الفطام عن الرضاعة

كتابة:
الفطام عن الرضاعة

الفطام عن الرضاعة

تُعدّ الرضاعة الطبيعية من أهم المراحل التي يمر بها الطفل؛ إذ إنّها الرابط الأقوى بين الأم والطفل، وهي الطريقة التي من خلالها يبدأ شعور الطفل بأمه، وللرضاعة الأثر الجسمي والنفسي على الطفل، لأنها تعمل على بناء الجسم بالطريقة الصحيحة؛ لأن حليب الأم يحتوي على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الطفل للنمو، كما أنّها توفر التروية للطفل، كما يُساعد الطفل على مقاومة العدوى والمرض حتى في المراحل المتقدمة من العمر، بالإضافة إلى الدور النّفسي الذي تقدمه الرضاعة للطفل وللأم؛ إذ يتعمق شعور الأم بالحب والارتباط بطفلها، ويزداد شعور الطّفل بالأمان، والراحة النّفسية، والدفء.[١]

ومرحلة الرضاعة تلي مرحلة الولادة مباشرةً، ومع مرور الوقت يُفطَم الطفل عن الرضاعة، فالفطام هو المرحلة التي يُجرى خلالها وقف إرضاع الطفل من حليب الأم، وتُطلق التسمية أيضًا عند إيقاف استخدام الزجاجة لشرب الحليب؛ إلّا أنّ المصطلح غالبًا ما يُقصد به التوقف عن الرضاعة الطبيعية.[٢]


التوقيت المناسب للفطام عن الرضاعة

تُجرى عملية الفطام تدريجيًا؛ إذ تحتاج إلى التروي والصبر من الأم والطفل، وتُوصي الجهات المختصة بمرحلة الطفولة باستمرار الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الشهور الست الأولى من عمر الرضيع، ثم إدخال الطعام المسموح به لهذا العمر بالتزامن مع الرضاعة الطبيعية حتى عمر السنة، ثم يُمكن إبدال الرضاعة الطبيعية بالحليب البقري، أمّا منظمة الصحة العالمية فتوصي بالرضاعة الطبيعية حتى عمر السنتين.[٣] وعمومًا تختار الأم فطام طفلها في توقيت مُعين، إمّا لأسباب تتعلق بالطفل أو لأسباب تتعلق بها، وذلك كالآتي:

  • الفطام بسبب الطفل: يُظهر الطفل بعض العلامات المُشيرة إلى استعداده للفطام، ومن أهمها ما يأتي:[٢]
    • فقدان الاهتمام والتعلق بالرضاعة بعد إدخال الطعام إلى نظامه الغذائي، خاصّةً في عمر السنة بعد تناول مُختلف أنواع الطعام، وقدرته على استخدام الكوب.
    • عندما تصبح حركة الطفل سهلة ويزداد نشاطه يفقد الصبر على الرضاعة من الأم، ولا يفضل الجلوس لفترات طويلة للرضاعة.
    • تشتت انتباه الطفل أثناء الرضاعة.
  • الفطام بسبب الأم: قد تقرر الأم فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية دون ظهور أي علامات على الطفل تدل على استعداده للفطام لعدة أسباب، منها ما يأتي:[٢][٤]
    • حاجة الأم للعودة إلى العمل، فتضطر لفطام الطفل عن الرضاعة.
    • عدم كفاية الحليب في الثدي.
    • مخاوف متعلقة بنمو الطفل.
    • الشعور بالألم عند الإرضاع، أو حدوث التهاب الثدي.
    • حدوث حمل جديد.
    • بروز الأسنان عند الطفل المؤذية للأم أثناء الرضاعة.

إذا اختارت الأم توقيتًا لا تظهر على طفلها فيه علامات الاستعداد للفطام، فعليها التدرج بهذه الخطوة، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا وصبرًا من الأم والطفل، ويعتمد ذلك أيضًا على عمر الطفل، وكيفية تحضيره للتغيير. [٢]


أسباب تأخير الفطام

توجد أوقات معينة ليس من الجيد خلالها بدء الفطام، ويفضل تأخير الفطام فيها؛ وهي:[٥]

  • وجود قلق يتعلق بمسببات الحساسية، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من الحساسية الغذائية، فيجب التفكير في تأخير الفطام إلى أن يبلغ الطفل سنة؛ إذ وجد أنّ تعريض الطفل لمسببات الحساسية أثناء الرضاعة الطبيعية، قد تُقلل من خطر الإصابة بالحساسية.
  • إذا كان الطفل ليس على ما يرام، وإذا كان يعاني من مرض ما، فيجب تأجيل الفطام حتى يشعر بتحسن، وقد يؤجل الفطام أيضًا إذا لم تكن الأم على ما يرام.
  • تجنب بدء الفطام في وقت حدوث تغيير كبير، مثل؛ انتقال العائلة، أو تغير وضع رعاية الطفل، فيفضل تأجيل فطام الطفل لوقت أقلّ توترًا.
  • إذا كان الطفل يعاني من عملية الفطام، فتجب المحاولة مرة أخرى خلال شهر أو شهرين.


