المستوى المعجمي في اللسانيات

كتابة:
المستوى المعجمي في اللسانيات


مفهوم المستوى المعجميّ في اللسانيات

يعرف هذا المصطلح بأنه يتعلّق بالوحدات المعجميّة، والمعاني الملابسة لها على النحو الذي تظهر فيه في القاموس، دون الاهتمام بالمعاني المركّبة أو الدلالات التي يفرزها السياق، والمتعلّقة بالحقيقة والمجاز والتشبيه والبيان وغيرها.[١]


يهتم المستوى المعجمي برصد الحقول الموجودة في اللغة وتصنيفها، وتحديد العلاقات داخل الحقل، كما يميز بين الكلمات الهامشية والأساسية داخل الحقل، وذلك ضمن مجموعة من الأسس والضوابط التي وضعَت لتحديد ذلك.[١]


يعد المستوى الدلالي من أكثر مستويات اللغة أهمية، فالمستويات اللغوية بأنواعها من أصوات وأبنية وتراكيب حاملة لمعنًى ودلالة ما، وقد اهتم أصحاب المعاجم بموضوع الدلالة في إطار تحديدهم لدلالة الألفاظ، كما اختلف بين دمج المستويين (المعجمي والدلالي) أو التفريق بينهما.[١]


المستوى الدلالي وعلاقته بالمستوى المعجمي

علم الدلالة هو جزء من علم اللغة، أو مستوى من مستويات التحليل اللساني، وفي أبسط تعريفاته هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى، فإنّ هذا المعنى لا تبرزه إلا الكلمة، التي لا بد من النظر إلى معناها ودلالاتها.[١]

المستوى المعجمي يتعلق بالمستوى الدلالي من حيث دراسة وبحث دلالة كل معنى في المعاجم العربية، فالحقول الدلالية هي ما أعطت العمل المعجمي أهمية في علم اللغة، فلكل كلمة من كلمات اللغة المختلفة دلالةٌ معجمية مختلفة.[١]


الدلالة المعجمية

الدلالة المعجمية هي أساس الدلالات كون أصحاب اللغة الواحدة يُجمعون على استخدامها مما يسهّل التواصل فيما بينهم،[٢] وإن غالبية المصطلحات التي نتكلم بها في وقتنا الحاضر لم يكن معناها المستخدم الآن كما المعنى في الزمن الماضي، فكل كلمة ظهر معناها المتداول من اتفاق الناس على استخدامها بهذا المعنى تحديدًا، فليس بالضرورة أن يكون المعنى الحقيقي يتوافق مع المعنى المُستخدم في الحياة العادية.[٣]

تعتبر هذه التغيرات كلها لا تنفي المعنى الأساس ولا تفرط فيه، فهي تقبل بالمعاني المكتسبة من السياق أو المقام أو المجاز، لكنها لا تتخلى عن أصلها الذي يميزها، ولمعرفة هذه التغيرات وكيفية آل الحال إلى استخدامها نلجأ إلى علم المعجم التي يتناول دراسة كل هذه الجوانب المختلفة من المفردات.[٣]


عناصر الدلالة المعجمية

يرى علماء اللغة المحدثين والمعاصرين، وفي مقدمتهم علماء المعاجم أن المعنى المعجمي يتكون من عناصر رئيسية ثلاثة فيما يأتي:[٤]

  1. المعنى المستخدم للمفردات بين الناس في أحاديثهم الاعتيادية.
  2. الدلالات المختلفة التي قد تحمله المفردات.
  3. التلاؤم بين المعنى المتعارف عليه والمعنى الأصلي الأساسي للمفردة نفسها.


علم المعاجم

علم المعاجم أو المعجميات هو علم يهتم بدراسة مصطلحات اللغة من كافة جوانبها، سواءً من جانب أصل المصطلح واشتقاقاته، ودلالته في السياق، أو معناه تاريخيًا وكيفية تطوّر المعنى وكيفية استخدامه، ومرادافاته، وتعدد معانيه وهذا العلم هو جزء لا يتجزأ من علم الدلالة كما ذكرنا سابقًا.[٥]

كما أن دراسة علم المعاجم تشمل عدة خطوات، وذكرها فيما يأتي:[٦]

  1. جمع المفردات اللغوية المستخدمة في كل مكان يتم التكلم به باللغة المراد الدراسة عنها.
  2. الاعتماد على نظام وترتيب معيّن لمدخل كل مجموعة من المفردات.
  3. تدوين شرح ومعنى كل مفردة، وترتيبها حسب أصولها واشتقاقاتها.
  4. كتابة النتائج ونشرها في المعاجم.


وظائف المعجم العربي

حصر المعجميون أهم وظائف المعجم فيما يأتي:[٧]

  1. شرح معنى المفردات.
  2. بيان كيفية النطق والمخارج.
  3. كيفية كتابة المفردات إملائيًا.
  4. أصل المفردة في الاشتقاق.
  5. كيفية الإعراب ودراسة المفردة صرفيًا.
  6. تعداد كيفية استخدام المصطلح بجميع السياقات.
  7. التطرّق للمعلومات الموسوعية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج أحمد مختار، علم الدلالة، صفحة 83-86. بتصرّف.
  2. فايز الداية، علم الدلالة العربي، صفحة 20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أحمد علي محمود ربيع، المدخل إلى علم المعاجم والدلالة، صفحة 121-122. بتصرّف.
  4. فريد عوض حيدر، علم الدلالة دراسة نظرية وتطبيقية، صفحة 49-50. بتصرّف.
  5. حلام الجيلالي، المعاجيم العربية، صفحة 6. بتصرّف.
  6. علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم، صفحة 3. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر، صناعة المعجم الحديث، صفحة 115. بتصرّف.
6259 مشاهدة
للأعلى للسفل
×