المضادات الحيوية والرضاعة الطبيعية

كتابة:
المضادات الحيوية والرضاعة الطبيعية

حليب الأم

يوصي أطباء اختصاص الأطفال بالرضاعة الطبيعية لعمر الأثنى عشر شهر، إذ يعدّ حليب الأم هو مصدر الغذاء السائل المتاكمل، فهو أيضًا يقي الطفل من الأمراض والعدوى والأمراض المزمنة لاحقًا مثل مرض السكري والسمنة، ويقوي مناعة الطفل، ويجدر بالذكر أنّ البروتين الموجود في حليب الأم سهل الهضم للطفل بالمقارنة بالبروتين في الحليب الصناعي، كما أنّ الكالسيوم والحديد الموجود بحليب الأم قابليته لامتصاص أفضل من قبل الجهاز الهضمي للرضيع، كما تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض.[١]


الأدوية والرضاعة الطبيعية

بشكل عام أي دواء تتناوله الأم خلالفترة الرضاعة يصل إلى الدم وينتقل للحليب بنسب متفاوتة حسب طبيعة الدواء، وفي الغالب إنّ كانت جرعات الدواء المستهلكة قليلة يفرز الدواء في حليب الأم بكميات أقل، وبالتالي تأثيره على الطفل أقل، ولكن هنالك أدوية تؤثر على الطفل بشكلٍ خطير حتى وإنّ كانت التراكيز قليلة، لذلك يجب سؤال الطبيب أو الصيدلاني قبل أخذ أي دواء خلال فترة الرضاعة فهو من الأمور المهمة جدًا لتأكد من مدى سلامة هذا الدواء على الرضاعة وعلى الرضيع.[٢]


هل يجب أن تتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية عند تناولها المضادات الحيوية؟

قد تضطر المرأة المرضعة لتناول المضادات الحيوية لأسباب عدة، ويجدر بالذكر أنّ استخدام المضادات الحيوية بشكل عام يجب أنّ يكون لضرورة خاصة في فترة الرضاعة الطبيعية، ولا يجب على الأم أنّ تتوقف عن الرضاعة الطبيعية إلا إنّ كان المضاد الحيوي له تأثير خطير على الطفل، وذلك بعد دراسة مدى خطورته على الطفل الرضيع، ومدى خطورة عدم علاج الأم المرضعة ونظرًا أن غالبية المضادات الحيوية لها تأثير طفيف على الطفل والرضاعة، كما أنّ التوقف عن الرضاعة الطبيعية قد يكون من الأمور الصعبة على الأم والرضيع، فيجب اختيار المضادات الحيوية خلال فترة الرضاعة على أسس علمية وطبية واتخاذ القرار الأفضل في ذلك، وهنالك مضادات حيوية آمنة خلال فترة الرضاعة يمكن استخدامها بشكل آمن.[٣]


ما درجة توافق المضادات الحيوية مع الرضاعة الطبيعية؟

يختلف تصنيف توافق المضادات الحيوية مع الرضاعة الطبيعية على حسب تأثيرها على الرضاعة الطبيعية والرضيع، وتأثير المضادات الحيوية يكون كالتالي:[٤]

  • التأثير على البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي للرضيع، مما يسبب الإسهال وتقليل امتصاص بعض العناصر الغذائية من جهازه الهضمي.
  • التأثير المباشر على الطفل الرضيع وعلى نموه؛ وإن كان تراكيز الدواء في للحليب قليلة جدًا.
  • التأثير على فحوصات ونتائج الطفل إن عانى من التهاب معين، وغالبًا ما يتم تجاهل هذه النقطة.

ونتيجة لتلك التأثيرات صُنف استخدام المضادات الحيوية خلال فترة الرضاعة كالآتي:

  • المضادات الحيوية الآمنة: التي يمكن استخدامها بشكل آمن مثل:
  • الأموكسسيلين (Amoxicillin).
  • الأمينوغلوكسايد (Aminoglycosides).
  • السيفالوسبورين (Cephalosporin).
  • الماكرولايد (Macrolides).
  • تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-sulphamethoxazole).
  • المضادات الحيوية غير معروفة التأثير: التي يجب استخدامها عند الضرورة القصوى فقط وبحذر و مراقبة الأم والرضيع مثل:
  • الكلورامفينيكول (Chloramphenicol).
  • دابسون (Dapsone)
  • ميترونيدازول (بجرعة منخفضة) (Metronidazole).
  • نتروفورانتوين (Nitrofurantoin)
  • البنسلينات (Penicillins)
  • التتراسيكلينات (Tetracycline).
  • المضادات الحيوية غير الآمنة: التي يجب عدم استخدامها أو التوقف عن الرضاعة في فترة تناولها، منها:
  • الميترونيدازول (الجرعة الواحدة المرتفعة).
  • كينولون (Quinolones).



