محتويات
النجاح
يقول برايان تيرسي إنّ خمسة في المئة فقط من الناس ناجحون في حياتهم، والمعنى الاصطلاحي للنجاح هو تحقيق نتيجة حَسنة في شيء ما، والنجاح هو بذل الجهد في جميع النواحي لتحقيق الأهداف، ومن علامات النجاح في الحياة، الشعور بالسكينة والطمأنينة وهدوء البال، والتمتع بقدر جيد من الطاقة والحيوية والنشاط، ووجود أهداف ذات قيمة في الحياة الإنسان، وتحقيق تطوير الذات، ولكن إن القلة القليلة من الناس عندها أهداف عالية وتستطيع أن تحقق أهدافها، أما الغالبية العظمى فتشتكي من الإحباط، والزمن والظروف القاهرة التي لا تمكّنها من الوصل إلى ما تريد، فيحتاج الناس إلى المفاتيح العشرة للنجاح لفهم الطريق الذي يؤدي إلى النجاح.[١]
صفات الأشخاص الناجحين
يتميّز الأشخاص الناجحين واللذين يطبّقون المفاتيح العشرة للنجاح بصفات متشابهة إلى حد ما في شخصياتهم وطرق تعاملهم مع الآخرين، فهم أشخاص يتمتعون بالصحة النفسية، وصحيح أن الإنسان لا يخلو من الصراعات الداخلية والمشاكل إلا أن الأشخاص الناجحين تغلب هذه الصفات عليهم، وتكون كالآتي:[٢]
- القدرة على إثبات النضج الانفعالي: ويكون ذلك بالاستقلال بالتفكير والعمل والاعتماد على أنفسهم والقدرة على مساعدة أنفسهم بأنفسهم، إن الإنسان الناجح هو الذي لا يعتمد على أحد في حل ما يواجهه من مواقف.
- القدرة على تقبّل الواقع: إن الشخص الناجح قادر على الصمود أمام عوامل الفشل والخيبة، فيوقن أن عليه أن يشق طريقه في حياته لاكتساب رزقه، والإنسان الناجح يعلم حق العلم أن الحياة كفاح في سبيل البقاء، وهذا من أهم مقومات إمتلاك المفاتيح العشرة للنجاح.
- القدرة على مسايرة الناس: الإنسان الناجح يتمتّع بشخصية مرنة، فهو يكيّف نفسه بكثير من المواقف المتغيرة المتقلبة، ويتمتّع بالحزم وليس العصبية بحيث لا يخلق لنفسه أعداء، وهو لبق وصادق ومتّصف بروح الدعابة وغير أناني ويتقبل النقد تقبّلًا حسنًا.
- القدرة على حب الغير: قبل أن يتمكّن الفرد من حب الغير يجب أن يكون هذا الحب مستقرًا في أعماق القلوب، إن من مقومات النجاح هو أن يشعر الإنسان في بحب الناس له وبحبه هو للناس، ولذلك فإن العلاقات الطيبة مع الناس تعدّ من أساسيات الحياة الناجحة.
