أنواع المعاصي وأثرها على الصوم
المعاصي في رمضان قسمان سنذكرهما فيما يأتي:
- قسم مُفطِّر: مثل الزنا وشرب الخمر والاستمناء والجماع.
- قسم غير مُفطر: مثل الغيبة والنميمة وغيرها من المعاصي.
وكلها منهي عنه وبعضها من الصغائر وبعضها من الكبائر وهما في شهر رمضان أشد، وقد عدَّ الفقهاء المفطرات اثنا عشر بشكلٍ عامٍ، ومنها ما يأتي:[١]
- الأكل عامداً.
- الشرب عامداً.
- إدخال شيء من الأنف أو الفم كالسعوط وغيره.
- الاكتحال أو وضع شيء في العين أو الأذن بشرط وجود طعمه في الحلق.
- إدخال أي شيء يصل إلى معدته.
- وصل شيء على دماغه.
- القيء عامداً.
- الحيض.
- النفاس.
- الجماع.
- نزول المني بالاستمناء باليد أو بالنظر.
- الردة عن الدين.
- العزم على الفطر أو التردد فيه.
تعريف الصيام
يُعدُّ الصيام أحد أركان الدين ومن أعظم شرائع الإسلام، وفي شهر رمضان تتجدد النيّات وتتآلف فيه المجتمعات وتجتمع العائلات وتتربى النفس على منع الشهوات وإقامة الصلوات، لذا تجد الأنس بقربه وتجد الحزن ببعده فقد اختص الله -تعالى- نفسه بأجره.
والصيام؛ هو إمساك بنيّة عن أشياء مخصوصة في زمن مُعين من شخص مخصوص، فلا ينعقد بلا نية صيام الفريضة أو النفل، والأشياء المخصوصة هي المفطرات، والزمن من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والشخص المخصوص هو المسلم العاقل،[٢] فلا يكون الصوم إلا بالإمساك.[٣]
وعدم الإمساك هو الإتيان بالمفطرات في وقت الصيام وهي على قسمين بعذر وبغير عذر وسيأتي تفصيل ذلك، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٤] وقال ابن كثير في تفسيره: "لأنَّ الصَّوْمَ فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَتَضْيِيقٌ لِمَسَالِكِ الشَّيْطَانِ".[٣]
مفطرات الصوم
والمفطِر في الصيام على قسمين كما يأتي:
- بعذر: فهو مثل المرض وكِبَر العمر والسفر وغير ذلك من الأمور.
- بغير عذر: سوى ذلك من الأعذار كالأكل والشرب عامداً وكالجماع وغيرها من الأمور، والأول معذور والثاني عاصي.
والمفطرات من حيث أصلها كما يأتي:
- منها ما هو مباح في أصله؛ كالأكل والشرب من المباحات والسفر في المباح والجماع بين الزوجين وغيرها.
- منها ما هو محرم بأصله؛ كالاستمناء وأكل الطعام المحرم كلحم الخنزير أو شراب محرم كالخمر وكذلك الزنا واللواط وكالسفر لفعل المحرمات، فما كان محرم في أصله ففعله أشد حرمة من غيره.
مواعظ الصيام
ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)،[٥] قال ابن رجب كلاماً نفيساً في ذلك ننقل منه مواضع منها قال بعض السلف: "طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته قدم رضا مولاه على هواه فصارت لذته في ترك شهواته لله".[٦]
إلى أن قال: "وإذا كان هذا فيما حرم لعارض الصوم من الطعام والشراب ومباشرة النساء فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق: كالزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال أو الأعراض بغير حق وسفك الدماء المحرمة فإن هذا يسخطه الله على كل حال وفي كل زمان ومكان".[٦]
المراجع
- ↑ عبد القادر التغلبي، نيل المآرب بشرح دليل الطالب، صفحة 277. بتصرّف.
- ↑ منصور البهوتي، شرح منتهى الإرادات، صفحة 469. بتصرّف.
- ^ أ ب إسماعيل ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 497.
- ↑ سورة سورة البقرة، آية:183
- ↑ رواه محمد البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1904، صحيح.
- ^ أ ب عبد الرحمن ابن رجب، لطائف المعارف، صفحة 153.