المدرسة الواقعية في الفن

كتابة:
المدرسة الواقعية في الفن

المدرسة الواقعية في الفن

تُعدّ إحدى مدارس الفن التشكيليّ وهي مذهب من المذاهب الأوروبيّة التي كان لها تأثيرها في الأدب العربيّ نتيجة دراسة الأدباء والمثقّفين العرب للأدب الأوروبيّ، بدأ ظهورها في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر بعد ثورة 1848م.

نادت الواقعية بأحقيّة العمل في البلاد وكان الهدف من وجودها عرض أفكار الطبقة العاملة لذا قدّمت العديد من المواضيع الفنيّة التي تتناول صورًا للمشاهد اليومية وما يحدث في الواقع المعاصر.[١]

أسباب نشأة المدرسة الواقعية

بحث الفن التشكيليّ عن جميع أسباب الوجود وسعى لتفسيرها، وكانت المدرسة الواقعية إحدى المدارس التي نشأت عنه لأسباب مختلفة، نذكر منها ما يأتي:

  • معارضة ورفض المدرسة الرومانسيّة المعتمدة على الأحلام والبعيدة كلّ البعد عن الواقع وعن القضايا الإنسانيّة.
  • اتجاه العالم نحو الحياة الصناعيّة وترك الحياة الزراعيّة.
  • الإنجازات العلميّة في جميع المجالات البيولوجيّة والطبيعيّة ومجالات العلوم وعلم الوراثة.
  • التقدّم في الأبحاث الاجتماعيّة والدراسات الإنسانيّة.

خصائص المدرسة الواقعية

امتازت الأعمال الفنية الخاصة بالمدرسة الواقعية بخصائص وسمات متعدّدة، نذكر منها ما يأتي:

  • الاعتماد على الواقع مع تركها للنموذج الكلاسيكيّ، فيشعر من يتابع أعمالها بصدق التصوير واقترابه من البيئة المحيطة به.
  • تصوير الأعمال الفنيّة ونقلها بصورة حقيقيّة وذلك عن طريق تتبّع جميع ما يحدث في الواقع الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، ومختلف الأمور الدينيّة.
  • تركيز فنان المدرسة الواقعية على محاكاة العقل والمنطق مع تسليط الضوء على ما هو حقيقي والابتعاد عن الخيال والأوهام.
  • إهمال الأساطير والأمور التقليدية، مع التوّجه نحو الحقيقة ومخالفة أُسس المدرسة الرومانسية المؤمنة بالخيال والأوهام.
  • عدم الاهتمام بالذات وإهمال شعور الفنان وآرائه للتركيز على الموضوع ودعم القضايا الحياتية الملموسة فقط.
  • استخدام الألوان ودرجاتها في تكوين المساحات، وبالتالي الابتعاد عن استخدام التظليل لتكوير الأجسام بغرض تكوين البعد الثالث.
  • الاهتمام بوصف الأشكال والحركات مع التركيز على تفاصيل الألوان والأصوات.
  • التركيز على السلبيات في المجتمع مثل الظلم والفقر والجهل ومحاولة القضاء عليها.

أهم روّاد المدرسة الواقعية في الفن

برز العديد من الفنانين الذين اتبعوا المدرسة الواقعية، وكانت أعمالهم شاهدة على انتمائهم لهذه المدرسة، ومنهم ما يأتي:

جوستاف كوربيه

فنان فرنسي قام بتصوير الطبقة الغنية من المجتمع في بداية حياته، واعتمد منهج المدرسة الرومانسية ثم تركها لشعوره بأنّها خيالية وبعيدة كلّ البعد عن الواقع، من أقواله الشهيرة: "لا أستطيع أن أرسم ملاكًا لأنّه لم يسبق لي أن شاهدته"، عكست لوحاته الواقع الاجتماعي وكان مؤمنًا بأنّ الواقعية هي طريق النجاة، من أعماله الشهيرة (الدفن في أونان).

جان فرنسوا ميليه

من أبرز الرسامين الواقعيين، كان مقيمًا في الريف الفرنسي لذلك أغلب لوحاته الفنية أظهرت الطبقة العاملة، من أشهر أقواله: "إنّ مواضيع الفلاحين تناسب طبيعتي بشكل أفضل، فالجانب الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن"ساهم في تأسيس مدرسة باربيزون التي التقى فيها مع الفنانين المعارضين لسيادة المدرسة الرومانسية، من أشهر أعماله (الرجل والمجرفة).

روزا بونور

امتازت بتصوير الحيوانات في أعمالها الفنية، لذلك كانت تُوضع لوحاتها في الأماكن الريفية مثل المزارع والحقول، كما أنّها من أكثر الفنانين إنتاجًا للوحات خلال القرن التاسع عشر.

المراجع

  1. آية الحوامدة (6/1/2020)، "مفهوم المدرسة الواقعية"، عربي، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
7784 مشاهدة
للأعلى للسفل
×