العلاقة بين النجاح والسعادة
السعادة مطلب إنساني، وهذه حقيقة مهمّة ومدروسة في طبيعة كلّ إنسان، فالإنسان يرجو السعادة لنفسه، وتحقيق السعادة يرتبط في تحقيق النجاح في الحياة العلمية والعملية والاجتماعية، وأيضًا النجاح في تكوين أسرة تعيش حياة هادئة، تسودها مشاعر المودة والمحبة، فيجب أن يسأل الإنسان نفسه هل هو سعيدٌ حقًا وإن كانت الإجابة لا فيجب أن يبحث عن جوانب الفشل في حياته، فليس كل ناجحٍ عمليًا هو ناجحٌ روحيًا ومتزن، ففي دراسة أجرتها إحدى الجامعات الأمريكية بإحصاء نتيجة أن أقل من 3% من سكان العالم ناجحون ومتزنون، فقد يكون الإنسان ناجحًا ولكن روحه بائسة ومزاجه مضطرب، فمن الممكن أن يعمل الإنسان طوال عمره، يفكّر ويبتكر ويضاعف الجهد ويحقق أهدافًا كثيرة، ولكن يبقى أمامه ما يجعله يشعر بالنقص وعدم السعادة.[٣]
فتساءل العلماء عن السبب الذي يجعل الإنسان الناجح يشعر بالاكتئاب والاحباط ولا يشعر بقيمة ما حققه، وللإجابة عن ذلك فإن الأهداف تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يعتقد أن النجاح هو امتلاك سيارة، وآخر رأى النجاح في العلاقات الناجحة، ولكن بعد ما حقق كل واحد نجاحًا في ذلك لم يشعر بالسعادة، ولهذا الشعور سببين سبب واحد بيولوجي، وآخر نفسي، السبب البيولوجي يكون أن الجسم يفرز هرمون السعادة في لحظة تحقيق النجاح ثم يبدأ هذا الهرمون مع الوقت بالنزول لزوال أثر النجاح، وبهذا إما أن يبدأ الإنسان بالبحث عن نجاح جديد أو يغرق في الإكتئاب، والسبب النفسي هو بعد تحقيق النجاح يبدأ الفرد بالشك في نفسه من تحقيق نجاحات أخرى ويشعر أنه ملزم بالنجاح والتفوق على الآخرين، وتصبح غايته مجرد الوصول إلى القمة بدون الاستمتاع بل بالكثير من القلق، وعند ذلك تهجم عليه الظنون والضغوط النفسية فيشقى ويضيع بها اتزانه الروحي، لذلك يجب أن يتعلّم الفرد المفاتيح العشرة للنجاح.[٣]
المفاتيح العشرة للنجاح
إنّ هناك دراسة أفادت أن هناك شخصًا من بين كل اثنين لا يحب العمل الذي يقوم به، إن واحدًا من بين كل اثنين يتمنى أن يفعل شيئًا آخر غير الذي يقوم به أو أن يعمل في مجال آخر، فلماذا يكون بعض الناس أنجح من البعض الآخر، وللإجابة عن ذلك التساؤل لا بدّ من معرفة المفاتح العشرة للنجاح، وتكون كالآتي:[٤]
- الدوافع: إنّ الدافع هو المحرّك للسلوك الإنساني، فبدون الدافع لا يكون عند الإنسان رغبة لفعل أي شيء، فهو يبعث الحماس والطاقة، وبكون إدراك الفرد في تلك الحالة أكبر، أما إذا كانت عزيمة الفرد هابطة فهي تتجه نحو سلبيات الأمور فقط.
- الطاقة: إن الطاقة هي وقود الحياة، وتتولد طاقة الإنسان من خلال الحياة الصحيّة بحيث لا يتجه الإنسان الناجح لتدمير صحته من خلال الطعام غير الصحي أو الدخان أو السهر أو الخمور، فالحياة الصحية عند الشخص الناجح هو أهم أولوياته.
- المهارة: ومن المفتايح العشرة للنجاح المهارة فهي بستان الحكمة والمعرفة، ويمكن زيادة المعرفة والمهارة من خلال القراءة وحضور المحاضرات، وتعلم لغة جديدة، واستيقاظ قبل الموعد بنصف ساعة واستثمار هذا الوقت في ابتكار أفكار جديدة فيكون اسم هذا الوقت وقت الأفكار.
- التصوّر: التصوّر هو الطريق إلى النجاح، فإنجازات اليوم هي تخيلات وأحلام الأمس، ومن المهم ألّا يسخر الإنسان من تصوّراته، فالمباني الشاهقة والتلفاز وحتى الضوء كانت كلها مجرّد تصورات، فالتصورات من أهم المفاتيح العشرة للنجاح.
- الفعل: الفعل هو الطريق القوة، فالمعرفة وحدها لا تكفي، لا بُدّ أن يصاحبها العمل والتطبيق، فمن الجميل أن يحلم الإنسان ويتصوّر وهذا شيء أساسي ولكن أهم مفتاح في المفاتيح العشرة للنجاح هو الفعل والتنفيذ من دون تردد.
