الفرق بين الدائن والمدين

كتابة:
الفرق بين الدائن والمدين

الدَّين

يُعرف الدَّين على أنه: "التزام يقع في ذمة شخصٍ ما لشخص آخر نتيجة استلاف الشخص الأول من الثاني مبلغًا من المال أو خدمة أو شيء مملوك له، وذلك دون سداده في الأوقات المحددة للسداد"، ويسمى الشخص الذي ترتب في ذمته الالتزام المدين، والشخص الذي من حقه أن يُؤدّى إليه الالتزام الدائن، وفي ذلك سيتم بيان الدَّين في الدين الإسلامي، والفرق بين الدائن والمدين، وأحكام الدَّين.

الدَّين في الدين الإسلامي

جلس علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يومًا متأمّلًا أشدّ مخلوقات الله سبحانه فقال: "أشدّ خلق ربك عشرة: الجبال، والحديد ينحت الجبال، والنار تأكل الحديد، والماء يطفئ النار، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح تقل السحاب، والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته، والسكر يغلب الإنسان، والنوم يغلب السكر، والهم يمنع النوم، فأشد خلق ربك الهم "، ولا يوجد همٌ أشد من هم الدَّين، ويُقال إنّ الدَّين همٌّ في الليل ومذلةٌ بالنّهار، وقد شدّد الإسلام في مسألة الدَّين، حتى لا يقترب منه المرءُ إلا عند الضرورة القصوى؛ إذ إنّ الدَّين مانع من مغفرة الذنب وإن كانت الخاتمة شهادةٌ في سبيل الله.[١]

الفرق بين الدائن والمدين

الأصل أن يكون الالتزام بسيطًا، حيث يكون بين طرفين وهما الدائن والمدين، وأما الفرق بين الدائن والمدين يتجلى في مفهومها، وعليه فإن الدائن يُعرف على أنّه: "الطرف الأول صاحب الحق في مبلغ يدفعة الطرف الآخر والذي يسمى بالمدين، وقد يكون الدائن شخصا طبيعيًا أم معنويًا"، وأما المدين:" هو الطرف الثاني المُلزَم بالقيام بتنفيذ التزام ترتب في ذمته للطرف الأول"، ومن الممكن أن يتعدّد أطراف الالتزام كما لو توفي الدائن أو المدين، فيقسم الحق الشخصي أو الإلتزام بين الورثة، وبالتالي عند تعدد أطراف الالتزام من حيث انقسامه على أشخاص متعدّدين، فإنه يٌطلق على هذا الالتزام بأنه متعدّد الأطراف أو مشترك، والقاعدة العامة في ذلك أن كل طرف من أطراف النزاع يستقل بالحق الشخصي أو الالتزام الخاص به، وتنحصر المطالبة القضائية في حدود نصيب الشخص في الحق الشخصي أو الالتزام.[٢]

أحكام الدَّين

بعد بيان الفرق بين الدائن والمدين، لا بدًّ من معرفة أحكام الدَّين الذي قد ينشأ بينهم بسبب أحد مصادر الالتزام كالعقد أو الإرادة المنفردة أو القانون ذاته، ويعد الدَّين من الأمور العظيمة؛ لأنها تتعلق بحق للغير في ذمة المدين، ومهما كان الشخص على دينٍ وخُلق، فقد تجبره الحاجة إلى اقتراض الأموال وعدم القدرة فيما بعد على سدادها، ومن استدان وفي نيته الرد تكفل الله بسداد هذا الدَّين في الدنيا والآخرة، ويجب على المدين أن يقوم بسداد دينه في وقته، ويحرم عليه المماطلة بهذا السداد من غير عذر، لكن إذا ثبت إعسار المدين وجب إعطاؤه مهلةً لسداد هذا الدَّين، ويُستحبُّ من الدائن أن يقلل من قيمة الدين في هذه الحالة، فيحسن الله له كما أحسن للغير.[٣]

المراجع

  1. "الدَّين همٌّ وعلاج "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
  2. أحمد شوقي عبدالرحمن، نظرية الالتزام ، الإسكندرية: منشأة المعارف، صفحة 107. بتصرّف.
  3. "أحكام الدَّين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×