محتويات
تعريف المدح في العصر العباسي
اختلفتِ البيئة الثقافيّة والاجتماعيّة في العصر العبّاسيّ، وكان التّطوّر والتّغيّر هو السّمة المميِّزة لهذا العصر، فبلغَ هذا التّطوّر أوجهَ قوّتِه، وشمل مجمل مناحي الحياة، وانعكس هذا الأمر على الحالة الأدبيّة والشّعريّة السّائدة في ذلك العصر، وبدأ التّجديد في الأغراض الشّعريّة القائمة، وظهرت أغراض شعريّة جديدة، فإذا ما كان الشّاعر يرسم في مدحته صورة أخلاقيّة مثاليّة للممدوح، فإنّ الشّاعر في العصر العبّاسيّ بدأ يلجأ لتجسيم هذه الصّورة، لا لرسمِها فحسب، بل لتصبح كأنّها تماثيل قائمة نُصبَ أعين النّاس، كي يحتذوها، ويحوزوا لأنفسهم مجامع الحمد والثّناء.[١]
الشّعر في العصر العبّاسيّ أخذ تدريجيًّا طابع الرّسم، فقد وضح فيه عنصرا الزّمان والحركة وتدرّج اللون والإحساس بالزّمن والإيقاع، وإلى قضيّة التّعبير عن قضيّتَيْ الجمال والقبح معًا، ونظرًا لطبيعة الحياة وما طرأ عليها من تطوّر ورُقيّ، لجأ الشّاعر إلى تأنيق اللّفظ، وترصيع المعاني، ولعلّ لطبيعة العصر أثرًا حاسمًا في نزوع الحساسيّة الشّعريّة إلى التّأنق في العبارات والتّدقيق في المعاني.[١]
للحياة السّياسيّة دورُها البارز في إذكاء روح قصيدة المدح في هذه الفترة، فجاءت معزّزة للقيم السلوكيّة السّليمة، التي لا بدّ أن يسير عليها الحاكم أو الخليفة من عدل وتقوى وجهاد وغيرها، وهذه الصّفات ألحّ عليها الشّعراء في قصيدة المدح؛ لأنّها مطلب من مطالب الحكم الرّشيد.[١]
فالشّاعر يعبّر عن رؤية إسلاميّة وأخلاقيّة ثابتة لا تتغيّر بتغيّر الخليفة أو الحاكم، كما كان للثّورات المتعاقبة دورها في نموّ هذا الغرض، سواء أكانت الحروب والثّورات الدّاخليّة أم الخارجيّة، فأخذت قصيدة المدح تسجّل الانتصارات والأحداث وتسبّب ما كان فيها من بطولة إلى الممدوح، كما شاعت في هذا العصر فكرة المواءمة بين الممدوح وصفات المدح، بمعنى اختيار معاني المدح التي تناسب عمل الممدوح ووظيفته.[١]
أبرز سمات شعر المدح في العصر العباسي
كانت تُحرّك الشّعراء في قصائد المدح في العصر العبّاسيّ الرّغبة في الحصول على الجوائز الماليّة، التي يغدقها عليهم الممدوحون، وهو ما نجده واضحًا في أخبارهم معهم، فقد كان شعر البحتريّ في المديح أجود منه في الرّثاء، فسئل عن ذلك، فقال: "المديح للرّجاء، والرّثاء للوفاء، وبينهما بُعد"، فضلًا عن أنّ التّنافس الشّديد بين الشّعراء كان وكأنّه الحصول على الجوائز العظيمة، التي كان الممدوحون يَجودون بها عليهم، بل ويتنافسون فيما بينهم بكثرة ما يُعطون للشعراء، ومن هنا غلب على المديح الطّابع التّكسّبي، فضلًا عن سمات أخرى يمكنُ إجمالُها كالآتي:[٢]
- غَلَبة المقدِّمات الغزليّة، والطّابع الغالبُ عليها هو الغزل العفيف؛ بسبب الوسَط الذي قيلت فيه، وقد ظهرت مقدّمات جديدة مثل وصف السّفن ووصف مظاهر الحضارة والعمران والقصور والحدائق، كما ظهرت مقدّمات الشّكوى من الدّهر في شعر أبي تمّام في العصر الأوّل، والمتنبّي في العصر الثّاني، أمّا مَطالعُ القصائد فقد جاءت مصرّعة إلّا ما ندَر من القصائد التي ابتدأت بوصف القصور.
