الفرق بين السنن والنوافل

مفهوم السنن والنوافل

فرض الله-تعالى- على عباده الفرائض والواجبات، وألزم بها المسلم لأدائها؛ حتى يتقرب بها لله -تعالى- فالصّلاة خير عبادة يتقرب بها المسلم من خالقه، فهي حبل الوصال المُدرك بالالتزام، حتى يتحصل على الدرجات في الجنّات، وقد شرع الله لها سننًا ونوافل حتى تزداد العلاقة بينه وبين خالقه، فالنّوافل هي جمع نافلة وهي في اللّغة مطلق الزّيادة، وفي الشّرع هي كل عبادة زائدة عن الفرض،^[١] يقوم بها المسلم تقربًا لله تعالى، وهي أعمّ من السّنة،^[٢] وأمّا السّنن فهي السّنن الرّواتب التي تُصلى قبل الفريضة أو بعدها،^[٣] وقد رغّب النّبي-صلى الله عليه وسلم بأداء السّنن الرّواتب والنّوافل لما لها من فضل عظيم في تكفير السّيئات، وزيادة في الحسنات، وسنذكر في هذا المقال الفرق بين السنن والنوافل.

الفرق بين السنن والنوافل

أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة هي الصّلاة، فهي ما يميز المسلم عن غيره، وبه تُدرك المنازل الإيمانية عند الله-تعالى- فإن وجدت تامّةً وكاملةً جاءها القبول من عنده -عزّ وجلّ- وإن نقُصت فتحتاج إلى جبرٍ فيها حتى تَصح، وهذا الجبر هو الالتزام بصلاة التّطوع التي تشمل السّنن الرّواتب والنّوافل بدليل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ به الناسُ يومَ القيامةِ من الصَّلاةِ، قال: يقول ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه وهو أعلمُ: انظروا في صلاةِ عَبدي، أتمَّها أم نَقَصها، فإنْ كانت تامَّةً كُتبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقص منها شيئًا قال: انظروا، هل لعبدي من تطوُّعٍ، فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه، ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم"،^[٤][٥] فصلاة التّطوع تشمل كل صلاة ما دون الفريضة، فهي تشمل السّنن والنّوافل، وفيما يأتي الحديث عن الفرق بين السنن والنوافل:

• السّنن الرّواتب: هي الصّلاة المرتبطة بصلاة الفرض، سواء كان قبلها أو بعدها، وسمّيت بالرواتب ليواظب المسلم عليها، فقد شرعها الله- تعالى- لجبر النّقص الحاصل في الفرائض، فإن كانت السّنة قبل الفريضة كما في صلاتي الظّهر والفجر، فهي تهييء المسلم للدّخول في العبادة، وإن كانت بعد الفريضة فهي تُزود المصلي بلذّة العبادة التي حصلت من الفرض، كما في صلاتي المغرب والعشاء، وقد قسّمها العلماء إلى رواتب مؤكدة واظب النّبي الكريم عليها كالسنن القبلية والبعدية للصّلاة المفروضة، ورواتب غير مؤكدة أدّاها النّبي الكريم ولم يواظب عليها كالسّنة القبلية لصلاة العصر.^[٣]
• النّوافل: هي الصلاة التي لم يفرضها الله -تعالى- وشرعها الله لصالح العباد، وقد قسّمها العلماء إلى قسمين، نوافل مقيّدة يصليها المسلم في وقت محددكصلاة الضحى، ونوافل مطلقة يصليها المسلم في أي وقت من اللّيل والنّهار.^[٦]

أمثلة على السنن والنوافل

شُرعت السنن والنوافل حتى تزيد المحبة ما بين العبد وخالقه، فهي ترفع الدّرجات، وتكفّر الذّنوب والسّيئات، فلا يكاد المرء أن يفرق بين السنن والنوافل؛ لأنّ مفهوم التّطوع يشملهم، وفيما يأتي ذكرٌ للأمثلة الواردة على السّنن والنّوافل:

• السّنن الرواتب: فعدد السّنن الرواتب المؤكّدة في اليوم والّليلة مع الفرائض اثنتا عشرة ركعة، أو عشر ركعات، وهي:أربعٌ ركعاتٍ قبل الظّهر، أو اثنتان، واثنتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الصّبح، وأمّا من السّنن غير المؤكّدة: أربعٌ قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء، فهذه سنن مطلقة -كان النّبي عليه السّلام- يفعلها أحيانًا، ولم يواظب عليها.^[٧]
• النّوافل: من الأمثلة على النّافلة المقيّدة بوقت كصلاة العيدين، وصلاة الكسوف، وأمّا المطلقة فهي أي صلاة تؤدى في أي وقت تقربًا لله تعالى كصلاة القيام.^[٦]

المراجع

1. ↑ "النوافل...معناها...وثمرتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
2. ↑ " الحكم التكليفي لأداء السنن الرواتب:"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} " السنن الراتبة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
4. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:9494، صحيح.
5. ↑ "فَضْلُ صَلاةِ التَّطوُّعِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب} "أنـواع ومـراتـب السنـن والـنـوافـل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
7. ↑ "باب صلاة التطوع السنن الراتبة"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.