الفرق بين اللهو واللعب في القرآن

كتابة:
الفرق بين اللهو واللعب في القرآن

مفهوم اللهو واللعب

اللهو في اللغة هو مصدر للفعل لَهَا، يلهُو، وهو ما يشغل الإنسان ويلعب به، كالطرب والهوى وما شابههما، وقد وردتْ كلمة اللهو في القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة لقمان: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}،[١] أي اللهو هو كلُّ ما يأكل الوقت ولا ينفع المرء في شيء،[٢] أمَّا اللعب فهو مصدر للفعل لعب، يلعب، وهو عكس الجِد، وهو أن يعمل الإنسان عملًا لا نفع فيه ولا فائدة، واللعب واللهو مقتربان في المعنى اللغوي، ذكرهما الله تعالى في قوله في سورة العنكبوت: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}،[٣] وفي هذا المقال سيتم إظهار الفرق بين اللهو واللعب في القرآن.[٤]

الفرق بين اللهو واللعب في القرآن

في الحديث عن الفرق بين اللهو واللعب في القرآن، يمكن القول إنَّ أحد الفروق بين اللهو واللعب هو أنَّ كلُّ شغل في هذه الحياة يكون فرضًا، يُجبر فيه المكلَّف على الإعراض عن غيره، ومن أقبل على الباطل وجب عليه أن يعرض عن الحق تمامًا، وهنا يمكن القول إنَّ الإقبال على الباطل هو اللعب، أمَّا الإعراض عن الحق فهو اللهو، ولهذا الدنيا لعب أي أنَّها إقبال على الباطل،[٥] وجاء في الفرق بين اللهو واللعب أنَّ اللهو هو: "صرف الهم بما لا يحسن أن يُصرف به"، أمَّا اللعب فهو "طلب الفرح بما لا يحسن أن يطلب به"، واللهو هو "الميل عن الجد إلى الهزل" واللعب هو "ترك ما ينفع بما لا ينفع"، وقال العسكري في الفرق بين اللهو واللعب: "الفرق بين اللهو واللعب: أنه لا لهو إلا لعب، وقد يكون لعب ليس بلهو؛ لأنَّ اللعب يكون للتأديب، ولا يقال لذلك لهو، وإنّما اللهو لعب لا يعقب نفعًا، وسُمِّي لهوًا؛ لأنَّه يشغل عما يعني، من قولهم: ألهاني الشيء، أي: شغلني، ومنه قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}،[٦]" والله تعالى أعلم.[٧]

تفسير آية "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب"

بعد التفصيل في الفروق بين اللهو واللعب في القرآن الكريم، سيتم تفسير الآية القرآنية التي ذكر الله تعالى فيها اللهو واللعب معًا، وهي قول الله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}،[٣] ومعنى ما هذه الدنيا إلى لهو ولعب؛ أي أنَ هذه الحياة كلُّها التي تمتع بها المشركون، ما هي إلَّا أشياء يلهو بها المرء ويلعب، وأنَّ نعيمها وجاهها سيزول ويضحمل لا محالة، فقد قيل: "الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها"، ويقول الطبري في تفسير هذه الآية: "إلا تعليل النفوس بما تلتذ به، ثم هو منقض عن قري ، لا بقاء له ولا دوام"، أمَّا في قوله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}،[٣] فقد جاء في تفسير الطبري: "وإنَّ الدَّار الآخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها"، والله تعالى أعلم.[٨]

المراجع

  1. سورة لقمان، آية:6
  2. "تعريف و معنى لهو في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، 2020-05-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت سورة العنكبوت، آية:64
  4. "تعريف و معنى اللعب في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، 2020-05-10. بتصرّف.
  5. "التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب"، islamweb.net، 2020-05-10. بتصرّف.
  6. سورة التكاثر، آية:1
  7. "وقفات مع قوله تعالى: ألهاكم التكاثر"، kalemtayeb.com، 2020-05-10. بتصرّف.
  8. "تفسير الطبري"، islamweb.net، 2020-05-10. بتصرّف.
4210 مشاهدة
للأعلى للسفل
×