- غَلبة الطّابع التّكسّبي، إذ يصرّحُ الشّاعر بالسّؤال من الممدوح واستجدائه، وفيها يبرزُ التّكلّف والتذّلّل.
- ظهورُ مدح المدن وبيان محاسنها وتَعداد فضائلها ومآثرها.
- ومن سمات المدح في العصر العبّاسيّ الملاءمة بين الصّفات والموصوفين.
- طرأ تغيّر على الرّحلة، فلم تعد تقتصر على النّاقة بل شملت الرّحلة البحريّة أيضًا.
- طرأ تغيّر على الصّورة الشّعريّة، إذ فأصبحت مركّبة بعد أن كانت بسيطة، وإيحائيّة بعد أن كانت واضحة، ومبتكرة بعد أن كانت تعتمد في كثير من الأحيان على المقارنة بين الشّخص الممدوح وأعدائه.
- قلّة التّجديد والاقتداء بالقديم مراعاةً للضّوابط التي وضعها النّقاد للقصيدة الجيّدة.
- امتزاج المديح بالسّياسة، ممّا أدّى إلى غلبة الاحتجاج العقليّ فيه لتأكيد أحقيّة الممدوح بالخلافة أو الإمارة أو غيرها.
- ندرة المديح النّبويّ، واقتصاره على الفقهاء والزّهاد.
- اختلف أنموذج الحوار مع الزّوجة بين الشّعر الجاهليّ والشّعر العبّاسيّ في بعض الأحيان؛ إذ كانت المرأة تحاول منع الشّاعر من الرّحيل خوفًا عليه من الموت في العصر الجاهليّ، في حين تحثّه عليه رغبة في كسب المال في الشّعر العبّاسيّ، وقد كان ذلك الحوار موضوعًا من موضوعات قصيدة الفخر في الشّعر الجاهليّ، فأصبح موضوعًا من موضوعات المديح في الشّعر العبّاسيّ.
أهم موضوعات المدح في العصر العباسي
كيف اختلفت الموضوعات في العصر العباسي عنها في العصور السابقة؟
المدح هو غرض قديم، ويعدُّ من أبرز الأغراض الشعريّة منذ بدء العصر الجاهليّ، وقد نال عنايةً فائقةً سواءً من الشعراء أم المتلقّين، فأصبح نصيبه هو الأوفر من النّتاج الشعريّ العربيّ، وقد كانت غاية الشعراء من شعر المدح مُختلفةً، كما وتحدّد حسب مقصد الشاعر ولكن أبرزها كان يصبُّ فيما يأتي:[٣]
مدح الخلفاء والوزراء
لقد كثرت الشخصيّات المُهمّة للملوك والخُلفاء والوزراء الذين استدعاهم الشعراء العباسيون في شعرهم، فمن خلال القصيدة التي ينظمها الشاعر لمدح ممدوحه يشيد بخصاله الحميدة والنّسب الأصيل الذي ينتمي إليه، ولعلّ هذا المديح كان من المُمكن أن يزيد هيبة السّلطة ووقارها في أعين الناس فيتحقّق الخوف والاستسلام وعدم العصيان.[٤]
قال المتنبي مادحًا سيف الدولة الحمداني:[٥]
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
- وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
- وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
- فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
- وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
- وَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
- في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قال البحتري مادحًا المتوكل:[٦]
لي حبيبٌ قد لجَّ في الهجر جدَّا
- وأعاد الصُّدود منه وأبدَى
ذو فُنون يريك في كل يوم
