محتويات
الفرق بين واو الحال وواو الاستئناف
واو الحال وهي الواو التي تأتي بعدها جملة توضّح الحالة التي تمّ فيها الفعل، وغالباً ما تكون جملةً اسمية.[١]أما واو الاستئناف فهي من حروف الاستئناف، تأتي بعدها جملةٌ لا علاقة لها بما قبلها لا في المعنى ولا في الإعراب.[٢]
أمثلة على واو الحال وواو الاستئناف
فيما يأتي بعض الأمثلة التي توضح الفرق بين واو الحال وواو الاستئناف:
أمثلة على واو الحال
- قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"[٣]. نلاحظ هنا أن ما بعد الواو جاء موضحاً للحالة التي يجب على المؤمنين عدم الصلاة فيها.[٤]
- قال تعالى على لسان إخوة يوسف: "قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ"[٥] نلاحظ هنا أن ما بعد الواو جاء موضحاً للحالة التي كان عليها إخوة يوسف.
- قال تعالى: "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت" [٦] نلاحظ هنا أن ما بعد الواو جاء موضحاً للحالة التي خرجوا بها من ديارهم.
- قولُ جميل بثينة:[٧]
أَشَوقاً وَلَمَّا تَمضِ بي غير ليلةٍ
:::رُوَيدَ الهَوَى حَتّى لِغبِّ لياليا
نلاحظ هنا أن ما بعد الواو جاء موضحاً للحالة التي يستنكر فيها جميل بثينة حدوث الشوق.
أمثلة على واو الاستئناف
- قال تعالى: "هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون"،[٨] نلاحظ هنا أن الأجل الذي ذكره تعالى بعد واو الاستئناف لا علاقة له بالأجل الذي ذكره قبلها.
- قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى"[٩]. نلاحظ هنا أن إقرار الله لما في الأرحام الذي ذكره بعد واو الاستئناف غير مرتبط بذكر مراحل خلق الإنسان التي ذُكرت قبل الواو.
- قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّه"[١٠]. نلاحظ هنا أن تعليم الله عز وجل لعباده الذي ذكره بعد واو الاستئناف لا علاقة له بأمرهم بالتقوى الذي جاء قبل الواو.
ملخص الفروق بين واو الحال وواو الاستئناف
يمكن تلخيص هذه الفروقات على النحو الآتي:[١][١١]
- واو الحال يتعلق ما بعدها بما قبلها من خلال توضيح الحالة التي تم خلالها الفعل، أما واو الاستئناف فلا علاقة لما بعدها بما قبلها.
- واو الحال غالباً ما يأتي بعدها جملة اسمية، أو جملة فعلية مبدوءة بفعل مضارع منفيّ، أما واو الاستئناف فيأتي بعدها جمل اسمية وفعلية على حدّ سواء.
- يمكن تمييز واو الحال أيضاً بإمكانية استبدالها ب"إذ" الظرفية، فنقول مثلاً: "جئتُ والشمسُ تغيب" ونستبدل الواو ب "إذ": جئتُ إذ الشمسُ تغيب" ونلاحظ بأن المعنى بقيَ سليماً، وهذا لا يستقيم مع واو الاستئناف.
المراجع
- ^ أ ب بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي، كتاب الجنى الداني في حروف المعاني، صفحة 164. بتصرّف.
- ↑ بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي، كتاب الجنى الداني في حروف المعاني، صفحة 163. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:43
- ↑ عاطف فضل، كتاب النحو الوظيفي، صفحة 388. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:14
- ↑ سورة البقرة، آية:243
- ↑ جميل بثينة، "أشوقا ولما تمض بي غير ليلة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
- ↑ سورة الأنعام، آية:2
- ↑ سورة الحج، آية:5
- ↑ سورة البقرة، آية:282
- ↑ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية الجزء الثالث، صفحة 103. بتصرّف.