الفرق بين السراج الوهاج والسراج المنير

كتابة:
الفرق بين السراج الوهاج والسراج المنير


الفرق بين السراج الوهاج والسراج المنير

معنى السراج

السراج في اللغة هو المصباح الزاهر، ويُطلق على كلّ شيءٍ مضيءٍ،[١] وهذا المضيء إمّا أن يكون شيئًا مضيئًا حسيًّا؛ كالشمس والقمر والمصباح ونحوها، وإمّا أن يكون معنويًّا ينير الأرواح والأذهان والعقول؛ أي يفتّحها ويُبصّرها ويهديها، ويمكن التمثيل عليها بأنبياء الله تعالى ورسله -عليهم الصلاة والسلام- وما جاؤوا به من دعواتٍ؛ لهداية الناس ونقلهم من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإيمان بالله تعالى وتوحيده.[٢]


الفرق بين السراج الوهّاج والمنير من حيث الدلالة

أسمى الله تعالى الشمس في كتابه الكريم باسم: "السراج الوهّاج"، في حين أسمى نبيّه محمّد -عليه الصلاة والسلام- باسم: "السراج المنير"، والفارق بين السراج الوهّاج والمنير؛ أنّ السراج الوهّاج من الوهج، والوهج ضوءٌ أو نورٌ لهو حرارةٌ قد تؤذي، في حين أنّ المنير ضوءٌ ونورٌ من غير أذى فيه، فكان وصف النبيّ بأنّه سراجٌ منيرٌ أكمل وأحسن؛ لأنّه -عليه الصلاة والسلام- أضاء للناس بدعوة الإسلام التي جاء بها، بعد أن كانوا غارقين في ظلمات الجهل والشرك بالله؛ فهداهم بنور الدعوة إلى الصراط المستقيم،[٣] وأمّا وصف الشمس بأنّها سراجٌ وهَّاجٌ، فيتناسب مع الغاية من خلقها؛ فإنّ الوهج يجمع بين النور والحرارة، والكائنات الحيّة تحتاج إلى كلا الأمرين: الضوء والحرارة لتستمر حياتها.[٤]


السراج الوهّاج والسراج المنير في القرآن الكريم

السراج الوهّاج في القرآن الكريم

ورد ذكر السراج الوهّاج في القرآن الكريم كوصفٍ للشمس، وذلك في سورة النبأ من قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا)،[٥][٣] كما وُصِفت الشمس في أكثر من موطنٍ في القرآن الكريم بأنّها سراجٌ كما في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا)،[٦] وقوله تعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا).[٧]


السراج المنير في القرآن الكريم

ورد ذكر السراج المنير في القرآن الكريم وصفًا للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)،[٨] فقد شبّه الله -سبحانه وتعالى- نبيّه الكريم بأنّه سراجٌ منيرٌ؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان سببًا في إخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.[٢]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى سراج"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب إبراهيم شعبان يوسف (28/3/2016)، "السراج المنير"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "تفسير: "وسراجًا منيرًا""، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2022. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 11. بتصرّف.
  5. سورة النبأ، آية:13
  6. سورة الفرقان، آية:61
  7. سورة نوح، آية:16
  8. سورة الأحزاب، آية:45-46
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×