على الرغم من ان الاطفال في ايامنا يستطيعون الكتابة على لوحة المفاتيح بأعين مغمضة , الا ان الكتابة اليدوية هي مهارة صحية بشكل اكبر. ليس فقط كونها تقوم بتطوير الدماغ، بل يمكنها ايضا تحسين التحصيل العلمي وتقوية الثقة بالنفس. متى وكيف يمكن تحويل الكتابة على لوحة المفاتيح الى الكتابة بالقلم والدفتر.
يقوم الاطفال بإرسال الرسائل النصية القصيرة (SMS), يضغطون ويكتبون على لوحة مفاتيح الحاسوب اليوم اكثر من اي وقت مضى , وهكذا يتبقى لهم القليل من الوقت والرغبة للتخصص بالمهارة القديمة الطراز التي تدعى الكتابة اليدوية. اذا هل تستبدل الكتابة اليدوية ، الكتابة على لوحة المفاتيح وارسال الرسائل القصيرة ,هل ستصبح من اللبنات الأساسية للتعليم ؟ من غير المرجح. الايجابيات التي تتخلل إمساك وتحريك قلم الحبر او قلم الرصاص هي اهم بكثير من الاتصالات. أظهرت الدراسات ان الكتابة اليدوية تزيد من نشاط الدماغ , تصقل المهارات الحركية الدقيقة , ويمكن التنبؤ بالنجاح الأكاديمي للطفل بطرق لا تستطيعها الكتابة على لوحة المفاتيح.
"بالنسبة للأطفال , الكتابة اليدوية مهمة جدا. لا يهم مدى أجادهتم لها , ولكن واقع ممارستهم الفيزيائية لها والتمرن عليها" , تقول كارين هرمن جيمس , استاذة في قسم علم النفس وعلم الاعصاب في جامعة إنديانا " الكتابة على لوحة المفاتيح ليس لها ذات التأثير" .
كيف تقوم الكتابة اليدوية بوضع بصماتها ؟
في الدراسة التي اجريت في جامعة انديانا , وجدوا انه بعد اربعة اسابيع من التدريب, الاطفال الذين تدربوا على الكتابة اليدوية اظهروا نشاط دماغ مماثل للموجود لدى شخص بالغ , نقلا عن جيمس , الباحثة الرئيسية للدراسة. كما حسنت ممارسة الكتابة اليدوية قدرة التعرف على الأحرف , وهي الدليل رقم واحد على القدرة على القراءة في سن الخمس سنوات.
الكتابة اليدوية هي اكثر سرعة. الباحثون الذين اختبروا طلاب من صفوف بمراحل الثاني , الرابع والسادس وجدوا ان الاطفال ذوي قدرة على كتابة مقالات اكثر ابداعا - وبسرعة اكبر- لدى كتابتهم يدويا باستخدام القلم وليس بواسطة الكتابة على لوحة المفاتيح. بالإضافة الى ذلك , طلاب صفوف الرابع والسادس قاموا بكتابة جمل تامة اكثر لدى استخدامهم القلم - وفقا للدراسة التي اجرتها فرجينيا برينجر , بروفيسورة في علم النفس التربوي في جامعة واشنطن المختصة بتطوير الكتابة العادية وعلاج الاطفال الذين يعانون من اضطرابات في الكتابة. كما اظهرت الدراسة ان كتابة الرسائل باليد تتطلب من الدماغ التفكير بشكل مختلف من الضغط على لوحة المفاتيح.
نقلا عن كاتيا فيدر , اخصائية العلاج الوظيفي من مدرسة اعادة التأهيل في جامعة أوتاوا, كندا , "الكتابة اليدوية مفيدة للذاكرة . اذا قام الشخص بكتابة قائمة او ملاحظة لنفسه - ثم اضاعها - على الارجح انه سينجح في تذكر ما كتبه اكثر مما لو قام فقط بحفظها عن ظهر قلب " .
الكفاءة في الكتابة اليدوية تخلق الثقة. كلما قمنا بممارسة مهارة مثل الكتابة اليدوية بشكل اكبر فإن استخدام هذه المهارة يتحسن ويتطور حتى تصبح مهارة تلقائية. بمجرد اتقان الطفل للمهارة , يمكنه التركيز على الموضوع وليس القلق حول كتابة الاحرف.
تقوم الكتابة اليدوية بتنشيط دوائر كهربائية مختلفة في الدماغ مقارنة مع الكتابة على لوحة المفاتيح. اللمس , التوجيه والضغط على القلم او قلم الرصاص ترسل اشارات الى الدماغ. وعملية الكتابة اليدوية المتكررة " تتخلل مهارات حركية مختلفة في الدماغ" وفقا لفيدر. " كلما قام الاطفال بممارسة الكتابة اكثر , تترسخ المهارة بشكل افضل. ولكن اذا كانوا يكتبون بطريقة سيئة , عندها سيعانون من ضعف المهارات, وعندها يجب العودة لإصلاح الضرر" كما تقول فيدر.
يمكن للتكنولوجيا ان تساعد في بث الحياة لممارسة هذه المهارة. تطبيقات الكتابة اليدوية التي تسمح لمستخدميها بخربشة الملاحظات على شاشة اللمس وليس على الاوراق قد تكون اداة مفيدة. يعمل الباحثون حاليا على ايجاد برامج للمساعدة في تحسين ادوات الكتابة اليدوية.
اقرؤوا ايضا...
|