الله خير حافظا

كتابة:
الله خير حافظا

تفسير آية (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا)

ورد قوله -تعالى-: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا)[١] في سورة يوسف، وجاء معناها (فالله خيركم حفظا)؛ في قراءة أهل المدينة وبعض الكوفيين والبصريين أي والله خيركم حفظا، أما في قراءة عامة الكوفيين وأهل مكة جاءت قارئتها بالألف (فالله خير حافظا) توجيه إلى أنه تفسير للخير.[٢]

والصواب من القول أنهما قراءتان مشهورتان ومتقاربتان في المعنى، وكلاهما تشيران إلى صفة الله بأنه خيرهم حفظًا، وأنه خيرهم حافظا.[٣]

أقسام حفظ الله للعبد

يدخل في معنى حفظ الله -تعالى- لعباده نوعين، فيما يلي بيان ذلك:[٤]

  1. النوع الأول

حفظ الله -تعالى- للعبد في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، فقد قال الله تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ).[٥]

  1. النوع الثاني

حفظُ الله -تعالى- للعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المُضِلَّة، ومن الشهوات المحرَّمة، ويحفظ عليه دينَه عندَ موته، فيتوفَّاه على الإيمان، ويعد هذا النوع أشرف النوعين.

وفي الصحيحين عن البراء بن عازب، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه أمره أنْ يقولَ عندَ منامه: (إنْ قبضتَ نفسي فارحمها، وإنْ أرسلتَها فاحفظها بما تحفظُ به عبادَك الصالحين).[٦]

التعريف بسورة يوسف

نزلت سورة يوسف بعد سورة هود وقبل سورة الحجر، وهي السورة الثالثة والخمسون في ترتيب نزول السور على قول الجمهور، وعدد آياتها مائة وإحدى عشرة آية.[٧]

كما وتعد السورة مكية بالإجماع، وقد ذكر في سبب تسميتها أنها تناولت قصة سيدنا يوسف- عليه السلام- مع إخوته بالتفصيل، و وقد تكرر اسم يوسف فيها خمسًا وعشرين مرةً، ومن عجائب الموافقات أن السورة ترتيبها الثانية عشر في ترتيب المصحف، وأنها تقع في الجزء الثاني عشر، وأن رقم السورة والجزء يناظر عدد أبناء سيدنا يعقوب -عليه السلام-.[٨]

مجمل ما جاء في سورة يوسف

اشتملت سورة يوسف على عدد من الموضوعات، كما سيتم ذكرها على النحو الآتي:[٩]

  1. قصص سيدنا يوسف- عليه السلام- رؤياه على أبيه يعقوب -عليه السلام-، وما تضمنها من نهي أبيه له قص الرؤيا على إخوته.
  2. تدبير إخوة يوسف مكيدة له وإلقاؤه في الجب، وادعاؤهم أن الذئب قد أكل يوسف.
  3. عثور قافلة على سيدنا يوسف وهي متجهةً إلى مصر وبيعها إياه في مصر بثمن بخس لعزيز مصر.
  4. وصية العزيز لامرأته بإكرام مثواه.
  5. مراودة امرأة العزيز له عن نفسها وإعداد كافة الوسائل لذلك.
  6. تمنّع سيدنا يوسف عن ذلك إكرامًا لسيده.
  7. ادّعاء امرأة العزيز الكذب بأنه أراد بها الفاحشة، ثم افتضح أمرها في المدينة لدى النسوة، وإدخال يوسف السجن اتباعًا لمشيئتها.
  8. ذكر تعبير رؤيا يوسف تفصيلًا.
  9. في قصة يوسف دليلًا على نبوة سيدنا- محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  10. تحذير المشركين من نزول من العذاب بهم كما حدث لمن قبلهم.
  11. نصر الرسل بعد الاستيئاس.

المراجع

  1. سورة يوسف، آية:64
  2. محمد الآملي (2001)، تفسير الطبري (الطبعة 1)، صفحة 232، جزء 13. بتصرّف.
  3. محمد الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، مكة المكرمة: دار التربية والتراث، صفحة 161، جزء 16. بتصرّف.
  4. خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، صفحة 84-85. بتصرّف.
  5. سورة الرعد، آية:11
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2714 ، صحيح.
  7. محمد التونسي (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 197، جزء 12. بتصرّف.
  8. أحمد الشوابكة (2010)، غرر البيان من سورة يوسف عليه السلام في القرآن (الطبعة 1)، عمان:دار الفاروق للنشر والتوزيع، صفحة 17. بتصرّف.
  9. أحمد المراغي (1946)، تفسير المراغي (الطبعة 1)، مصر:مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده، صفحة 58، جزء 13. بتصرّف.
4213 مشاهدة
للأعلى للسفل
×