الفرق بين القضاء والقدر

كتابة:
الفرق بين القضاء والقدر

الفرق بين القضاء والقدر

تنوعت آراء العلماء في تحديد الفرق بين القضاء والقدر؛ فهناك من قال بإنّه لا فرق بينهما، وإن الاثنين لهما نفس المعنى، والبعض الآخر قال إنّه هناك فرق بينهما؛ حيث إنهم قالوا بإنّ القضاء هو ما قضى به الله سبحانه وتعالى في خلقه من إيجاد أو إعدام أو تغيير، بينما القدر هو تقدير الله سبحانه وتعالى للأمور منذ الأزل.[١]

إن الله سبحانه وتعالى قدّر حدوث الشيء في وقته المناسب، وهذا هو القدر، بينما يعد حدوث الشيء قضاء؛ أي أن القدر: هو تقدير للشيء قبل قضائه، والقضاء هو الفراغ من الشيء، لذا فهنالك فرق بين القضاء والقدر كما أشرنا سابقاً.[٢]

مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

للإيمان بالقضاء والقدر أربع مراتب، نبينها على النحو الآتي:[٣]

  • المرتبة الأولى:

الإيمان بأنّ الله عالم بكلّ شيء؛ ما كان وما سيكون، فقد جاء في قوله تعالى: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)،[٤] وبهذا يتبين لنا أن الله تعالى قادر على كل شيء وبيده كل شيء.

  • المرتبة الثانية:

الإيمان بأن الله تعالى كتب قدّر كل شيء منذ خلق الكون إلى أن يأتي قيام الساعة في اللوح المحفوظ، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ).[٥]

وروى عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٦]

  • المرتبة الثالثة:

الإيمان بمشيئة الله تعالى وقدرته على جميع مخلوقاته؛ فإنّ الله إذا شاء حدوث شيء قال له كن فيكون، وإذا لم يشأ فلن يكون؛ قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).[٧]

  • المرتبة الرابعة:

الإيمان بأنّ الله تعالى خالق كل شيء، وأنه خلق الكون وحده، بما يتضمن ذلك من خلق للعباد وأفعالهم وآجالهم وأرزاقهم، وألا رب سواه -سبحانه وتعالى-، كما جاء في قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ).[٨]

منزلة الإيمان بالقدر في الدين

يعد الإيمان بالقدر من أركان الإيمان؛[٩] حيث ذُكر القدر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)،[١٠] وعندما سأل جبريل -عليه السلام- الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان أجاب: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).[١١]

ومما يبن أهمية الإيمان بالقدر الأمور الآتية:[١٢]

  • الإيمان بالقدر يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى؛ حيث إنّ الإنسان يوكل جميع أمور حياته لله سبحانه وتعالى.
  • الإيمان بالقدر يحقق السعادة في الحاضر والطمأنينة لما يخبؤه المستقبل.
  • الإيمان بالقدر يطمئن المؤمن بأنّ كل ما يحدث في هذا الكون له حكمة من الله تعالى.
  • الإيمان بالقدر يعين المسلم على الرضا؛ إذ إن كل شيء وقع بأمر الله تعالى وعلمه.
  • الإيمان بالقدر يعلم الإنسان بأنّ كلّ ما يصيبه مقدّر من الله تعالى.


المراجع

  1. د. عبد المجيد بن محمد الوعلان، عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عند السلف وأثرها على المؤمن، صفحة 4. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين (1421)، كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 1)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 243. بتصرّف.
  3. عبد الله بن سليمان الغفيلي (1998)، كتاب ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف (الطبعة 1)، السعودية:دار المسير، صفحة 609-611. بتصرّف.
  4. سورة الطلاق، آية:12
  5. سورة يس، آية:12
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2653 ، صحيح.
  7. سورة التكوير، آية:29
  8. سورة الزمر، آية:62
  9. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 221.
  10. سورة الأحزاب، آية:38
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عرم بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  12. أحمد بن علي الزاملي، كتاب الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية، صفحة 522. بتصرّف.
5600 مشاهدة
للأعلى للسفل
×