- خلقًا من جفائه مستجدَّا
يتأبَّى منعًا، وينعم إسعا
- فًا، ويدنو وصلًا، ويبعد صدَّا
أغتدي راضيًا، وقد بتُّ غضبا
- نَ، وأمسي مَوْلًى، وأصبح عبدًا
وبنفسي أفدي على كل حال
- شادنًا لو يمس بالحسن أعدَى
مر بي خاليًا فأطمع في الوصـ
- ـل وعرَّضتُ بالسلام فردَّا
وثنى خده إليَّ على خو
- ف فقبلتُ جلنارًا ووردا
سيدي أنت، ما تعرضت ظلمًا
- فأُجَازى به، ولا خنتُ عهدَا
رقَّ لي من مدامع ليس ترقا
- وارث لي من جوانح ليس تهدَا
أتُراني مستبدلًا بك ما عشـ
- ـتُ بديلًا، أو واجدًا منك ندَّا
حاشَ لله أنت أفتن ألحا
- ظًا وأحلى شكلًا وأحسنُ قدَّا
المديح النبوي
وهو المدح الذي اهتمّ بالرّسول -عليه الصلاة والسلام- من خلال ذكْر صفاته ومناقبه وإظهار الشوق إلى رؤيته بالإضافة إلى زيارة الأماكن المُقدّسة التي ارتبطت بحياته، وقد مدح الشّعراء من خلال شعرهم آل البيت، وهذا النّوع من المدح هو الذي سار عليه شعراء كُثر من أمثال الكُميت والفرزدق ودعبل الخزاعي والشريف الرضي، فأشادوا بالنبيّّ -عليه الصلاة والسلام- وبغزواته وصفاته وبآل البيت الكرام[٧].يقول الشاعر البوصيري في مدح النبيّ عليه السلام:[٨]
مُحَمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَّقَلَيْنِ
- والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ
- أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
- لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دَعا إلى الله فالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ
- مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
- وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ الله مُلْتَمِسٌ
- غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
مدح المدن
من نواحي التّجديد في فنّ المدح في الشّعر أنّه لم يقتصر المدح على الرجال بل تعدّاه إلى مدح المدن والتعصُّب لها، بالإضافة إلى تعداد محاسنها، ومن أبرز المُدن التي ذُكرت في مدائح الشعراء؛ الكوفة والبصرة وبغداد، على اعتبار أنّها المراكز الأساسيّة للحياة الفكريّة والاجتماعيّة[٩]، يقول عمارة بن عقيل في مدحه لمدينة بغداد:[١٠]
أعاينتَ في طول مِنَ الأرض والعرضِ
- كبَغدَاد دارًا إنها جنة الأرضِ
صفَا العيشُ في بغداد واخضَرَّ عودُهُ
- وعيش سواها غير صافٍ ولا غضِّ
أبرز شعراء المدح في العصر العباسي
برز عدد كبير من شعراء العصر العباسيّ ممّن يكتبون في المدح، وفيما يأتي بيانٌ لعددٍ منهم:
- المتنبي
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي،[١١] ومن شعره في المدح عندما مَدَحَ محمد بن عبيد الله العلوي فقال:[١٢]
خَيرُ قُرَيشٍ أَبًا وَأَمجَدُها
- أَكثَرُها نائِلًا وَأَجوَدُها
أَطعَنُها بِالقَناةِ أَصرَبُها
- بِالسَيفِ جَحجاحُها مُسَوَّدُها
أَفرَسُها فارِسًا وَأَطوَلُها
- باعًا وَمِغوارُها وَسَيِّدُها
