الفرق بين السخرية والاستهزاء

كتابة:
الفرق بين السخرية والاستهزاء


مفهوم السخرية والاستهزاء

يعود أصل السخرية في اللغة إلى التسخير، ويعود سياقه إلى ما أراده المسخّر كرهاً وغصباً، وتُعرّف السخرية في الاصطلاح الشرعي كما عرّفها الغزالي في كتابه الإحياء؛ بأنّها الاستهانة والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك الآخرين منه، وقد يكون بالقول أو الفعل أو الإشارة والإيماء.[١]

أمّا الاستهزاء في اللغة: من هَزَأ منه أي سخر منه، وفي الاصطلاح الشرعي: هو السخرية من أمر لا يقتضي السخرية منه، وعرّفه ابن تيمية فقال: "هو السخرية، وحمل الأقوال والأفعال على محمل السخرية والضحك بعيداً عن الجد والحقيقة"، والذي يسخر من أفعال الناس وأقوالهم يخرجها عن مسار الجدّ والحقيقة ويذمّه دون أن يكون هناك داعٍ لذلك.[١]

الفرق بين السخرية والاستهزاء

يُفرّق بين السخرية والاستهزاء وفق ما يكون الدافع لكل منهما، فإن كان الدافع للقيام به مذلّة الطرف الآخر فهو السخرية؛ لأن الأصل في التسخير هو التذليل، وإن كان الدافع له مجرّد التقليل من شأن الطرف المقابل فهو الاستهزاء.[٢]

حكم السخرية والاستهزاء

أجمع علماء الأمة على أنّ الإسلام حرّم السخرية والاستهزاء بالآخرين، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).[٣][٤]

أسباب السخرية والاستهزاء

للسخرية والاستهزاء الكثير من الدوافع والأسباب؛ منها ما يأتي:[٥]

  • التكبّر على الناس مع ما يرافقه من بطر الحق وغمط الناس.
  • الشعور الداخلي الذي يريد تحطيم الآخرين، والتقليل من شأنهم واحتقارهم، حتى يجد المتعة في ذلك.
  • قضاء الوقت بالضحك واللعب، وذلك على حساب الآخرين ومشاعرهم.
  • التقليل من قيمة ما يتعلق بالآخرين، من أنسابهم، وأشكالهم، وصفاتهم، وطبائعهم وغيره.
  • الفراغ الذي يملأ وقت المستهزئ، وحبّه لإضحاك الآخرين على حساب شخص منهم.

آثار السخرية والاستهزاء

من آثار السخرية والاستهزاء بالآخرين ما يأتي:[٦]

  • انعدام المودة والمحبة بين أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى قطع الروابط الاجتماعية فيما بينهم.
  • انتشار الكره والحقد والبغضاء بين الناس، وزرع الحقد تجاه بعضهم البعض في قلوبهم مما يدفعهم لأخذ حقوقهم.
  • استحقار المستهزئ من قبل الآخرين، وقلة قيمته عندهم، وانعدام وقاره أمامهم، وغضب الله عليه، واستحقاق العذاب؛ فقد أغرق الله قوم نوح لأنهم سخروا من دعوته.
  • الخسران في الآخرة بما يضيع من حسناته نتيجة فعله.
  • مخالفة أمر الله الذي يستدعي غضبه ثمّ دخول النار؛ فهو ارتكاب أمر حرّمه الله ونهى عنه.
  • إهانة المستهزئ لمن عظّمه الله وكرّمه، وانتهاكه لحقوق من أقرّ الله حقوقه.
  • تورث صاحبها موت القلب، والغفلة عن طاعته التي تجلب الحسرة والندم يوم القيامة.
  • تعدّ صفةً من صفات المنافقين والكفار.
  • الذي يسخر من الناس في الدنيا، يضع نفسه في موضع سخرية الله وأنبيائه منه يوم القيامة.

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1433)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 280، جزء 2. بتصرّف.
  2. أبو هلال العسكري (1412)، معجم الفروق اللغوية (الطبعة 1)، ناقص :مؤسسة النشر الإسلامي ، صفحة 275. بتصرّف.
  3. سورة الحجرات ، آية:11
  4. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 4605. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين (1433)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 290، جزء 2. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين (1433)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 286، جزء 2. بتصرّف.
5476 مشاهدة
للأعلى للسفل
×