اللهم أجرنا من حر جهنم
رُوي عن أبي سعيدٍ الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- بإسنادٍ ضعّفه العلماء، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذا كان يومٌ حارٌّ فقال الرجُلُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ما أشَدَّ حَرَّ هذا اليومِ! اللهُمَّ أجِرْني من حَرِّ جهنَّمَ؛ قال اللهُ عزَّ وجَلَّ لجَهنَّمَ: إنَّ عَبدًا من عبادي استجار بي من حَرِّك، فإنِّي أُشهِدُك أنِّي قد أجَرْتُه، وإن كان يومٌ شديدُ البردِ فقال العَبدُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ما أشَدَّ بَرْدَ هذا اليومِ! اللَّهُمَّ أَجِرْني من زمهريرِ جَهنَّمَ؛ قال اللهُ عزَّ وجَلَّ لجَهنَّمَ: إنَّ عَبدًا مِن عبيدي استجار بي من زَمهريرِك، وإنِّي قد أجَرْتُه، قالوا: وما زمهريرُ جَهنَّمَ؟ قال: بيتٌ يُلقى فيه الكافِرُ فيتمَيَّزُ من شِدَّةِ بَرْدِها بعضُه من بعضٍ).[١]
ورغم حكم العلماء على هذا الحديث بالضعف، إلّا أنّ الدعاء بالاستجارة من النار واردٌ، ويستحبّ للمسلم أن يدعو بذلك،[٢] والاستجارة هي الاستغاثة وطلب الحفظ والأمن،[٣] فيطلب المسلم من الله -تعالى- أن يحفظه ويؤمّنه من حرّ النار، ومن الزمهرير؛ وهو شدّة البرد، وورد أنّه في الآخرة صنفٌ من أصناف العذاب التي يعذّب بها الله -تعالى- المجرمين.[٤]
حديثٌ في الاستجارة من النار
صحّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (ما اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النارِ سبعَ مراتٍ في يَوْمٍ إلَّا قالتِ النارُ: يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ، ولا يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ الجنةَ في يَوْمٍ سبعَ مراتٍ، إلَّا قالتِ الجنةُ: يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا سألَنِي فَأَدْخِلْهُ).[٥]
ويرشد الحديث المسلم إلى أنّه يستحبّ للمسلم أن يدعو الله -تعالى- ويسأله أن يحفظه من النار ويبعده عنها، وذكر العدد -أي الاستجارة سبع مراتٍ- يراد به الإلحاح على الله -تعالى- بذلك، كما يُستحبّ للمسلم كما يسأل الله -تعالى- أن يجيره من النار، أن يسأله ويلحّ عليه في أن يدخله الجنة، ويكرمه بنعيمها.[٦]
أسماء النار
وردت في القرآن الكريم والسنة النبويّة أسماءٌ للنار، فيما يأتي ذكرٌ لعددٍ منها:[٧]
• جهنم: وقد ورد في قول الله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ).[٨]
• الحطمة: كما ورد في قول الله تعالى: (كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ* نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ).[٩]
• الجحيم: حيث ورد هذا الاسم أكثر من مرة في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيم).[١٠]
• الهاوية: حيث جاء ذكرها في قول الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ* فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ).[١١]
• السعير: وورد هذا الاسم من أسماء النار في أكثر من موطنٍ في القرآن الكريم، منها قول الله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).[١٢]
• سقر: وورد في قول الله تعالى: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ).[١٣]
المراجع
- ↑ رواه العجلوني، في كشف الخفاء، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، الصفحة أو الرقم:466، إسناده ضعيف.
- ↑ "لم يصح حديث: إذا كان يوم حار"، الإسلام سؤال وجواب، 12/5/2012، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2022. بتصرّف.
- ↑ "معنى استجار"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2022. بتصرّف.
- ↑ "هل يعذب الكفار في جهنم ببرد شديد يسمى الزمهرير؟"، الإسلام سؤال وجواب، 24/4/2016، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2506 ، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث ما استجار عبد من النار"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن وهف القحطاني، الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 97-98. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:43
- ↑ سورة الهمزة، آية:4-6
- ↑ سورة المائدة، آية:86
- ↑ سورة القارعة، آية:8-11
- ↑ سورة فاطر، آية:6
- ↑ سورة المدثر، آية:26-28