محتويات
ضوابط اللباس الشرعي للمرأة في المنزل أمام محارمها
يرتبط الحديث عن ضوابط لباس المرأة أمام محارمها مع الحديث عن عورة المرأة أمام محارمها؛ وهي كل شيء ما عدا مواضع الوضوء،[١] لكن نبين تفصيل ذلك فيما يأتي:[٢]
- إنّ نظر المحارم إلى المرأة كنظر المرأة إلى المرأة، لذا يُراعى في اللباس أن يغطّي ما بين السرة والركبة ابتداءً، فلا بأس أن يظهر الرأس أو الرقبة أو القدم والساق والذراع.
- يجب أن يراعى في لباس المرأة المسلمة أمام محارمها أن لا يكون لباساً قصيراً، وبالقصير هنا نعني أقصر من الركبة.
- أن لا يكون لباسها ضيقاً يُظهر ما تحته من العورات.
- أن لا يكون لباسها شفافاً، لأنّ العورة قد تظهر معه.
من هم محارم المرأة
محارم المرأة من النسب
ورد ذكر محارم المرأة من النسب في القرآن الكريم، إذ قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)،[٣] فمحارمها من النسب من خلال الآية هم:
- الآباء؛ ويدخل الأجداد من جهة الأم أو الأب في حكمهم.
- آباء الأزواج.
- الأبناء أو أبناء الأزواج، ويدخل الأحفاد وأولادهم في حكمهم.
- الإخوة الذكور الأشقاء، أو الإخوة الذكور لأب أو لأم وأولادهم.
- أبناء الإخوة والأخوات.
ويعد الأعمام والأخوال من المحارم، وإن كانت الآية لم تذكرهم، وقد اتفق العلماء على ذلك استشهاداً بحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ أفْلَحَ، أخَا أبِي القُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، وهو عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أنْ نَزَلَ الحِجَابُ، فأبَيْتُ أنْ آذَنَ له، فَلَمَّا جَاءَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبَرْتُهُ بالَّذِي صَنَعْتُ فأمَرَنِي أنْ آذَنَ له).[٤]
محارم المرأة من الرضاع
لم تتطرق الآية إلى ذكر ما يتعلّق بالتحريم بالرضاع، لكن العلماء قد أجمعوا على أنهم من المحارم، كما يدل حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عليه، ويؤيد هذا أيضاً القاعدة الفقهية الشهيرة: "يحرم بالرضاع ما يحرم بالنسب".[٥]
حديث عن لباس المرأة المسلمة وعورتها
ورد في لباس المرأة المسلمة مجموعة من الأحاديث العامة التي لا تتعلق بلباسها أمام المحارم على وجه التخصيص، ونذكر منها ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا)،[٦]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت أبي بكر: (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجهِهِ وَكَفَّيهِ).[٧]
المراجع
- ↑ حسن أبو الأشبال الزهيري، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للألكائي، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ دار القاسم، لباس المرأة عند المرأة وعند محارمها، صفحة 5-13. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:31
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5103، صحيح.
- ↑ خليل بن إسحاق الجندي، التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2128، صحيح.
- ↑ رواه صحيح أبي داود، في الألباني، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4104، صحيح.