المدينة

كتابة:
المدينة

معلومات عن المدينة المنورة

فيما يأتي أبرز المعلومات عن المدينة المنورة:

الموقع

تقع المدينة المُنوَّرة على أرض الحجاز التاريخيّة في الجزء الغربيّ من المملكة العربيّة السعوديّة، وعلى بُعد يبلغ حوالي 160 كم عن البحر الأحمر، وحوالي 445 كم عن مدينة مكّة المُكرَّمة، وهي تُعتبَر ثاني أقدس الأماكن عند المسلمين بعد مكّة المُكرَّمة، كما أنّها العاصمة الأقدم في تاريخ الإسلام، علماً بأنّها تتربّع على واحة خصبة ترتفع نحو 625م فوق مستوى سطح البحر.[١]

الجغرافيا

تقع المدينة المنورة ضمن حوض منخفض تحيط به المرتفعات من الجهات جميعها، ويعد جبل أحد الذي يمتد بطول 6.5 كم من الشرق إلى الغرب من أهم تلك المرتفعات، يليه جبل عسير الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة على ارتفاع 955 م، أما في الجهة الشمالية الغربية، فيحد المدينة جبل سلع ذي الارتفاع 681 م، فيما تحدها جبال الجماوات من الجزء الغربي، أما من الجزء الجنوبي، فيحدها جبل عير بارتفاع 1024 م.[٢]

كما تضم المدينة المنورة مجموعة من الأودية، أبرزها:[٢]

  • وادي قناة.
  • وادي رانوناء.
  • وادي العقيق.
  • وادي بطحان.
  • وادي مذينب.
  • وادي مهزور.

المناخ

تتأثر المدينة المنورة بمناخ صحراوي، بحيث يكون الصيف فيها طويلًا وحارًا وجافًا، فيما يكون الشتاء قصيرًا وجافًا وعاصفًا، وتتراوح درجات الحرارة فيها على مدار العام بين 12 و43 درجة مئوية، وبالتالي فإن أفضل وقت لزيارتها يكون من منتصف شهر آذار إلى أوائل شهر أيار، ومن أوائل شهر تشرين الأول إلى منتصف شهر تشرين الثاني.[٣]

أما فيما يتعلق بهطول الأمطار في المدينة المنورة، فلا تشهد المدينة هطولًا كبيرًا للأمطار خلال العام، إذ يعد شهر يناير أكثر الشهور التي تشهد تساقطًا للأمطار بمتوسط يبلغ حوالي 10 ملم يوميًا.[٣]

السكان

يقدر عدد سكان المدينة المنورة بحوالي 1,572,571 نسمة وفقًا لآخر الإحصائيات في عام 2023م، وقد بلغ معدل النمو السكاني في هذا العام حوالي 1.76%، ومن المتوقع أن تزداد أعداد السكان لتصل في عام 2025م إلى حوالي 1,624,661 نسمة، وفي عام 2030م إلى حوالي 1,743,691 نسمة.[٤]

يسكن المدينة المنورة العرب المسلمون الذين ينتمون إلى المذهب السني، ويمتهن سكانها الزراعة وصناعة الفخار والعديد من المهن الأخرى، وتعد المدينة المنورة من أكثر مدن المملكة العربية السعودية اكتظاظًا بالسكان، كما يقصدها المسلمون من جميع أنحاء العالم عندما يتجهون في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والحج.[١]

التاريخ

فيما يأتي أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها المدينة المنورة:

التاريخ القديم

ذهب المؤرخون إلى الاعتقاد بأن العماليق هم أول من سكن المدينة المنورة، وهم من أحفاد سام بن نوح، الذين تكاثروا وشكلوا عدة قبائل أبرزها؛ بنو سعد، وبنو هف، وبنو مطرويل، وبعد ذلك سكنها العرب الذين اعتنقوا الديانة اليهودية، والذين شكلوا قبائل بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع.[٥]

وفي منتصف القرن السادس الميلادي عقب أحداث سيل العرم وانهيار سد مأرب، هاجرت قبائل الأوس والخزرج للإقامة في يثرب ليصبح لهم شأن عظيم فيها، مما جعل اليهود يخافون وجودهم، مما أدى إلى نشوب العديد من الحروب التي انتهت بتكبد الأوس والخزرج خسائر فادحة في الأموال والأرواح، وضعف في مواثيق الأخوة بين القبيلتين.[٥]

العهد النبوي

وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب مهاجرًا في عام 622م، واستقر بها لنشر الدعوة الإسلامية، فأصبح كل من الأوس والخزرج أنصار وصحابة رسول الله الذين بدأ بهم تاريخ الدولة الإسلامية، وقد كانت أولى أعمال الرسول الكريم عند هجرته إلى المدينة هي بناء المسجد النبوي بعد بناء مسجد قباء ليكون القاعدة التي ارتكز عليها عمران المدينة المنورة لاحقًا، ونقطة تجمع للمسلمين، وقد أنشئ بيت النبي إلى جوار المسجد، وحوله أقيمت بيوت الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.[٥]