تاجُ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ وَبِهِ
- سَما لَها فَرعُها وَمَحتِدُها
شَمسُ ضُحاها هِلالُ لَيلَتِها
- دُرُّ تَقاصيرِها زَبَرجَدُها
- أبو نواس
هو الحسن بن هانئ،[١٣] وقال في مدح الخصيب بن عبد الحميد:[١٤]
أَنتَ الخَصيبُ وَهَذِهِ مِصرُ
- فَتَدَفَّقا فَكِلاكُما بَحرُ
لا تَقعُدا بِيَ عَن مَدى أَمَلي
- شَيئًا فَما لَكُما بِهِ عُذرُ
وَيَحِقُّ لي إِذ صِرتُ بَينَكُما
- لا يَحِلَّ بِساحَتي فَقرُ
النيلُ يُنعِشُ مائُهُ مِصرًا
- وَنَداكَ يُنعِشُ أَهلَهُ الغَمرُ
- البحتري
هو الوليد بن عبيد بن يحيى[١٥] وقال في مدح الخليفة المتوكِّل:[١٦]
اللَهُ مَكَّنَ لِلخَليفَةِ جَعفَرٍ
- مُلكًا يَحَسِّنُهُ الخَليفَةُ جَعفَرُ
نُعمى مِنَ اللَهِ اِصطَفاهُ بِفَضلِها
- وَاللَهُ يَرزُقُ مَن يَشاءُ وَيَقدُرُ
فَاِسلَم أَميرَ المُؤمِنينَ وَلا تَزَل
- تُعطي الزِيادَةَ في البَقاءِ وَتُشكَرُ
عَمَّت فَواضِلُكَ البَرِيَّةَ فَاِلتَقى
- فيها المُقِلُّ عَلى الغِنى وَالمُكثِرُ
بِالبَرِّ صُمتَ وَأَنتَ أَفضَلُ صائِمٍ
- وَبِسُنَّةِ اللَهِ الرَضِيَّةِ تُفطِرُ
فَاِنعَم بِيَومِ الفِطرِ عَينًا إِنَّهُ
- يَومٌ أَغَرُّ مِنَ الزَمانِ مُشَهَّرُ
أَظهَرتَ عِزَّ المُلكِ فيهِ بِجَحفَلٍ
- لَجِبٍ يُحاطُ الدينُ فيهِ وَيُنصَرُ
- بشار بن برد
وهو شاعر من أصل فارسي في الطبقة الأولى من شعراء العباسية،[١٧] قال بشار يمدح مروان بن محمد وقيس عيلان:[١٨]
جَفا وِدُّهُ فَاِزوَرَّ أَو مَلَّ صاحِبُه
- وَأَزرى بِهِ أَن لا يَزالَ يُعاتِبُه
خَليلَيَّ لا تَستَنكِرا لَوعَةَ الهَوى
- وَلا سَلوَةَ المَحزونِ شَطَّت حَبَاِئبُه
شَفى النَفسَ ما يَلقى بِعَبدَةَ عَينُهُ
- وَما كانَ يَلقى قَلبُهُ وَطَبائِبُه
فَأَقصَرَ عِرزامُ الفُؤادِ وَإِنَّما
- يَميلُ بِهِ مَسُّ الهَوى فَيُطالِبُه
إِذا كانَ ذَوّاقاً أَخوكَ مِنَ الهَوى
- مُوَجَّهَةً في كُلِّ أَوبٍ رَكائِبُه
فَخَلِّ لَهُ وَجهَ الفِراقِ وَلا تَكُن
- مَطِيَّةَ رَحّالٍ كَثيرٍ مَذاهِبُه
أَخوكَ الَّذي إِن رِبتَهُ قالَ إِنَّما
- أَرَبتُ وَإِن عاتَبتَهُ لانَ جانِبُه
أشهر قصائد المدح في العصر العباسي
كان الإنتاجُ الأدبيّ في العصر العبّاسيّ زَخمًا؛ فقد ظهرَ العديد من الشعراء ممّن انبرت أشعارهم في خدمة الفنّ والجمال، كيف وقد رأى بعضهم في الشعر حلًّا جماليًا لهذه الحياة، ورى آخرون فيه مُتَنفَّسًا جيّدًا من كابوس الوجوديّة، وفيما يأتي شواهد عباسيّة يعبّر كلٌّ منها عن إحدى سمات الشعر في ذلك العصر:
- قال أبو دلامة يمدح المنصور في أبياتٍ حِواريّة: [١٩]
لا والذي يا أمير المؤمنين قضى
- لكَ الخلافةَ في أسبابها الرّفعُ
ما زلتُ أخلصُها كسبي فتأكلُّه
- دوني ودونَ عيالي ثمّ تضطجعُ
ذكّرتُها بكتاب الله حرمتنا
- ولم تكن بكتاب الله ترتجعُ
فَاخْرَنْطَمَتْ ثمّ قالت وهي مغضبة
- أأنت تتلو كتابَ الله يا لكعُ!
