المدرسة الواقعية الطبيعية

كتابة:
المدرسة الواقعية الطبيعية


مفهوم المدرسة الواقعية الطبيعية

المدرسة الواقعية إحدى المذاهب الأدبية، التي تمتاز بأنها مذهب أدبي يبتعد عن الخيال، ويختبر صدق الكلام من خلال مقارنة قربه للواقع، ويرى أصحاب هذا المنهج أن العالم بأكمله لا يتعلق بالإنسان بجميع أحواله، وتهتم بوصف الأشياء وصفًا دقيقًا كما هي تمامًا على أرض الواقع.[١]


سعت الواقعية الطبيعية لجعل العقل يتطلع لمستقبل أفضل، ويفهم القوانين التي يتطور على أساسها، ويحاول أن يفسِّر الطبيعة للإنسان، ويعرف ما يربطه بالواقع الخارجي، وانعكست هذه الأفكار على قوانين الأدب الواقعي وخصائصه.[١]


جعلت الواقعية الإنسان ينظر للعالم كله على أنه مادة للتصوير، فساعده لينظر نظرة شمولية أكبر وأعمق، ورأى أن التصوير لم يقصد به بالواقعية أنه الصور المجازية والاستعارات، إنما صورة أكثر موضوعية بعيدة عن القوانين الذاتية والخيال.[١]


نشأة الواقعية الطبيعية

كانت نشأتها الأولى في أوروبا، وأثرت فيما بعد على النقد العربي نتيجة الاندماج بين الثقافات العربية والأوروبية عن طريق الأدباء والمثقفين الذين درسوا الأدب الأوروبي، كان أساس نشأة المدرسة الواقعية هي كرد فعل على اتجاهات المدرسة الرومانسية.[٢]


حرأت الواقعية الطبيعية أن الرومانسية قد بالغت بالوهم والخيال، وهربت من الواقع الموجود، فرأت أنها هربت من المشاكل الموجودة والتي تتعلق بالإنسان، ودعت أن يقترب من التطورات العلمية والإنجازات التي تخص علم الطبيعة والوراثة والبيولوجيا والفلسفة.[٢]


اقتربت الواقعية الطبيعية من الموضوعية، ورفضت الخيال بأشكاله، وأرادت أن تصور الطبيعة والحياة بشكلها الواقعي، وأن تبتعد عن الزيادة عليها بشكلها، وعليها فإنها فرضت شروطاً على الباحثين أن يتجردوا ويتخلصوا من أحاسيسهم والأفكار الخيالية ليتمكنوا من نقل وتصوير الموضوع كما هو.[٢]


خصائص المدرسة الواقعية الطبيعية

بعتبر إميل زولا الذي كتب "الحيوان البشري" والمفكر الفرنسي غوستاف فلوبير أبرز أعلام المدرسة الواقعية الطبيعية، وفيما يأتي أبرز خصائصها:[٣]

  • جعلت اهتمامها الكبير لتصف واقع الإنسان في مجتمعه وتصور النزاعات القائمة تصويرا واقعياً دقيقاً.
  • وصفت التفاصيل الصغيرة على مدى أهميتها كانت أو كبيرة فلم تغفل عن شيء مثل الأصوات والألوان والحركات.
  • نصبت تركيزها على المجتمع الإنساني بجوانبه حتى إن كانت سلبية مثل الجهل والفقر والجريمة وحاولت أن تعالج مثل هذه المشاكل.
  • عمد أصحاب المنهج الواقعي على أن يحللوا النص يعرضونه بكل موضوعية، فيبعدا آراء الكاتب وتوجهاته.
  • كان بحثها على ما وراء الأسباب التي تقبع خلف ظواهر النص فتتأملها وتحللها.
  • حاولت أن توفق بين التطور العلمي والنص الأدبي وأيضا استفادت من ما هو موجود بالعلم المرتبط بالطبيعة.
  • حاولت أن تثري العقل لدى القارئ، وتقوي شخصيته، وذلك لتجعلهم يقرأون ويشاركوا الكاتب في البحث والتحليل، ويجدوا معه الحلول المناسبة للمشاكل الموجودة.


مبادئ المدرسة الواقعية الطبيعية في الأدب العربي

أبرز مبادئ المدرسة الواقعية الطبيعية في الأدب العربي فيما يأتي:[٤]

  • إن البحث الأدبي أساسه المجتمع، فسلطت الضوء عليه وعلى الحياة البشرية وعلى المشكلات، فابتعدت عن المشاكل التي لا تهم المجتمع مثل الخيال والخرافات التي تتعلق بالواقع بصلة.
  • الوضوح والابتعاد عن الغموض فكانت الفكرة واضحة وهو ما يدرج تحت مبدأ جمع الواقعي بالمستعمل، ولا يعني أنها ابتعدت عن الغموض فابتعدت عن التشويق بالعكس كان هذا العنصر حاضرا دائما وبشدة فكانت تجذب انتباه القارئ وتلفته إليها.
  • اللغة السهلة وذلك لتتصل بشكل مباشر مع المجتمع عن طريق ما يكتبه الأدباء ولجعل هذا الاتصال وثيق بسطت اللغة ووضحتها لجعل العمل يتناسب مع كل طبقات المجتمع.
  • التصوير الدقيق ليمثل الواقع بكل ملامحه وأبعاده، فاهتمت بمكونات المجتمع وابتعدت عن الرموز والغموض واتسم بدقة التصوير والعمل المباشر بدون زيف وتلفت.

المراجع

  1. ^ أ ب ت جورج لوكاتش ، دراسات في الواقعية، صفحة 26. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عباس خضر ، الواقعية في الادب، صفحة 34-33-35. بتصرّف.
  3. رشيد بوشعير، الواقعية وتياراتها، صفحة 73 . بتصرّف.
  4. صلاح فضل، الواقعية في الابداع العربي، صفحة 65. بتصرّف.
6497 مشاهدة
للأعلى للسفل
×