خطوات الفطام عن الرضاعة

يُعدّ الفطام التدريجي على عدة أسابيع أو أشهر الخيار الأفضل دائمًا، ويُمكن فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية باتباع الخطوات الآتية:[٦]

  • تقديم الكوب للطفل بدلًا من الزجاجة؛ إذ إنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا، يستطيعون تعلم استخدام الكوب بسهولة حتى بعمر الستة أشهر.
  • الاكتفاء باستبدال رضعة واحدة من حليب من الأم يوميًا بالحليب الصناعي، ويفضل أن تكون في التوقيت الذي لا يؤثر على الطفل أو في الوقت غير المحبب له بالرضاعة، ثم استبدال رضعات أخرى من حليب الأم في أوقات مختلفة من النهار بالحليب الصناعي، مع ضرورة إعطاء الوقت الكافي بين تقليل عدد مرات الرضاعة، وتستمر الأم على هذه الوتيرة حتى فطام الطفل التام.
  • قد تلجأ بعض الأمهات إلى الفطام الجزئي، باستبدال رضعة أو أكثر خلال اليوم بحليب صناعي، سواءً بالكوب أو بالزجاجة، وفي هذه الحالة يجب متابعة وزن الطفل باستمرار.
  • الانتباه للإشارات التي تعطيها الأم للطفل، فإذ كانت تجلس على الكرسي ذاته أثناء الرضاعة الطبيعية للطفل، فيُفضَل تجنُّب الجلوس عليه أثناء عملية الفطام.


نصائح للفطام عن الرضاعة

توجد بعض النصائح التي قد تُساعد الأم في مرحلة الفطام لتسهيل العملية ومواجهة بعض المشكلات التي قد تظهر، من أهمها ما يأتي:[٣][٢]

  • إشراك الطفل ببعض الأنشطة؛ كاللعب في الخارج في أوقات الرضاعة لطبيعية له.
  • زيادة الارتباط بالطفل والإكثار من احتضانه، حتى لا يفتقد الحنان، ويشعر أنّ الفطام سيحرمه من حضن الأم، وإعطائه الكثير من الاهتمام.
  • محاولة تغيير الروتين اليومي للأم، ممّا يُؤدي إلى انشغال الأم بالأعمال الأخرى أثناء أوقات الرضاعة الطبيعية.
  • تقصير وقت جلسات الرضاعة الطبيعة تدريجيًا.
  • وضع قطرات قليلة من حليب الأم على شفتي الطفل ولسانه قبل وضع حلمة زجاجة الرضاعة داخل فمه.


علامات استعداد الطفل للفطام

بعض الأطفال راضون عن الرضاعة الطبيعية إلى أجل غير مسمى، لكنّ آخرين يُعطون أدلة على استعداد الأمهات لبدء عملية الفطام؛ مثل:[٣]

  • يبدو الطفل غير مهتم أو مهتاجًا عند الرضاعة.
  • الرضاعة في جلسات أقصر من ذي قبل.
  • التشتت أثناء الرضاعة.
  • اللعب بالثدي، مثل؛ الشد، أو التوقف باستمرار عن الرضاعة، أو العض.
  • الرضاعة للراحة، مثل؛ مص الثدي دون إخراج الحليب.


المراجع

  1. "Breastfeeding your baby", www.pregnancybirthbaby.org.au,09-2018، Retrieved 11-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Darienne Hosley Stewart, "Weaning: When and how to stop breastfeeding"، www.babycenter.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Madhu Desiraju (10-2018), "Weaning Your Chil"، kidshealth.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  4. "Weaning from the breast", Pediatric Child Health, 2004, Issue 4, Folder 9, Page 250. Retrieved 11-11-2019. Edited.
  5. "Infant and toddler health", www.mayoclinic.org,19/2/2019، Retrieved 11/5/2019. Edited.
  6. "Weaning your child from breastfeeding", www.ncbi.nlm.nih.gov,-04-2004، Retrieved 11-11-2019. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×