محتويات
ما الفرق بين الحيض والاستحاضة؟
الفرق بينهما من حيث التعريف
- الحيض
هو الدم الذي ينزل من رحم المرأة، عند البلوغ، جبلةً وطبيعةً، فلا يخرج لسببٍ كالمرض والولادة، وله أوقات معلومة حسب طبيعة كل امرأة.
- الاستحاضة
هو خروج دم عرقٍ وفساد من أدنى الرحم، لسببٍ كالمرض ونحوه،[١] أو هو الدم الذي يستمر مع المرأة بعد أقصى مدة لنزول الحيض، أي إن دم الاستحاضة إما أن ينزل عند اقتراب موعد الدورة الشهرية، أو يستمر بعد مدة انتهاء الدورة الشهرية، وربما يستمر دم الاستحاضة بالنزول بين الحيضتين.[٢]
ولا يوجد مدة لتوقف نزول دم الاستحاضة، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ. أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ: لَا. إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ وليسَ بالحَيْضَةِ فَإِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي).[٣][٢]
الفرق بينهما من حيث صفة الدم
تختلف صفة دم الحيض عن صفة دم الاستحاضة من عدة وجوه، بيانها كما يأتي:[٤][٥]
- اللون
لون دم الاستحاضة أصفر يميل للحمرة، أو أحمر فاتح، أما دم الحيض فهو أحمر مسوّد، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: (اعْتَكَفَتْ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ امْرَأَةٌ مِن أزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ، فَكَانَتْ تَرَى الحُمْرَةَ، والصُّفْرَةَ، فَرُبَّما وضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا وهي تُصَلِّي).[٦]
وقد يتميز لون الحيض والاستحاضة، بالضعف والقوة، فالأقوى هو الأسود ثم الأحمر، ثم الأشقر، ثم الأصفر، ثم الأكدر، فإن نزل من المرأة دم قوي ثم نزل دم ضعيف فالقوي حيض والضعيف استحاضة.
- الثخانة
دم الحيض ثخين غليظ، أما دم الاستحاضة فإنه رقيق، قال الشافعي: "إذا كان الدم ينفصل، فيكون في أيام أحمر قانئاً ثخينًا محتدماً، وأيامٍ رقيقاً إلى الصفرة، أو رقيقاً إلى القلة، فأيام الدم الأحمر القاني المحتدم الثخين أيام حيض، وأيام الدم الرقيق أيام استحاضة".
- الرائحة
دم الاستحاضة لا رائحة له، لأنه دم عادي، أما دم الحيض فرائحته نتنة كريهة.
- التجمد
عند خروج دم الاستحاضة ويظهر فإنه يتجمد، أما دم الحيض فلا يتجمد، لأنه كان متجمّعاً في الرحم، ثم انفجر وأصبح سائلاً فلا يتجمد بعد نزوله.
أهمية معرفة الفرق بين الحيض والاستحاضة
يخرج من رحم المرأة دم طبيعي، يبدأ من سن البلوغ، وفي الشرع هذا الدم إما أن يكون دم حيض، أو دم استحاضة، أو دم نفاس، وهنا قد يلتبس على المرأة التمييز بين دم الحيض والاستحاضة، لأن لهما في الشرع أحكاماً، إذ تختلف أحكام الحيض عن أحكام الاستحاضة كل منهما عن الآخر.[٥]
إذ إن المرأة في الحيض يحرُم عليها أن تصلّي وتصوم، حيث سئِلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ)،[٧] أما المرأة المستحاضة فإنها تصوم وتصلي، فهي طاهرة، ملزمة بكافة التكاليف الشرعية.[٥]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3831. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع الشنقيطي التفريغ، صفحة 1-3. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:333، صحيح.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 33-45. بتصرّف.
- ^ أ ب ت " الاستحاضة (الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة)"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022.
- ↑ رواه البخاري، في صيحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمين، الصفحة أو الرقم:2037، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:335، صحيح.