المرأة في المجتمعات المعاصرة

كتابة:
المرأة في المجتمعات المعاصرة

من هي المرأة المعاصرة؟

المرأة المعاصرة هي المرأة المؤثرة في المجتمعات وبناء وتطور المدنية الحديثة والحياة المعاصرة، فلقد تابعت المرأة سعيها، ولا تزال في خطى التطور الذي تشهده مختلف مناحي الحياة في الوقت الراهن، وبذلت في سبيل ذلك الكثير من الجهد النفسيّ والجسميّ، بل وأسرفت في كثير من الأحيان بالعطاء من جهدها ووقتها وروحها وعواطفها.[١]

ما هي سمات المرأة في المجتمعات المعاصرة؟

تستمد حقوق المرأة مشروعيتها من إنسانيتها، فهي قبل أن تكون امرأة هي إنسان ينبغي أن يتمتع بجميع حقوق الإنسان، لذلك اتجه المجتمع الدوليّ ومن خلفه الكثير من الدول، إلى منح المرأة العديد من الحقوق والحريات، والتي أصبحت فيما بعد سمات مضيئة في حياة المرأة، يجب عليها العمل بجهد ومثابرة للمحافظة عليها، ومن هذه السمات ما يأتي:

تتعلم في الجامعات

تمر المرأة منذ طفولتها ولغاية نضوجها بمراحل تعليميّة متتالية ومتنوعة، وصولًا إلى التعليم الجامعي والتعليم العالي، الأمر الذي أهلها للحصول على أعلى الدرجات والشهادات العلميّة، ووفق أحدث المناهج المتبعة في العالم، وكذلك ساهم التعليم الجامعيّ في تنمية قدرات المرأة الشخصيّة لكي تتمكن من مواجهة مشكلاتها بنفسها، وبأقل الإمكانيات المتاحة لها.[٢]

وتجدر الإشارة أنّ تعليم المرأة المعاصرة يعود بالفائدة على نفسها وصحتها أولًا، بالإضافة إلى الفائدة العائدة على أسرتها، من ثقافة، ومشاركة اقتصاديّة، ودعم الدخل الأسريّ، وتعليم الأبناء، وإخراج جيل جديد قادر على تطوير المجتمعات.[٢]

تعمل في كل المجالات

أصبحت المرأة عنصرًا فاعلًا في الكثير من المجالات الحكوميّة أو الخاصة بعد النهضة الفكريّة التي شهدتها المجتمعات، وبما تزودت به من ثقافة وتعليم، فهي الطبيبة والمهندسة والمحامية والكاتبة والمعلمة، وغيرها الكثير، ولما تمتلكه المرأة العاملة من ذكاء وفطنة وقدرة على التحمل قد تفوق الرجل في كثير من الأحيان، أخذ أرباب العمل يفضلونها ويعتمدون عليها كونها تؤدي المهنة بحرص واحتراف.[٣]

تعبر عن رأيها بحرية

أصبح للمرأة المعاصرة الحرية الكاملة في التعبير عن رأيها في أمورها الخاصة أو العامة، وسواء كان هذا الرأي موافقًا لرأي الآخرين أم مخالفًا لهم، ولكن بشرط ألا لا تتعارض مع قواعد الدين والأنظمة السائدة في المجتمع، كما وأصبح للمرأة الحق في الأخذ بما تراه من آراء وأفكار، ودون الخوف من التهديد والوعيد، الذي يمكن أن تتلقاه بسبب هذا الرأي أو تلك الفكرة.[٢]

تمتلك شخصية مستقلة

أصبحت المرأة أيضًا تتمتع بشخصية مستقلة، قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، لما تمتاز به من الدقة وعدم التسرع، كما أصبحت تعتمد على نفسها في تأدية كلّ المهام التي تسند إليها، وأيضًا أصبحت تتمتع بالثقة العالية بنفسها، وتطمح إلى تحقيق جميع أهدافها.[١]

تمتلك مساحة خاصة

أصبحت المرأة المعاصرة تمتلك مساحة خاصة بها تستطيع من خلالها الاهتمام بذاتها وتنميتها، من أجل أن تمتلك شخصية قوية وجاذبة لكلّ من حولها، فأصبحت بمرور الوقت قادرة على أن تتقن جميع الأعمال وتلم بها إلمامًا مميزًا، كما أصبحت تتمتع بسرعة التصرف، وبعد النظر والرؤية الثاقبة للأمور، فأصبح للمرأة دور كبير في المجتمع.[٣]

