. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 263. بتصرّف.
  6. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 244. بتصرّف.
  7. محمد أبو شهبة، الوسيط في علوم الحديث، صفحة 271. بتصرّف.
  8. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 291. بتصرّف.
  9. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 291. بتصرّف.
  10. النووي، الأذكار، صفحة 8. بتصرّف.
  11. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 293. بتصرّف.
  12. ابن الصلاح، مقدمة ابن الصلاح، صفحة 201. بتصرّف.
  13. محمد حسن عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 3 - 4. بتصرّف.
  14. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 242. بتصرّف.
  15. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 58. بتصرّف.
  16. صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 166. بتصرّف.
  17. صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 263. بتصرّف.
  18. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 242. بتصرّف.
  19. محمد حسن عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 4 - 1. بتصرّف.
  20. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 110. بتصرّف.
  21. محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 44. بتصرّف.
  22. محمد حسن عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 2 - 5. بتصرّف.
  23. ^ أ ب صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، صفحة 156. بتصرّف.
  24. نور الدين عتر، منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 447. بتصرّف.
4973 مشاهدة
للأعلى للسفل
×