أخرجْ تبغِ لنا مالًا ومزرعةً
- كما لجيراننا مالٌ ومزدرعُ
واخدعْ خليفتنا عنّا بمسألةٍ
- إنّ الخليفةَ للسّؤال ينخدعُ
- قال عليّ بن جبلة يمدح حميد بن عبد الحميد الطّوسيّ مُلائمًا بينَ صفات المدح وممدوحِه:[٢٠]
بطاعةِ اللهِ طلتَ النّاسَ كلّهم
- ونصحُ هادِ أمينِ الملكِ مأمونُ
حميدٌ يا قاسمَ الدّنيا بنائلةٍ
- وسيفُهُ بينَ أهلِ النّكثِ والدّينِ
أنتَ الزّمانُ وقدْ يجري تصرّفُهُ
- على الأنامِ بتشديدٍ وتليينِ
لو لم تكنْ كانتْ الأيّامُ قدْ فنيتْ
- بالمكرماتِ وماتَ المجدُ مذْ حينِ
- قال البحتريّ يمدح ابن الفرات في أبياتٍ يغلبُ عليها الطابعُ التكسّبي[٢١]
مَنْ مُعِيني منكمْ على ابنِ فُرَاتٍ
- وَمُجازَاةِ مَا أنَالَ وَأسْدَى
يَعْجِزُ الشّعْرُ عنْ مجاداةِ خِرْقِ
- أرْيَحيّ، إذا اجْتدَيْنَاهُ أجْدَى
كُلّما قُلْتُ أعْتَقَ المَدْحُ رِقّي
- رَجّعَتْني لَهُ أيادِيهِ عَبْدا
- يقول عمارة بن عقيل يمدح مدينة بغداد:[٢٢]
أعاينتُ في طولٍ من الأرضِ والعرضِ
- كبغدادَ دارًا إنَّها جنّةُ الأرضِ
صفا العيشُ في بغدادَ واخضرَّ عودُهُ
- وعيشٌ سواهُ غيرُ صافٍ ولا غضِّ
تطولُ بها الأعمارُ إنَّ غذاءَها
- مريءٌ وبعضُ الأرضِ أمرأُ من بعضِ
- يقول أشجع السّلمي يمدح الرّشيد:[٢٣]
قَصرٌ عَلَيهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
- نَثَرَت عَلَيهِ جَمالَها الأَيّامُ
فيهِ اِجتَلى الدُنيا الخَليفَةُ وَاِلتَقَت
- لِلمُلكِ فيهِ سَلامَةٌ وَدَوامُ
قَصرٌ سُقوفُ المُزنِ دونَ سُقوفِهِ
- فيهِ لِأعلامِ الهُدىأَعلامُ
المراجع
- ^ أ ب ت ث "شعر(أدب) - أغراض الشعر العربي - المدح"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "الشعر خصائصه ‘أغراضه وفنونه ،غرض المديح"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "المدح في العصر العباسي"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
- ↑ محمد رافع القاضي، استدعاء الشخصيات التاريخية في الشعر العباسي حتى القرن الرابع الهجري، صفحة 90. بتصرّف.
- ↑ "واحرقلباه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020.
- ↑ "البحتري وشعره"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020.
- ↑ عمر توفيق، فنية شعر المدح النبوي في الأندلس، صفحة 19 20. بتصرّف.
- ↑ "أمن تذكر جيران بذي سلم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020.
- ↑ الدكتور عبدالله خضر حمد، اتجاهات النقد العربي القديم، صفحة 153. بتصرّف.
- ↑ حمود السلامة، إبراهيم الدريعي، أحمد المشعلي، الأدب العربي، صفحة 19.
- ↑ عبد الرحمن البرقوقي، شرح ديوان المتنبي ج1، صفحة 3.
- ↑ " أهلا بدار سباك أغيدها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022.
- ↑ شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ج3 العصر العباسي الأول، صفحة 224-225. بتصرّف.
- ↑ "يا منة إمتنها السكر"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
- ↑ مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في العصر العباسي، صفحة 689.
- ↑ "أخفي هوى لك في الضلوع وأظهر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022.
- ↑ مصطفى الشكعة، الشعر والشعراء في الصر العباسي، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ "جفا وده فازور أو مل صاحبه"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022.
- ↑ [https://books.google.com/books?id=w6l6DwAAQBAJ&pg=PT35&dq=%D9%84%D8%A7+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A+%D9%8A%D8%A7+%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86+%D9%82%D8%B6%D9%89++++%D9%84%D9%83%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9%D9%8E+%D9%81%D9%8A+%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D9%81%D8%B9%D9%8F&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwijxbK1m8biAhUDVt8KHUU-BRgQ6AEILDAB#v=onepage&q=%D9%84%D8%A7%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%20%D9%8A%D8%A7%20%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9
- ↑ [https://books.google.com/books?id=AjdMCwAAQBAJ&pg=PT351&lpg=PT351&dq=%D9%84%D9%88+%D9%84%D9%85+%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%92+%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%92+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D9%91%D8%A7%D9%85%D9%8F+%D9%82%D8%AF%D9%92+%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%92+::::%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%90+%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%D9%8E+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%8F+%D9%85%D8%B0%D9%92+%D8%AD%D9%8A%D9%86%D9%90&source=bl&ots=6l9u6eAOfE&sig=ACfU3U3Ivk3BzlMNArdYZKqKvkq7Sa70sw&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjtseXPl8biAhVMn-AKHcuLBoUQ6
- ↑ "البحتري >> بت أبدي وجدا وأكتم وجدا "، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019.
- ↑ "باب المحفوظ من مناقب بغداد وفضلها"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019.
- ↑ "الرشيد والخليفة الثاني الكاذب"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 31-05-2019.