المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام

كتابة:
المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام

فن التعامل في الحياة الزوجية

كيف رغّب الإسلام بالزّواج؟

رغّب الإسلام بالزواج وحثَّ عليه، وذلك من خلال بيان الحكم الشرعي له، وبيان فضائل الزواج، فالزواج سنة الله في الخلق، فمن خلاله يتكاثر الناس ويتناسلون، وهو حاجةٌ فطريةٌ؛ فلا يستغني عنه مخلوق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ"،[١] ومع ذلك فمن الوارد في أيّ أسرةٍ أو علاقةٍ زوجيةٍ أن يحصل خلافٌ بين الزوجين، وحتى يمكن للإنسان أن يتخطى تلك الخلافات التي يمكن أن تكون بسيطةً في مقدمتها ينبغي أن يعرف الزوجان كيفية التعامل مع المهارات النفسية عند ابتداء الحياة الزوجية، وفي هذا المقال سيجري بيان المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام.[٢]

المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام

ما هي أسباب المشاكل الزوجيّة؟

في أيِّ علاقةٍ زوجية وبعد أن تنتهي فترة الخطوبة وينتقل الزوجان للعيش تحت سقف بيتٍ واحدٍ ربما يحصل خلافٌ بين الزوجين، حيث إن كلٍ منهما يجعل طبيعة الآخر حتى لمن يكون زواجهم ناشئًا عن حبٍ أو حتى من خلال الطرق التقليدية، وبعد أن تتكشف طبائع كلٍ منهما للآخريحصل الخلاف، إذ إنَّ الطبائع تتعارض بديهيًا، وذلك الأمر هو سبب حدوث المشاكل الزوجية، وتحديدًا في الفترة الأولى من الزواج، حيث إنَّ كل واحدٍ منهما يُخفي ما به من صفات ربما لا توافق الآخر، ومرجع تلك المشاكل وأساسها أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يضع في نفسه تصورًا عن الآخر فيتفاجئ بعد وجود ذلك فيه، أو ربما يجد عكس ما توقع.[٣]

وحتى يتمَّ حلُّ تلك الخلافات بأقلِّ الضرر ينبغي أن لا يؤجل حل الخلافات البسيطة بل يجب المبادرة إلى علاجها فورًا، وأن لا يُسمح أيٌّ من الزوجين لأيِّ طرفٍ خارج نطاق بيت الزوجية التدخل في حياتهما أو الخلافات التي تنشئ بينهما تحديدًا في بداية الحياة الزوجية حتى إن كان ذلك الطرف أحد والدي الطرفين، بالإضافة إلى المشاركة في الدوارت الخاصة بتأهيل المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى العناية في اهتمامات الطرف الآخر وحاجاته واحترام مشاعره.[٣]

حقوق الزوجين وواجباتهما

كيف يحفظ الأزواج خصوصّية علاقتهما؟

بعد بيان المشاكل الزوجية وحلولها في الإسلام فلا بدَّ أن يعرف كلُّ واحدٍ من الزوجين ما له من حقوق وما عليه من واجبات، وفيما يأتي بيان بعض الحقوق المشتركة بين الزوجين تجاه الطرف الآخر:[٤]

  • المعاشرة والملاطفة بالمعروف: فيجب على كل واحدٍ من الزوجين معاشرة زوجه بالمعروف.
  • الاستمتاع: فمن حقِّ كلّ واحدٍ من الزوجين أن يستمتع بالطرف الآخر ضمن ما أباح الله تعالى.
  • التوارث: فإن لكل واحدٍ من الزوجين الحق على زوجه بالإرث، فيرث الرجل زوجته إذا توفيت قبله، كما أنَّها ترثه إذا توفي قبلها، وذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم:{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}.[٥]
  • حفظ السرّ: حيث ينبغى على كلِّ واحدٍ من الزوجين أن يُراعي أسرار الآخر فيحفظها ويُخفيها ولا يُظهرها حتى لأقرب الناس له، وعلى كل واحدٍ منهما أن يستر عيوب الطرف الأخر والتغاضي عن زلاته وهفواته وعدم الوقوف عندها.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1400، حديث صحيح.
  2. "فن التعامل في الحياة الزوجية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "حل الصراع بين الأزواج"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  4. "الحقوق المتبادلة والمشتركة بين الزوجين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 12.
5476 مشاهدة
للأعلى للسفل
×