الفرق بين المقابلة والطباق

كتابة:
الفرق بين المقابلة والطباق


الفرق بين الطباق والمقابلة من حيث التعريف

يقصد بالطباق ذكر اللفظ وعكسه، أي الجمع بين الشيء ونقيضه، وقد يأتي على صور متعددة في الجمل، فقد يكون الطباق بين اسمين كما في قوله تعالى: (هو الأول والآخر)،[١]وقد يأتي بذكر فعلين اثنين كما في قوله تعالى: (هو أضحك وأبكى)،[٢]وثالثهما أن يأتي بصورة حرفين، مثل: (يوم لك، ويوم عليك).[٣]


أمّا المقابلة فهي ذكر كلمتين أو أكثر تتوافقان في المعنى ثم الإتيان بكلمتين تقابلهما تُظهِران عكس المعنى، الأمر الذي لا يقتصر على ذكر لفظة واحدة بل يتعدى ذلك وصولا إلى كلمتين تقابلهما كلمتان،[٤] مثال ذلك: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)، كما تظهر المقابلة في قوله تعالى:[٥] (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).[٥]


الفرق بين الطباق والمقابلة من حيث الاستخدام

يعود استخدام الطباق في الكتابة إلى ذكر مفردة ونقيضتها، حيث يقسم هذا الأسلوب البديعي إلى عدة أقسام، كالآتي:[٦]

  • طباق إيجاب

في هذا النوع لا يستخدم أسلوب النفي، ويُكتفى بذكر كلمة ضد كلمة، مثال ذلك: جميل وقبيح، عالِم جاهل، وعلى هذا المنوال، ومن أمثلته المذكورة في القرآن الكريم، قوله تعالى: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات).[٧]

  • طباق سلب

هو طباق يستخدم فيه أسلوب النفي، فيتم ذكر الشيء ونقيضه بنفيه وإلغائه دون التصريح بعكس الكلمة لفظا صريحا، مثال ذلك: (يسافر، لا يسافر)، وكما في قول امرئ القيس: [٨]

جزعت ولم أجزع من البين مجزعا

وعزيت قلبي بالكواهب مولعا.
  • إيهام التضاد

هو ذكر نقيض الشيء بطريقة غير مباشرة ، بل يتحقق التوهم في ذلك، ويعني ذلك أن الكملة المعنية لا تعني الضد، بل هي تقرب صورة عكسية للمعنى الأول، ومثال ذلك قول الشاعر:

يُبدي وشاحا أبيضا من سيبِه

والجَوقد لبِس الوشاح الأغبرا

فكلمة (الأغبرا) لا تعد نقيضة لكلمة ( أبيضا) إلا أنها حققت التوهم بذلك؛ ويعود ذلك بسبب التناقض بين الأبيض الذي يدل على الصفاء والنقاء، وعكسه الأغبر الذي يحمل معنى مغايرا له.


وتختلف المقابلة عن الطباق في عدد الكلمات في الجملة، فتقسم المقابلة إلى عدة أقسام، كالآتي:[٩]


  • مقابلة كلمتين بكلمتين

مثال ذلك في قوله تعالى:[١٠](فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) إذ تم اسخدام ( فليضحكوا، وليبكوا)، و(قليلا، كثيرا).[١٠]


  • مقابلة ثلاثة كلمات بثلاثة

ومثال ذلك قول الشاعر:[١١]

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا

وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
  • مقابلة أربعة بأربعة

يكون ذلك باستخدام أربع مفردات لكل واحدة معنى مقابل لها، مثل قول أبي تمام: [١٢]

يا أمة كان قبح الجور يسخطها

دهرا فأصبح حُسن العدل يرضيها.
  • مقابلة خمسة بخمسة

مثال ذلك قول الشاعر:

بواطئ فوق خَد الصبح مشتهر                        

وطائر تحت ذيل الليل مكتتم

حيث حدثت المقابلة في هذا البيت بـ(الواطئ) هو الماشي على الأرض، و(الطائر) هو المحلق في السماء، وبين (فوق وتحت)، وكلمتي (خد وذيل) لما فيهما معنى معاكس من العلو والانخفاض، و(الصبح والليل)، و(مشتهر ومكتتم).

  • مقابلة ستة بستة

مثال ذلك قول الصاحب شرف الدين الأربلي:[١٣]

على رأس عبد تاج عو يزينه

وفي رجل حر قيد ذل يشينه.



ملخص القاعدة

إن الفرق بين قاعدتي الطباق والمقابلة يعود إلى عدد الكلمات المطابقة في الجملة الواحدة؛ حيث يكون الطباق أقل عدداً فيذكر كلمة واحدة مع نقيضتها؛ ويعني ذلك أن المقابلة هي مجموعة من مفردات الطباق التي تذكر الشيء وعكسه، فإذا تمّ وضع كلمتين أو أكثر ينتقل الوصف من الطباق إلى المقابلة.


المراجع

  1. سورة الحديد، آية:3
  2. سورة النجم، آية:43
  3. أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 303. بتصرّف.
  4. جلال الدين محمد القزويني، التلخيص في علوم البلاغة، صفحة 352. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سورة الأعراف، آية:157
  6. عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 79. بتصرّف.
  7. سورة الفرقان، آية:70
  8. "جزعت ولم أجزع من البين مجزع"، الديوان.
  9. عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 87-88. بتصرّف.
  10. ^ أ ب سورة التوبة، آية:82
  11. "ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا"، الديوان.
  12. "شبكة شعر"، شبكة شعر. بتصرّف.
  13. "أرأيت رب التاج في"، الديوان. بتصرّف.
5987 مشاهدة
للأعلى للسفل
×