الماء الأزرق بالعين

كتابة:
الماء الأزرق بالعين

الماء الأزرق في العين

الماء الأزرق في العين أو ما يُشار إليه أيضًا باسم الزرق أو الجلوكوما (Glaucoma) هو اضطراب يصيب العصب البصري في العين الذي يستقبل الإشارات العصبية من الشبكية ويرسلها إلى الدماغ لترجمتها إلى الصور، فعند الإصابة بهذه الحالة يتضرر العصب البصري تدريجيًا، وإن لم تُشخَّص وتُعالَج مبكرًا يصل الضرر إلى حدّ فقدان البصر.

كما يعدّ الماء الأزرق في العين ثاني سبب عالميًا للإصابة بفقدان البصر، فأكثر من ستة ملايين شخص حول العالم أصيبوا بالعمى في كلتا العينين نتيجة هذا المرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأشخاص لا يدركون إصابتهم بالزرق بالفعل؛ وذلك لعدم ظهور أعراض في البداية أو ظهور أعراض طفيفة يصعب ملاحظتها.

ترتبط هذه الحالة بارتفاع ضغط العين بصورة أساسية، مما يضغط على العصب ويتلفه، لكن يجب الإشارة إلى وجود أنواع من الزرق يكون فيها ضغط العين طبيعيًا، وقد يكون سبب الإصابة في هذه الحالة اضطراب تدفق الدم إلى العصب.[١]


ما هي أعراض الماء الأزرق في العين؟

تختلف أعراض الإصابة بالماء الأزرق في العين باختلاف نوعه، إذ يوجد نوعان أساسيان من هذه الحالة، وفي ما يأتي توضيح لذلك:[٢]

  • زرق الزاوية المفتوحة: هو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما لا تُصرَّف السوائل من العين كما يجب، ممّا يسبب تراكمها في العين وارتفاع الضغط فيها تدريجيًا، وهذا النوع من الزرق غير مؤلم وصامت لا يسبّب ظهور أعراض في البداية، إذ لا يسبب اضطراب الرؤية، لذا قد يتضرر العصب البصري في هذه الحالة قبل أن يدرك الشخص إصابته بزرق الزاوية المفتوحة.
  • زرق الزاوية المغلقة: يحدث هذا النوع عندما تكون القزحية قريبةً من زاوية تصريف السوائل في العين، ممّا يسبب انسدادها جزئيًا، ومع الوقت يصبح الانسداد كليًا فيرتفع ضغط العين سريعًا مسببًا نوبةً حادّةً من الزرق، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه النوبة حالة طارئة تستدعي التوجه إلى الطّبيب على الفور؛ لأنّها قد تؤدّي إلى فقدان البصر. وفي بعض الحالات يُصاب المرضى بنوع مزمن من زرق الزاوية المغلقة ويكون دون أعراض في البداية حتى يتضرر العصب، أو يصابون بنوبة حادة مفاجئة، وتسبب النوبة الحادة ظهور أعراض مفاجئة، مثل: ألم شديد في العين، وتشوّش الرؤية المفاجئ، والصداع، والغثيان، والتقيؤ، ورؤية هالات حول الضوء أو حلقات تشبه قوس قزح.


ما الذي يسبب الإصابة بالماء الأزرق في العين؟

لا يعرف الأطباء السبب بالتحديد وراء الإصابة بالماء الأزرق في العين وانسداد قناة تصريف السوائل فيها، لكنّه في بعض الأحيان قد يكون اضطرابًا وراثيًّا؛ أي ينتقل من الآباء إلى الأبناء، فانسداد قناة التصريف يُسبِّب تراكم الخليط المائي -السائل- داخل العين، ممّا يُسبِّب ارتفاع ضغطها، وقد ينتج ذلك أحيانًا عن تعرض العين لإصابة أو مادة كيميائية أو عدوى شديدة، أو انسداد الأوعية الدموية فيها، أو في حالات نادرة بعد الخضوع لجراحة لعلاج مرض آخر في العين، كما يصيب الماء الأزرق عادةً كلتا العينين معًا، لكنه قد يكون أكثر حدّةً في إحداهما.

يصيب الزرق عادةً البالغين الأكبر من 40 عامًا، إلا أنه قد يصيب أي شخص حتّى الأطفال والرضع، وتشارك بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة به، مثل:[٣]

  • بعض الأعراق، كالأصول الأمريكية الأفريقية، والروسية، واليابانية، والأيرلندية، والأسبانية، وغيرهم.
  • التاريخ العائلي من الإصابة بالزرق.
  • الإصابة بضعف البصر.
  • الإصابة بالسكري.
  • تناول بعض الأدوية، مثل أدوية الكورتيكوستيرودات، كالبريدنيزون (prednisone).
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو فقر الدم المنجلي.
  • ارتفاع ضغط العين.
  • الإصابة بطول النظر أو قصره.