ما أبرز تحديات المرأة في المجتمعات المعاصرة؟

بالرغم من حصول المرأة على الكثير من الحقوق والحريات التي أقرتها لها الأديان والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان، والتي مكنتها من أن تتبوأ الكثير من المناصب وتقتحم العديد من المجالات، إلا أنّ المرأة ما تزال في عالمنا العربيّ تواجه العديد من التحديات والصعاب، والتي تشكل عقبات بينها وبين تحقيق أهدافها وطموحاتها، ومن هذه التحديات ما يأتي:

العادات والتقاليد

تُعدّ سطوة العادات والتقاليد الموروثة وتراكمات التربية من بين أبرز وأهمّ التحديات التي تواجهها المرأة، وما تحمله من مفاهيم مغلوطة فيما يتعلق بتعليم وعمل المرأة، وخروجها من بيتها، فقد ساهمت هذه العادات والتقاليد في تكوين العقل الجمعيّ لبعض المجتمعات، والتي كرست سطوة وتسلط الرجل على المرأة، ليس لشيء فقط لأنها امرأة.[٢]

وتجدر الإشارة إلى أنّه من أبرز هذه العادات والقيم: سيطرة الرجل على المرأة وخضوعها له بشكل مطلق، والزواج المبكر، والاعتقاد الخاطئ بأن المكان الطبيعيّ للمرأة البيت، وهذه السلوكيات كلّها سببت تحديًّا كبيرًا للمرأة في المجتمعات المعاصرة.[٢]

المسؤوليات الكثيرة

تُعتبر المرأة عنصرًا فعّالًا في كيان الأسرة، فيقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات، والتي تتعلق بإنجاب وتربية الأطفال تربية صالحة والاعتناء بصحتهم وتقويم خلقهم، فضلًا عن إدارة شؤون المنزل وتوفير مستلزمات البيت والأسرة، بالإضافة إلى المسؤولية الزوجيّة.[٤]

وتجدر الإشارة أنّ الكثير من النساء في العالم العربيّ يواجهن مسؤوليات كثيرة إذا كنّ صاحبات عمل وموظفات؛ إذ تشترك مع الرجل وتحاول جاهدة إلى أن توفق بين مسؤولياتها كربة منزل وواجباتها كامرأة عاملة، لذا مطلوب منها الكثير من الجهد والعمل والتركيز.[٤]

الغزو الفكري

مارس الغزو الفكريّ الذي حملته الكثير من التيارات ضغطًا كبيرًا على مجتمعاتنا العربيّة، أو من خلال تسويق فكرة العولمة التي هي في حقيقتها لم تكن سوى وسيلة لتعميم ونشر أنماط فكرية وثقافية جديدة، وجعلها هي النمط السائد في جميع بلدان العالم.[٥]

كما لعبت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في نشر العديد من الأفكار المغلوطة، وحقيقة كانت المرأة أكثر هذه الفئات تأثرًا بهذا الغزو الفكريّ، بحكم طبيعتها العاطفيّة، ورغبتها الدائمة في مجاراة الموضة، بدعوى التحضر والتمدن باتت المرأة الغربيّة وطبيعة الأفكار التي تحملها، هي المثل والقدوة لبعض الفتيات، بل وأصبحن يطمحن للعيش بالطريقة ذاتها.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب إسماعيل مظهر، المرأة في عصر الديمقراطية، صفحة 77-79. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج الدكتور حسن تيم والدكتورة ابتهاج محمد النادي، درجة مساهمة المرأة الفلسطينية في التنمية من وجهة نظر طلبة الدراسات العليا، صفحة 5-13. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الرحمن سليمان دربندي، دراسات عن المرأة العراقية المعاصرة، صفحة 23-25. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن سليمان دربندي، دراسات عن المرأة العراقية المعاصرة، صفحة 13. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رفعت محمد مرسي طاحون، كتاب الغزو الفكري وأثره على عقل وقلب المرأة المسلمة، صفحة 12-16. بتصرّف.
3058 مشاهدة
للأعلى للسفل
×