متى يقرر الطبيب وصف المضادات الحيوية للمرضع؟

يوجد عدة أسباب لوصف الطبيب المضادات الحيوية للمرضع خاصة بعد الولادة مباشر، إذ كما تعدّ صحة الرضيع مهمة فصحة الأم مهمة ايضًا، لأن تعرضها لأي عدوى سيؤثر في حياتها، لذلك يجب دراسة مدى خطورة ترك الأم بدون مضاد حيوي أو التوقف عن الرضاعة الطبيعية، وتحديد الأولوية بينهما. [٤]


هل يختلف خطر المضادات الحيوية بحسب عمر الطفل؟

نعم، يختلف تأثير وخطر المضادات الحيوية على الرضيع بحسب عدة عوامل، وهي كالتالي:[٤]

  • عمر الطفل، إذ يختلف نضوج الكلى والكبد على سبيل المثال باختلاف العمر، وبالتالي تختلف كيفية تعامل جسم الطفل مع الدواء وكيفية التخلص من الدواء.
  • وقت الولادة: ولعل أهم العوامل أيضًا وقت الولادة، وهل ولد الرضيع في وقته المحدد أم كانت الولادة مبكرة قبل آوانه.
  • عمليات التمثيل الغذائي والعمليات الحيوية، فهي تختلف من عمر لآخر حسب الطفل ونموه مثل عمليات التأكسد التي تحدث من خلال انزيمات معينة قد تكون غير ناضجة عند عمر معين، ومن المؤكد أن الجهاز الهضمي عند حديثي الولادة يختلف عن الرضع في عمر أكبر مثل سرعة افراغ الجهاز الهضمي أو درجة الارتجاع المريئي أو صغر حجم المعدة.

فكل تلك العوامل تؤثر في مدى امتصاص الدواء من جسم الطفل وكيفية التعامل معه والتخلص منه، ومدى تأثير وخطر المضاد الحيوي على الرضيع.[٤]


كيف يمكن للمرضع أن تتجنب الآثار الجانبية للمضادات الحيوية؟

بعد تحديد مخاطر وفوائد استخدام المضادات الحيوية خلال فترة الرضاعة وهل هذا الدواء هو الخيار الأفضل أم لا من الأمور الواجب النظر فيها قبل استخدام أي أدوية للمرضع، يمكن اتباع بعض الأمور لتجنب الآثار الجانبية التي قد تسببها المضادات الحيوية من خلال الآتي:[٥]

  • مراقبة الطفل عن قرب للتأكد من عدم ظهور أي آثار جانبية نتيجة تناول الأم للمضاد الحيوي.
  • إرضاع الطفل مباشر قبل جرعة المضاد الحيوي لتفادي أكبر كمية ممكنة من تركيز المضاد الحيوي التي قد تفرز في حليب الأم.
  • إنّ كان المضاد الحيوي من الأدوية المصنفة كأدوية غير معروفة التأثير أو ليست آمنة تمامًا يمكن إرضاع الطفل رضعة صناعية في فترة التي يكون تركيز الدواء في الدم أعلى ما يمكن.
  • إنّ كان الدواء مصنف كدواء غير آمن في فترة الرضاعة يجب إيقاف الرضاعة الطبيعية في فترة العلاج والرجوع للرضاعة الطبيعية بعد ذلك.
  • إنّ كان هنالك إمكانية اختيار مضاد حيوي كعلاج موضعي.[٤]
  • اختيار مضاد حيوي الذي يتخلص منه الجسم بشكل سريع، ولا يبقى في الدم لفترة طويلة.[٤]
  • تعديل جرعة المضاد الحيوي لتناسب الأم المرضعة.[٤]


المراجع

  1. "Whats In Breast Milk?", americanpregnancy.org, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  2. "Breast-feeding and medications: What's safe?", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  3. Benjamin Bar-Oz 1 , Mordechai Bulkowstein, Lilach Benyamini, "Use of antibiotic and analgesic drugs during lactation", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-20. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Dr Joseph L Mathew, "Effect of maternal antibiotics on breast feeding infants", pmj.bmj.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
  5. Sharon Gardiner (2005-05-01), "Drug Safety in Lactation", www.medsafe.govt.nz, Retrieved 2020-08-18. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×