عهد الخلفاء الراشدين

استمرت المدينة عاصمة للدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، واستمر الصحابة بتوسعة المسجد النبوي وتحديثه، إلى أن حدثت الفتنة الأولى في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتي انتهت بمقتله في منزله، ومن ثم بويع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالخلافة بعده، وانتقل بعدها إلى الكوفة لتصبح مقرًا للخلافة، وتصبح المدينة مقصدًا للعلماء والفقهاء للأخذ عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين.[٥]

العهد الأموي

أصبحت المدينة في العصر الأموي إحدى إمارات الدولة الأموية، وقد اهتم بها الخلفاء الأمويون، واعتنوا بشؤونها، وتولى إمارتها مجموعة منهم مثل؛ مروان بن الحكم، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وسعيد بن العاص، وعمر بن عبد العزيز، وقد أعاد الوليد بن عبد الملك بناء المسجد النبوي وإضافة العديد من المرافق والمآذن إليه، كما توسعت عمارة المدينة في عهد الخليفة مروان بن محمد؛ آخر خلفاء الدولة الأموية، فأنشئت فيها القصور والحدائق والآبار.[٥]

العهد العباسي

استمرت أعمال الصيانة والترميم والإضافات إلى المسجد النبوي طوال العهد العباسي، فأصبحت مساحة المسجد في عهد الخليفة المهدي حوالي 2,450 م²، وأضاف إليه الناصر صلاح الدين الأيوبي قبة الصحن لحفظ التحف والذخائر، إلا أنه في عام 654هـ/1256م تعرض للحريق الذي دمر معظم أجزائه، ليأمر بعدها الخليفة المستعصم بالله بإعادة ترميمه وبنائه.[٥]

كما تعرض المسجد للحريق مرة أخرى في عهد المماليك في عام 886هـ/1481م ليدمر معظم أجزائه وتحترق معظم المخطوطات والمصاحف الموجودة فيه، ليأمر السلطان الأشرف قايتباي بإعادة بناء المسجد من جديد على الصورة التي كان عليها.[٥]

العهد العثماني

استمر الاهتمام بالمسجد النبوي في عهد العثمانيين منذ عهد السلطان سليم الثاني الذي أمر ببناء محراب القبلة وتطعيمه بالفسيفساء المنقوشة بماء الذهب، فيما بنى السلطان محمود الثاني القبة الشريفة، وأضيفت أقسام وقباب مزينة بالكتابات والنقوش الجديدة إلى المسجد في عهد السلطان عبد المجيد، والتي ما تزال ظاهرة للعيان حتى اليوم.[٥]

أبرز معالم المدينة المنورة

تضمُّ المدينة المُنوَّرة العديد من المَعالِم والأماكن التي تحظى بمكانة دينيّة وتاريخية كبيرة، ومنها ما يأتي:

  • مسجد قباء

يعد مسجد قباء أول مسجد في الإسلام، فقد وضع أساساته الأولى النبي -صلى الله عليه وسلم- في عام 622م عندما هاجر إلى المدينة المنورة، وتبلغ مساحة المسجد في الوقت الحاضر 13,500 م².[٦]

  • متحف المدينة المنورة وسكة حديد الحجاز

خصص هذا المتحف ليتناول تاريخ المدينة المنورة، فهو يضم مجموعة من الآثار والصور والمخطوطات التي تسرد تاريخ المدينة خلال العصور الماضية، ويضم المتحف 14 قاعة تحوي كل منها مقتنيات تاريخية، ويقدم فيها عروض مرئية تتحدث عن تاريخ المدينة.[٧]

  • قلعة قباء التاريخية

تقع قلعة قباء جنوب المدينة المنورة، إذ تبعد عن مسجد قباء حوالي 1,500 م، وتبلغ مساحتها ما يقارب 200 م²، وتعد من أشهر قلاع المدينة المنورة التي كانت تبنى للحراسة والمراقبة.[٨]

  • مسجد القبلتين

يقع مسجد القبلتين في الجزء الشمالي الغربي من المدينة المنورة، ويتميز بجمال عمارته الإسلامية وزخارفه الرائعة، وقد أخذ المسجد اسمه بعد تحول قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وتبلغ مساحته حوالي 3,920 م².[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب "Medina", britannica, Retrieved 23/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب محمد السيد حافظ، معراج نواب ميرزا، الجغرافيا ودول مجلس التعاون، صفحة 180-181. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "Climate and Average Weather Year Round in Medina Saudi Arabia", weatherspark, Retrieved 23/8/2023. Edited.
  4. "Medina Population 2023", worldpopulationreview, Retrieved 23/8/2023. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "تاريخ المدينة المنورة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023. بتصرّف.
  6. "مسجد قباء"، روح السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023. بتصرّف.
  7. "متحف المدينة المنورة وسكة حديد الحجاز"، روح السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023. بتصرّف.
  8. "قلعة قباء التاريخية"، روح السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023. بتصرّف.
  9. "مسجد القبلتين"، روح السعودية، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023. بتصرّف.
7667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×