محتويات
ماذا تعرف عن المادة البيضاء في الدماغ؟ وما هي أهميتها ودورها؟ وهل هناك أمراض متعلقة بها؟ إليك الإجابة في هذا المقال.
يتكون الدماغ بشكل أساسي من مادتين، وهما المادة البيضاء والمادة الرمادية، إذ يحتويان على مكونات بصورة مقسمة، ولنتعرف على المادة البيضاء في الدماغ في المقال الآتي.
ما هي المادة البيضاء في الدماغ؟
إن المادة البيضاء هي نسيج يُغطي الأجزاء العميقة من الدماغ، ويتكون من ألياف عصبية تسمى المحاور العصبية التي تربط ما بين الخلايا العصبية، وتغطيها مادة دهنية تسمى غَمد الميالين (Myelin sheath) وهو الذي يُعطي المادة البيضاء لونها.
إذ يقوم الميالين على الآتي:
- تسريع النواقل العصبية بين الخلايا، ممّا يمكّن خلايا الدماغ من إرسال الرسائل واستقبالها بسرعة.
- حماية الألياف العصبية من الإصابة.
وتشكّل المادة البيضاء حوالي نصف الدماغ، بينما تشكل المادة الرمادية النصف الآخر وهي نسيج موجود على سطح الدماغ وتعد القشرة الدماغية التي تحتوي على أجسام الخلايا العصبية هي التي تعطي المادة الرمادية لونها.
أهمية المادة البيضاء في الدماغ
في البدايات لم يكن مكتشف أهمية المادة البيضاء ودورها في الدماغ، وبعد مجموعة من الدراسات التي استغرقت قرون تم توضيح أهمية المادة البيضاء.
إن التواصل والاتصال الذي تحققه المادة البيضاء من خلال الميالين ينعكس على السلوك البشري، ويمكن توضيح ذلك بما يأتي:
- تعد المادة البيضاء عبارة عن نظام واسع ومتشابك من الوصلات العصبية التي تربط كل الفصوص الأربعة للدماغ معًا.
- تتصل جميع المناطق القشرية المعروفة بمناطق أخرى من الدماغ بواسطة مسالك المادة البيضاء، ويشير ذلك إلى أن المادة البيضاء هي التي توفر الاتصال والتنسيق ما بين المناطق القشرية لإجراء عمليات عقلية ولا توجد منطقة قشرية تعمل بمعزل عن غيرها.
- تضمن المادة البيضاء حدوث التوصيل العصبي السريع في الدماغ، ممّا يساهم بشكل مباشر في كفاءة معالجة المعلومات النموذجية للإدراك الطبيعي.
ماذا يحصل نتيجة التغير بالمادة البيضاء في الدماغ؟
تبقى المادة البيضاء في التطور والتزايد حتى العشرينات أو في بعض الحالات قد تصل إلى الخمسينات، على عكس المادة الرمادية التي تبلغ ذروتها في التطور في عمر 11 - 12 سنة.
لكن قد يحدث إتلاف بالغمد الميالين أو انخفاض في الميالين، وبالتالي يحدث تغير في المادة البيضاء في الدماغ، ممّا ينجم عن ذلك مجموعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية والنفسية.
وقد تم ربط التغيرات في الميالين بعدد من الاضطرابات النفسية ومنها ما يأتي:
- انفصام الشخصية.
- الاكتئاب الشديد.
- التوحد.
- مرض الزهايمر.
- عسر القراءة.
- الوسواس القهري.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
- متلازمة توريت (Tourette syndrome).
- اضطراب ما بعد الصدمة.
ما هو مرض المادة البيضاء في الدماغ؟
هو عبارة عن اضطراب يحدث نتيجة تآكل الأنسجة في الجزء العميق من الدماغ وهو التغير في المادة البيضاء، ويمكن أن يؤثر هذا التغير في المادة البيضاء وخاصةً في أغلفة المايلين على مزاج الشخص.
قد يتطور مرض المادة البيضاء ويشكل خطورة مع الحالات الطبية المرتبطة بالشيخوخة والتقدم بالعمر، مثل: السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري.
ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على الشباب بسبب حالات، مثل: الحثل الكظري الدماغي والتصلب اللويحي المتعدد.
في المراحل الأولى تكون الأعراض خفيفة وتزداد مع مرور الوقت ومن هذه الأعراض مواجهة مشاكل بما يأتي:
- التركيز والذاكرة.
- التوازن والمشي.
- المزاج.
- التفكير وحل المشاكل.
- صعوبة بالتكلم.
طرق تحسين مخزون المادة البيضاء في الدماغ
توجد مجموعة من سلوكيات وأنماط الحياة التي تساهم في تحسين مخزون المادة البيضاء في الدماغ، وقد تساهم في تطور المادة بعد عمر العشرينيات، ومن هذه الطرق ما يأتي:
1. ممارسة النشاط البدني
لقد أثبتت مجموعة من الأبحاث والدراسات أنّ الأنشطة التي تهدف تنشيط القلب والجهاز التنفسي، مثل: التدريب على مقاومة الأوزان، تساهم في الآتي:
- تحسين سلامة المادة البيضاء في الدماغ.
- التقليل من خطر الإصابة بالخرف، والتدهور المعرفي البطيء لمرضى الزهايمر.
2. تعلم مهارة جديدة
لقد أثبت أن تعلم الكبار في السن لمهارة جديدة، مثل: تعلم القراءة أو رياضة جديدة، قد يساهم في زيادة نسبة المادة البيضاء.
3. العزف
لقد تم ملاحظة في زيادة المادة البيضاء في الدماغ عند الموسيقيين خلال فترة العزف على الآلة الموسيقية.
4. التأمل والاسترخاء
قد يساهم التأمل والاسترخاء في تحسين أداء المادة البيضاء.