كيف يتم تشخيص الماء الأزرق في العين؟

يشخص الطبيب الإصابة بالماء الأزرق في العين عن طريق فحص العين الشامل، وخلاله يتأكد من وجود أي علامات تشير إلى تلف العصب البصري، ثمّ يطلب إجراء المزيد من الفحصوات لتأكيد التشخيص، منها ما يأتي:[٤]

  • مراجعة التاريخ المرضي للمصاب بالتفصيل، ومراجعة الأعراض التي يعاني منها، والسؤال عن وجود إصابة عند أحد أفراد العائلة بالزرق، ومراجعة الاضطرابات الصحية الأخرى التي يعاني منها الفرد والتي تزيد خطر الإصابة بهذه الحالة.
  • قياس توتر العين (Tonometry Test)، وهو مجموعة من الفحوصات لقياس ضغط العين.
  • قياس سمك القرنية، فالأشخاص الذين يملكون قرنيةً رفيعةً أكثر عرضةً للإصابة بالماء الأزرق دون غيرهم.
  • فحص مجال الرؤية لفحص الرؤية الطرفية والمركزية للعين.
  • متابعة حالة العصب البصري لاكتشاف أي تغيرات تصيبه مع الوقت.


هل يوجد علاج للماء الأزرق في العين؟

الضرر الناتج عن الماء الأزرق لا يمكن عكسه أو إصلاحه، لكن يهدف العلاج في هذه الحالة إلى الحد من تطوّر الوضع والوقاية من فقدان البصر، خاصّةً عند اكتشاف الإصابة مبكرًا، فيُعالَج الماء الأزرق عن طريق خفض ضغط العين بإحدى الطرق الآتية:[٥]

  • قطرات العين: هي أولى خطوات العلاج التي تهدف إلى تقليل السوائل في العين إما بزيادة تصريفها أو تقليل إنتاجها، وهي عدّة أنواع، وفي الحقيقة قد يصف الطبيب أكثر من نوع منها في ذات الوقت تبعًا لحدة الزرق، ومنها: القطرات التي تحتوي على البروستاجلاندين، أو حاصرات مستقبلات البيتا، أو ناهضات مستقبلات ألفا الأدرينالية، أو مثبطات الأنهيدراز الكربوني أو مثبط RHO كيناز، بالإضافة إلى القطرات التي تحتوي على المركبات القابضة لحدقة العين.
  • الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم: مثل مثبطات الأنهيدراز الكربوني الفموية، وذلك عند فشل قطرات العين في علاج الحالة.
  • الجراحة: وهي عدة أنواع، تتضمن ما يأتي:
    • العلاج بالليزر في حالة الزرق مفتوح الزاوية، وهو إجراء بسيط يُجرى في عيادة الطبيب.
    • عملية الترشيح عن طريق فتح شق صغير في بياض العين.
    • أنابيب التصريف، وهي عملية جراحية يُدخل فيها الطبيب أنابيب صغيرةً في العين لتصريف السوائل الزائدة.
    • جراحة الزرق طفيفة التوغل (MIGS).


ما هي مضاعفات الماء الأزرق في العين؟

تطوّر الحالة وتدهورها يعتمد على وقت اكتشاف الإصابة؛ فكلّما كان مبكّرًا قبل إصابة العصب البصري بأي تلف يكون العلاج أكثر فعاليةً، خاصّةًً عند التزام المصاب بالعلاج جيدًا، لكن إذا اكتُشفَت الإصابة متأخّرًا بعد تضرر العصب البصري يكون إصلاح الضرر مستحيلًا، ويكون العلاج أكثر شدّةً وكثافةً، ومع ذلك لا يضمن عدم فقدان البصر مستقبلًا.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب Andrew A. Dahl (2016-6-21), "Glaucoma"، medicinenet, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  2. Kierstan Boyd (2019-8-28), "What Is Glaucoma?"، aao, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  3. Alan Kozarsky (2019-11-1), "Glaucoma"، webmd, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  4. Kimberly Holland (2016-1-29), "Glaucoma"، healthline, Retrieved 2020-5-29. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (2018-11-14), "Glaucoma"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-29. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×