الفرق بين ظرف الزمان والمكان واسم الزمان والمكان

كتابة:
الفرق بين ظرف الزمان والمكان واسم الزمان والمكان


ما الفرق بين ظرف المكان والزمان واسم المكان والزمان؟

يُخلَط كثيرًا بين ظروف الزمان والمكان وأسماء الزمان والمكان؛ لتشابه أوزانها في اللغة العربية، ونستعرض أدناه الفرق بين كلٍّ منهم من حيث المفهوم الاشتقاق والدّلالة والإعراب.

الفرق بينهما من حيث المفهوم

يقعُ الظرف يقع في قسمين: ظرف الزمان؛ ويدلّ على الزمن أو الوقت الذي وقع فيه الفعل أو الحدث، مثلًا: صباحًا، ليلًا، ظهرًا، وغيرها،[١] أما القسم الثاني فهو ظرف المكان الذي وقع فيه الفعل أو الحدث، مثل: أمامَ، وراءَ، خلفَ، وغيرها.[٢]


وتُقسم الظّروف في اللغة العربية إلى ظروف مبنيّة وظروف معربة، تتخذ الظروف المبنية دائمًا حركة إعرابية واحدة، إمّا الضم أو الكسر أو السكون، أما الظروف المعربة، فتتخذ حركة النصب إلّا في حالات تعرب فيها حسب سياق وجودها في الجملة.[٣]


أمّا اسمَا الزّمان والمكان هما اسمان مشتقّان، أيْ يتمّ اشتقاقهما من الفعل الثلاثيّ وغير الثلاثيّ، ويدلّ اسم الزمان على وقت وقوع الفعل، أما اسم المكان فيدل على مكان حدوثه، ويُشتق اسم الزمان من الفعل الثلاثيّ على أوزان متعدّدة مثل "مَفعَل" و"مَفعِل"، أمّا من غير الثلاثيّ فيُصاغ على أوزان أخرى مقترنة بالفعل المضارع بالجملة.[٤]


أمّا اسم المكان فيُشتق بالطريقة عينِها التي يشتقّ بها اسم الزمان، وتجدر الإشارة هنا إلى عدم الخلط بين اسم الزمان واسم المكان؛ لتشابههما في الوزن أحيانًا، ويمكن الانتباه إلى الفرق بينهما من خلال سياق الجملة أو النصّ.[٤]

الفرق بينهما من حيث الاشتقاق

يكمن الفرق بين ظرف المكان والزمان واسم المكان والزمان، في كون ظروف الزمان والمكان أسماء جامدة أي لا يمكن اشتقاقها من فعل، كما لا يوجد تصريفات لها، مثل "حين"، و"صباح"، و"مساء"، و"ساعة"، و"سنة"، و"أمس"، و"حيث"، و"دون"، و"تحت"، و"فوق" وغيرها.[٥]


في حين تأتي أسماء الزمان وأسماء المكان مشتقة من فعل، ويمكن تصريفها وفقًا للفعل، ومثال على ذلك "جلَس، مَجلِس"، و "وعَد، موعِد"، و"ذهَب، مذهَب"، و "سعَى، مسعَى"، و "يَستخرِج، مُستخرَج"، و "يُدحرِج، مُدحرَج"، و "يُسافِر، مُسافَر" وغيرها.[٥]

الفرق بينهما من حيث الدلالة

يدلّ اسما الزمان والمكان على الحدث والزمان والمكان معًا، في حين يدلّ ظرفا الزمان والمكان على الزّمن فقط، ومن هنا كان ثَمّ فرق بين ظرفي الزمان والمكان واسمَي الزمان والمكان.[٦]

الفرق بينهما من حيث الإعراب

قد تُبنى ظروف الزمان والمكان على حركة واحدة مثل الضم، مثل "حيثُ، ومنذُ"، والسكون مثل "إذ، مذ"، والفتح مثل "أيانَ، هناكَ"، وقد تعرب وفقًا لكونِها ظروفًا مبهمة؛ أي تدلّ على مقدار واتجاه، أو ظروفًا مختصّة تدل على دلالة معينة، وتُعرب الظروف المبهمة والمختصة بعلامة النصب، وهي الفتحة أو تنوين الفتح، أمّا اسما الزمان والمكان فيُعربان حسبما يَرِدان في الجملة، وليس لهما إعرابٌ ثابت محدّد.[٧]

المراجع

  1. الخطيب الشربيني، نور السجية في حل ألفاظ الآجرومية، صفحة 147. بتصرّف.
  2. الخطيب الشربيني، نور السجية في حل ألفاظ الآجرومية، صفحة 149-150. بتصرّف.
  3. د رسمي علي عابد، مهارات التطبيقات النحوية و اللغوية، صفحة 260. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن الحاجب، مجموعة الشافية في علمي التصريف والخط، صفحة 311. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أبو إسحاق الشاطبي، شرح الشاطبي لألفية ابن مالك، صفحة 161-167. بتصرّف.
  6. خالد الأزهري، حاشية القليوبي على شرح الازهرية للشيخ خالد الأزهري، صفحة 728-729. بتصرّف.
  7. محمد عليّ أبو العباس، الإعراب الميسر: دراسة في القواعد والمعاني والإعراب تجمع بين الأصالة والمعاصرة، صفحة 71. بتصرّف.
5733 مشاهدة
للأعلى للسفل
×