- التوقّع: إن التوقّع هو الطريق إلى الواقع، من المهم أن يعرف الإنسان أنه من الممكن أن يكون ممتلئًا بالطاقة والحماس ولديه المهارات العديدة، ويضع كل هذا في موضع التنفيذ والفعل، ولكن إن لم يتوقّع النجاح فسيفشل، فترقّب الأفضل من الحياة وتوقع النجاح من أهم النقاط في المفاتيح العشرة للنجاح.
- الاتزام: بعد الالتزام تظهر بذور الإنجاز، فيفشل الناس أحيانًا ليس لأنهم لا يمتلكون القدرات ولكن بسبب نقص الالتزام، فمهما كانت درجة الحماس في البداية يجب أن تستمرّ حتى النهاية، فإن الكثير من العلاقات تهدم والشركات تغلق بسبب نقص الالتزام.
- المرونة: المرونة من المفاتيح العشرة للنجاح وهي الاستعداد لتغيير الخطة في كل مرة يواجه فيها الانسان الصعوبات والتحديات، فالمرونة والتأقلم يقرب الفرد من تحقيق الأهداف، فمن المهم ألا يشعر الفرد بالإحباط والاكتئاب عندما يواجه التحديات بل يسارع في وضع خطط جديدة وتوقع النجاح.
- الصبر: إنّ الصبر مفتاح الفرج والخير، إن الكثير من حالات الفشل تكون مع أشخاص لم يدركوا كم هم قريبون من النجاح ولكنهم أقدموا على الاستسلام، يمكن أن يبحث الشخص عن أحد يثق به ليخبره بما يواجهه من صعوبات ليزرع فيه الصبر.
- الانضباط: الانضباط هو أساس المفاتيح العشرة للنجاح، فمن السهل جدًا أن يضيّع الفرد وقته في أشياء غير مجدية أو ألّا يقوم بفعل شيء من الأساس، فالعادات السيئة يمكن أن تعطي الإنسان المتعة لمدى قصير، ولكنّها هي نفسها التي تعطيه الألم والمعاناة على المدة الطويل.
أسباب الفشل
قد لا ينجح البعض في تحقيقهم للنّجاح المطلوب فيسمّى ذلك بالفشل، الفشل ليس كارثة بل عدم المحاولة مرة أخرى هي الكارثة، وأيضًا يجب على الفرد الذي عاش تجربة الفشل معرفة السبب وراء فشله وتعديله، وأيضًا معرفة المفاتيح العشرة للنجاح لاتباعها، ومن أسباب الفشل الآتي:[٥]
- التسويف والمماطلة، فيعتقد الفرد أن لديه من الوقت ما يكفي وأن بإماكانه تأجيل النجاح.
- ضعف الهمة والعزيمة، وضعف إرادة وعدم وجود الدافعية.
- الفتور والكسل الجسدي والفكري في إنجاز ما عليه إنجازه.
- التردد وعدم والقدرة اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
- المثبّطون وهم الأشخاص الذين يزرعون الطاقة السلبية في الآخرين.
- عدم الثقة بالنفس، وعدم إدراك الإيمان بما يمتلكه الفرد من قدرات.
- عدم وضوح الغاية، فالبعض لا يضعون لأنفسهم أهداف حقيقية.
- تضييع الوقت وعدم معرفة كيقية إدارة الوقت من أهم الأسباب التي تؤدي للفشل.
المراجع
- ↑ د. أحمد الأميري (2008)، فن التفوق والنجاح (الطبعة الثالثة)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 9،10،11. بتصرّف.
- ↑ د.كلير فهيم (2010)، مقومات النجاح في الحياة، القاهرة-مصر: دار أخبار اليوم، صفحة 8،9. بتصرّف.
- ^ أ ب د. إبراهيم الفقهي (2008)، الطريق إلى النجاح (الطبعة الأولى)، مصر: النور للإنتاج الإعلامي والتوزيع، صفحة 7،8،12،13. بتصرّف.
- ↑ د. إبراهيم الفقهي (1999)، المفاتيح العشرة للنجاح، مصر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية والعصبية، صفحة 18،34،58،70،82،90،100،110،120،121. بتصرّف.
- ↑ د. إبراهيم الفقهي (2008)، الطريق إلى النجاح، مصر: النور للإنتاج الإعلامي والتوزيع، صفحة 18. بتصرّف.